خيم الذهول على الكثير من المستثمرين والباعة النظاميين والمتسوقين الذي يرتادون أسواق مدينة الرياض هذه الأيام، من تنامي ظاهرة إغلاق كثير من المحال التجارية أبوابها تزامنا مع الحملة الأمنية الميدانية للقبض على مخالفي نظام الإقامة والعمل بعد انتهاء المدة التصحيحية الممنوحة لهم، تجنباً للعقوبات التي ستلحق بأصحاب تلك المحال في حال اكتشاف مخالفات ارتكبوها. وشهدت الحركة التجارية في تلك الأسواق، ركوداً شديداً عما كانت عليه تلك الساحات قبل الحملة، كما أكد الكثير من المواطنين والمقيمين، بينما بدت وسائل النقل الجماعية حولها شبه معطلة مع قلة العمالة التي تستخدمها للتنقل بين الأسواق والأحياء السكنية التي تقطنها. وشهد السوق حالياً هبوطاً شديداً في حركة الراجلين، خصوصاً في محيط السلع الشعبية والمحال الصغيرة في مختلف المواقع وباعة "البسطات" الجائلين والمتنقلين. وكشفت الحملة اعتماد بعض المدارس الأهلية على العمالة المخالفة في أعمال النظافة والصيانة. وواصلت الجهات الأمنية حملتها المشددة ضد مخالفي نظام الإقامة والعمل لليوم الرابع على التوالي، محققة نجاحاً منقطع النظير بعد أن تكللت خططها على الأرض بالنجاح بفضل الرؤية الثاقبة والقبضة الأمنية الحازمة التي لم تجامل أو تحابي أحداً من المخالفين. وكشف اللواء محمد بن بطي العنزي المشرف على إدارات توقيف الوافدين في تصريح ل «الرياض»، أن أعداد المقبوض عليهم في اليوم الثالث للحملة في مناطق المملكة ومحافظاتها كافة بلغ 6208 مخالفين ومخالفات فيما تم ترحيل 2512 من المخالفين عبر منافذ المملكة يوم الأربعاء الماضي. وأشار المصدر الأمني إلى أن الإحصاء العام للمقبوض عليهم ممن أدخلوا في سجون التوقيف للوافدين بلغ 20743 غادر منهم 8094 مخالفاً.