الدكتور سامي بن عبد الوهاب السلمان اخصائي وبائيات ورئيس الطب الوقائي بالرعاية الصحية الأولية بالاحساء والذي أكد ان التسمم الغذائي الجرثومي هو الحالة المرضية التي تحدث نتيجة تناول طعام ملوث ببعض الجراثيم المعدية او سمومها ويؤدي ذلك الى اضطراب الجهاز الهضمي واهم اعراضه الاسهال، القيء، الغثيان، آلام في البطن، واحيانا ارتفاع درجة الحرارة، جفاف بسبب فقد السوائل وغير ذلك. اما الاشخاص الأكثر عرضة للتسمم فيقول د. السلمان: ان هناك 12 مليون طفل يتوفون في الدول النامية سنويا بسبب الاسهال وان هناك 70٪ من تلك الحالات تعزي لتلوث الاغذية. تكثر حالات التسمم الغذائي في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة كما ان عدم مراعاة الجوانب الصحية اثناء تحضير الطعام تؤدي الى التسمم. وحول دور الطب الوقائي في حالات التسمم يقول د. السلمان تقوم جميع المنشات الصحية من مستشفيات حكومية وأهلية ومراكز رعاية اولية باستقبال الحالات المتسممة وتقديم العلاج واجراء التحاليل اللازمة، كما تقوم تلك المنشآت بابلاغ كل من البلدية وقسم الطب الوقائي بالرعاية الأولية عن حادثة التسمم حيث يقوم فريق مختص بالتسمم الغذائي بمقابلة المصابين وعمل الاستقصاء الوبائي والتعرف على الحالة المرضية للمصابين والتنسيق مع الامارة (اذا وجد اشتباه بان مصدر التسمم هو مطعم) والبلدية حول الحادثة للوصول الى مصدر التسمم. كما يقوم فريق من الصحة والبلدية بزيارة المطعم المشتبه به انه مصدر التسمم والاطلاع على الشهادات الصحية للعاملين ونظافة المطعم ومعدي الطعام واخذ العينات اللازمة من العاملين ومن الاغذية وفحصها في مختبر مستشفى الملك فهد او مستشفى الأمير سعود بن جلوي. وعن كيفية التعرف على مصدر التسمم فيوضح ان من مهام فريق الاستقصاء الوبائي للتسمم الغذائي التعرف على مصدر التسمم الغذائي هل هو من الطعام الذي تناوله الشخص من المطعم او طعام آخر مصدره البيت، على سبيل المثال: 1) نوع الطعام المتناول: هناك بعض الجراثيم تنمو وتتكاثر في بعض الاطعمه، مثل اللحوم والدجاج والبيض اكثر عرضة لجرثومة السالمونيلا (Salmonella)، بينما القشطة والكاستر والايس كريم ومشتقات الحليب اكثر عرضة لجرثومة المكورات العنقودية (Staphylococcus aureus) ومثال اخر فان الرز والاطعمة المكونة من الحبوب اكثر عرضة لجرثومة العصوية السيروسية (Bacillus cereus). 2) نوع الاعراض: هناك بعض الجراثيم غالبا ما تسبب ارتفاعاً في درجة حرارة الشخص المتسمم اضافة الى الام البطن والاسهال مثل التسمم بجرثومة السالمونيلا وجرثومة الشيجلا، وهناك جراثيم اخرى لا تسبب ارتفاعاً في درجة الحرارة وانما قيء والام في البطن مثل التسمم بجرثومة المكورات العنقودية. 3) الفترة الزمنية بين تناول الطعام وظهور الاعراض وهي ما تسمى بفترة الحضانة فمثلا عند تلوث الطعام بجرثومة المكورات العنقودية (Staphylococcus aureus) فان الاعراض غالباً ما تظهر بعد نصف ساعة الى 6 بينما تمتد حضانة جرثومة الشيجيلا (Shigella) من يوم الى سبعة ايام. 4) نتائج التحاليل المخبرية المأخوذة من المصابين ومن معدي الطعام ومن الطعام المتناول. 5) التحليل الوبائي وربط المتسممين ببعضهم والاستقصاء الوبائي ومراجعة جميع ماذكر اعلاه يمكن التوصل الى مصدر التسمم بإذن الله. دور بلدية الأحساء من جهة ثانية اوضح المهندس فهد بن محمد الجبير رئيس بلدية محافظة الأحساء الدور الذي تلعبه البلدية لتفادي حالات التسمم والحفاظ على سلامة المواطن والمقيم على حد سواء وذلك بالتعاون مع الشؤون الصحية بالمحافظة للحد من انخفاض حالات التسمم الغذائي والذي ظهرت في الآونة الأخيرة، وأضاف الجبير البلدية تبذل قصارى جهودها لتفادي وقوع حالات التسمم حيث يتمثل دور البلدية فيما يلي: 1) التأكد من الشهادات الصحية للعمال الوافدين او السعوديين العاملين في المحلات التي لها علاقة بالصحة العامة. 2) مصادرة المواد الغذائية المنتهية الصلاحية والتي يلاحظ عليها تغير في الخواص الطبيعية او التالفة وتطبيق النظام بحق المخالفين. 3) التفتيش اليومي على المحلات التي لها علاقة بالصحة العامة وذلك عن طريق مراقبين صحيين وبيطريين بالنسبة لمحلات اللحوم وذلك عن طريق البلديات الفرعية كل حسب نطاق عمله. وأختتم المهندس فهد الجبير حديثه بأنه يتم تكثيف الرقابة الصحية على مستوى المحافظة ومتابعة ذلك بشكل يومي وخاصة فصل الصيف وقد لوحظ بحمد الله نتائج تلك الجهود بانخفاض حالات التسمم الغذائي في الآونة الأخيرة. تجدر الإشارة بأنه ولأول مرة على مستوى المحافظة قامت بلدية الهفوف بوضع ملصقات مدون عليها ارقاماً خاصة بقسم المتابعة وذلك على جميع المطاعم والبوفيات بهدف مشاركة المواطن والمقيم ليتعاون مع البلدية بأي تجاوزات من قبل العمالة مثل سريان الشهادة الصحية للعامل، نظافة العامل الشخصية وعدم ارتداء الزي الرسمي، وعدم لبس العامل القفازات والقفازات، والأقنعة، وعدم استخدام اكياس البلاستيك للأرز والمأكولات الساخنة.