اعلنت مصادر طبية اسرائيلية في حصيلة جديدة ان مستوطنا يهوديا قتل امس الاربعاء بدم بارد ثلاثة فلسطينيين قرب مستوطنة في شمال الضفة الغربية واصاب ما لا يقل عن اثنين اخرين بجروح. وفي حصيلة سابقة اشير الى جرح ثلاثة فلسطينيين. واجمع معلقو وسائل الاعلام الاسرائيلية على ان هذا الهجوم يندرج في اطار محاولات عناصر اليمين المتطرف اليهودي نسف عملية الانسحاب من قطاع غزة. وافادت مصادر امنية ان الفلسطينيين الثلاثة الذين كانوا يعملون في منطقة صناعية بمستوطنة شيلو شمال رام الله بالضفة الغربية قتلوا على يد مستوطن من مستوطنة شفوت راخيل المجاورة. وقام القاتل الذي يعمل سائقا لنقل العمال الفلسطينيين النار على فلسطينيين اثنين كانا في سيارته بعد ان سرق سلاح احد حراس المستوطنة تحت التهديد بسكين. وبعد ذلك عاد الى المنطقة الصناعية في المستوطنة واطلق النار على مجموعة من العمال الفلسطينيين فقتل واحدا واصاب اثنين اخرين بجروح خطيرة قبل ان تتم السيطرة عليه. ووصلت سيارات اسعاف ومروحيات اسرائيلية الى مكان الجريمة لنقل المصابين كما افاد شهود عيان. ويدعى القاتل عشير فايس (40 سنة) وهو متزوج واب لولدين. وتحدثت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي عن «جريمة قتل بدم بارد ارتكبها ارهابي يهودي في الضفة الغربية». وفي الرابع من اب - اغسطس قتل متطرف يهودي اربعة فلسطينيين من عرب اسرائيل في مدينة شفا عمر قبل ان يقتله الحشد الذي تجمع في المكان. وكان يسعى الى اثارة موجة من الغضب لنسف عملية الانسحاب من قطاع غزة التي انطلقت الاثنين. وبذلك يرتفع الى 4815 عدد القتلى منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول - سبتمبر 2000 ومعظمهم من الفلسطينيين. ودان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون امس الاربعاء قتل ثلاثة عمال فلسطينيين برصاص مستوطن يهودي في شمال الضفة الغربية ووصفه بانه «عمل ارهابي يهودي». وجاء في بيان لرئاسة الحكومة الاسرائيلية ان «رئيس الوزراء يأخذ بجدية العمل الارهابي اليهودي الذي استهدف فلسطينيين ابرياء وارتكب باعتقاد منحرف بان ذلك يمكن ان يوقف فك الارتباط». ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الاربعاء الفلسطينيين «الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مثل هذه الجرائم» بعد مقتل العمال الفلسطينيين برصاص مستوطن شمال رام الله بالضفة الغربية. وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة لوكالة فرانس برس ان الرئيس عباس «دعا الجميع الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مثل هذه الاعتداءات والجرائم». وفي بيان بثته وكالة وفا الرسمية قال الرئيس عباس ان «هذا الحدث المؤسف يأتي لتخريب عملية الانسحاب». ودعا عباس متوجها الى الشعب الفلسطيني الى «عدم الانجرار الى اي تصعيد وعدم اعطاء اية اعذار او مبررات تؤدي الى وقف الانسحاب من قطاع غزة». وطالب اسرائيل بتحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين الابرياء و«عدم تصعيد» الموقف من خلال التصريحات حول «تعزيز النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية». واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون مكورماك امس الاربعاء ان الولاياتالمتحدة «تدين» الاعتداء الذي ارتكبه مستوطن يهودي بقتل ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية وتدعو جميع الاطراف الى «ضبط النفس». واضاف المتحدث «اننا نشعر بالقلق الشديد» حيال هذا العمل و«ندين هذا الاعتداء» مشيرا الى ان الادارة الاميركية اتصلت بالجانبين لتطلب منهما ضبط النفس. من جانب آخر أكد قيادي في (حماس) امس الاربعاء أن عملية قتل ثلاثة فلسطينيين وجرح ثلاثة آخرين على يد مسلح يهودي بالقرب من مستوطنة شيلو في الضفة الغربية «لن تمر دون عقاب». وقال مشير المصري المتحدث باسم حماس لوكالة الانباء الالمانية في اتصال هاتفي «هذه الجريمة لن تمر دون عقاب يوازي قدسية الدم الفلسطيني».