في الوقت الذي يستعد فيه صانعو القرار السياسي وعلماء المناخ للاجتماع في بولندا لوضع استراتيجيات جديدة لابطاء مسار التغير المناخي في العالم تقترح مجموعة من العلماء تبني مصدر للطاقة وصف ذات يوم بأنه لعنة على البيئة ألا وهو الطاقة النووية. وصاغ اربعة من علماء المناخ البارزين في الآونة الاخيرة رسالة إلى زملائهم الاكاديميين وإلى كبار المسؤولين الحكوميين قالوا فيها انه في ضوء الحاجة الملحة للتغلب على ظاهرة الاحتباس الحراري فإن الطاقة النووية تستحق الآن نظرة جديدة. والعلماء الاربعة هم كينيث كالديرا من معهد كارنيجي للعلوم التابع لجامعة ستانفورد وجيمس هانسين المدير السابق لمعهد جودارك لدراسات الفضاء التابع لادارة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) والمنتسب لجامعة كولومبيا وكيري ايمانويل وهو عالم متخصص في الاحوال الجوية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وتوم ويجلي عالم المناخ في جامعة اديليدي. وقال كالديرا "نود لو ان الرياح والطاقة الشمسية يمكن ان تفعل ذلك بنفسها ولكن هناك ما يدعو للاعتقاد بأنه سيكون من الصعب حقاً حل مشكلة تغير المناخ بشكل تام من خلال الطاقة المتجددة. لقد حان الوقت حقا لإلقاء نظرة اخرى على الطاقة النووية لنرى اذا كان من الممكن تحويلها الى مصدر للطاقة آمن وبأسعار معقولة لتغذية النمو الاقتصادي." ونشرت الرسالة المفتوحة يوم الأحد 3 نوفمبر قبل قمة للامم المتحدة يشارك فيها ممثلون من نحو 200 دولة في وارسو في 11 نوفمبر تستمر اسبوعين بهدف التوصل إلى اتفاق تتم الموافقة عليه في عام 2015 لمواجهة التغيرات المناخية. وقال الاربعة في رسالتهم "تهدد المعارضة المستمرة للطاقة النووية قدرة الانسان على تجنب التغيرات الخطيرة للمناخ. ندعو منظمتكم إلى دعم التنمية ونشر انظمة آمنة للطاقة النووية كوسيلة عملية لمعالجة مشكلة التغيرات المناخية." وعلى مدى نصف قرن اتحد معظم علماء البيئة في معارضتهم للطاقة النووية وكان من بينهم كالديرا. وقال كالديرا "منذ نحو 30 عاما تم القاء القبض علي في احدى المحطات النووية اثناء مشاركتي في احتجاج على الطاقة النووية لكنني غيرت رأيي." ووصلت الحركة المناهضة للطاقة النووية إلى ذروتها خلال الحرب الباردة في السبعينات والثمانينات عندما انتاب المحتجون الفزع من احتمالات حدوث مواجهة بالاسلحة النووية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي ومن التهديد من كوارث بيئية ناجمة عن انهيار محطة للطاقة النووية. ويواجه العلماء الاربعة الذين صاغوا الرسالة المفتوحة معركة شاقة في اقناع انصار البيئة بالاعتماد على الطاقة النووية بشكل تام. ويتزايد الاعتماد على الطاقة النووية في اجزاء من العالم ويتناقص في مناطق اخرى.