قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة: نلتقي في مساء جميل على مائدة الكتاب، ومعارفه الرصينة، في حضرة كتاب الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد "تاريخ أمة في سير أئمة" هذا السفر العظيم في محتواه لما ضمه من تراجم خلال فترات تاريخية امتدت إلى عصرنا الحاضر، الذي يعكس جهدا اقتطعه المؤلف لإخراج هذه الموسوعة العلمية الرصينة في قسمين كبيرين، عبر منهج علمي رصين فيما تطرق إليه من أعلام وشخصيات وفق رحلة منهجية ممتنعة ذات وصف مسترسل وسرد بديع ماتع، يملأ القارئ روحانية يجمع خلالها الكنوز المعرفية عن أنباء المتقدمين، وأخبار المتأخرين، إلى جانب ما عرض إليه المؤلف من تتبع شمولي لتاريخ الحرمين الشريفين...وأضاف راعي الحفل، إن الكتاب قدم في سياقاته الكثير من المعارف التاريخية الثرية، بأسلوب أظهر من خلاله ابن حميد جوانب الصحة ووقف بالتقصي والتوثيق في تسلسل تاريخي موسوعة علمية شاملة، يجد فيها القارئ جهدا علميا رصينا موثّقا قام مؤلفه على سبر معارف ومعلومات ثرية عبر تداعي السرد المتسلسل والترابط ببراعة وإبداع، والعبارات المحلّقة بلغة تأخذ بألباب القرّاء فيما تضمنه الكتاب من موضوعات ثرية تقصاه المؤلف وتتبع تفاصيلها بجهد باحث ملم، وخبرة باحث مطلع، مما جعل الكتاب غاية في الروعة، لما يمتلكه من أسلوب شيق، يمثل إضافة جليلة من عالم جليل، له صلة مباشرة بالحرم المكي طالبا للعلم وخطيبا وإماما له... وختم د. خوجه كلمته معرباً عن شكره لنادي الرياض، ولبنك الرياض واصفا شراكتهما باللحمة الثقافية الداعمة لجائزة كتاب العام للسنة السادسة على التوالي، مناشدا أمانة الرياض بسرعة تسهيل إجراءات الأرض المخصصة للنادي ووضع حجر أساس مبناه الجديد خلال هذا العام.. جاء ذلك خلال رعايته ل"جائزة كتاب العام" في دورتها السادسة التي نالها في هذه الدورة فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المستشار بالديوان الملكي وإمام وخطيب الحرم المكي الشريف، عن كتابه "تاريخ أمة في سير أئمة" وذلك بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، بحضور الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، وأمين منطقة الرياض المهندس عبدالله المقبل، وجمع من الإعلاميين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي. د. ابن حميد: أعلن عن تبرعي بقيمة الجائزة لأبناء الجالية الإفريقية بمكة أما المحتفى به الشيخ صالح بن حميد فقد جاء في كلمته التي القاها خلال حفل التكريم قائلا فيها: "إن العناية بالتاريخ وأطوار العمران وتريب الوظائف والمسؤوليات في أي حقبة تاريخية، تعود على المتأمل بتكوين معارف تقوم على حقائق معززة بالشواهد، وليتعرف على شواهد من تاريخ الأمة، وكيف كانت التشكلات الاجتماعية ودور حراكها في بناء هويتها، ومن هنا رأيت تدوين سفر كاشف لتراجم أئمة الحرمين الشريفين، من عهد النبوة إلى عصر الحديث، قاصدا بذلك المشاركة في توثيق جزء من تاريخ مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مهبطي الوحي ومنارتي الإسلام، انطلاقة ودولة"....وأضاف ابن حميد في كلمته أنه رأى عبر كتابه الذي قسمه إلى قسمين رئيسيين أهمية العرض التاريخي مع الوقوف مع بعض المضامين، والتعليق عليها في مقدمة الكتاب، من باب التقويم واستصحاب النظر الشرعي العلمي عند سرد الأحداث.وعن تفرد الكتاب في فنه ومجاله المعرفي قال د. ابن حميد: لم أعرف كتابا في تاريخ أئمة الحرمين الشريفين، سوى ما يذكر للإمام عز الدين بن فهد اسمه "نزهة ذوي الأحلام بأخبار الخطباء والأئمة وقضاة بلد الله الحرام" وقد حرصت في بحثي في هذا السياق على الحصول على هذا الإصدار فلم أعثر عليه ، كما أني لم أعثر حتى على سنة ولادته أو وفاته.. مستعرضا فضيلته العديد من الوقفات الأخرى في سياق ما قدمه من جهد علمي في كتابه جاءت في عشر وقفات، اختتمها بجملة من التوصيات، التي جاء منها عطفا على الثراء العلمي الواسع، بأنه على الباحثين وطلاب الدراسات العليا بإجراء البحوث العلمية والدراسات المتخصصة العلمية التاريخية حول الأئمة لا سيما الذين تم رصدهم، ولم يوجد لهم تراجم، أو الذين ذكر المؤرخون أعدادهم ولم يذكروا شيئا عن اسمائهم أو سيرهم.. مختتما كلمته بالإعلان عن تبرعه بقيمة الجائزة لمدرسة الشيخ عبدالله بن حميد الخيرية، في مكةالمكرمة التي تحتضن أبناء الجالية الإفريقية.وفي كلمة لممول الجائزة بنك الرياض التي ألقاها المشرف العام على برامج خدمة المجتمع في البنك محمد الربيعة قال فيها: إن المتأمل في سجل بنك الرياض وبرامج الاجتماعية، وما يقدمه من إسهامات مباشرة في دعم الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، سعياً منه إلى الإسهام في تحقيق رسالتها، فقد سعى البنك إلى رعاية الإبداع وشعلة المنجز الثقافي، حيث يأتي احتضان النادي لجائزة كتاب العام، وحرص البنك على استمرارها، في إطار برامج البنك الاجتماعية في دعم وتعزيز رسالة المؤسسات المختلفة لتحقيق رسالتها الاجتماعية والثقافية والإبداعية.....ومضى الربيعة مستعرضا العديد من برامج بنك الرياض في تقديم الخدمة الاجتماعية في العديد من مناطق المملكة، التي وصفها بأنها تأتي في إطار مشاركة البنك للوعي الثقافي الاجتماعي، مؤكدا أهمية الشراكة الاجتماعية التي جاء ضمن ثمارها في الدورة السادسة من شراكة بين الرياض والنادي الأدبي فوز كتاب تاريخي فريد في سياقه ومتفرد في موضوعه، مما يجعل الجائزة تفتخر بفوز كتاب الشيخ ابن حميد بها، الذي يأتي تتويجا للدورة السادسة من الجائزة. وزير الثقافة يستوصي «خيرا» بالنادي.. ويمنح المقبل العضوية الشرفية من جانبه وصف د. فهد السماري في كلمته أن الكتاب الفائز باكورة لمركز تاريخ مكةالمكرمة، ويعد معجما تاريخيا تفوح منه نسائم الحرمين الشريفين، مما يجعل الاحتفاء بالعطاء والتكريم والاحتفاء بالعلم والعلماء يأتي امتدادا لما نهجت عليه قيادتنا الرشيدة منذ عهد مؤسس كيانها الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه - الذي سار عليه من بعده أبناؤه البررة وصولا على هذا العهد التنموي الزاهر....ومضى السماري بعد ذلك مستعرضا دور دارة الملك عبدالعزيز في القيام بمهامها التاريخ، التي أنجزت الكثير من الأعمال التاريخية عامة، وفي مجال تاريخ الحرمين الشريفين بصفة خاصة، مختتما حديثه بقوله: من المنارات الثقافية التي شيدتها هذه البلاد الطاهرة للمحافظة على تاريخها، ونشر الدراسات والبحوث والمؤلفات وعقد الندوات المتصلة به، دارة الملك عبدالعزيز، التي تحظى بدعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الدارة، الذي قدم دعما غير محدود للمسيرة الثقافية في بلادنا، وبخاصة في المجال التاريخي،من جانبه قال رئيس مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي الثقافي الدكتور عبدالله الحيدري: أصبحت الجائزة أنموذجا رائعا للشراكة الناجحة بين المؤسسات الثقافية الحكومية ممثلة في النادي وبين بنك الرياض، بوصفه واحدا من القطاعات المصرفية العريقة في المملكة، حيث يعد مقياس نجاح جائزة كتاب العام نموها عاما بعد عام، واستمرارها لتصل إلى دورتها الساسة هذا العام، إلى جانب اهتمام المؤلفين بها، إضافة إلى تفاعل الجامعات ودور النشر مع أهداف الجائزة لترشيح الكتب التي تتفق مع شروط الجائزة،وعن فوز كتاب الشيخ صالح ابن حميد "تاريخ أمة في سير أئمة" أضاف الحيدري أن مجلس إدارة النادي أقر توصية لجنة التحكيم، حيث يؤكد قرار اللجنة احتفاء القراء بهذا العمل الشمولي الفائز بالجائزة في هذه الدورة، لما يتسم به من عمق ورصانة ودقة. وقد قام د. عبد العزيز خوجة في ختام الحفل بتكريم الشيخ صالح بن حميد الفائز بجائزة كتاب العام ودرعا تكريما، إضافة إلى تكريم بنك الرياض، وتكريم ناشره الكتاب دارة الملك عبدالعزيز تسلمها الأمين العام للدارة، وتكريم لمستضيف الأمسية مركز الملك فهد الثقافي، وتكريم اللجنة العلمية للجائزة الدكتور زياد بن عبدالعزيز آل الشيخ، والدكتور صالح المحمود، والدكتورة هيفاء بنت محمد الفريح،، كما قام راعي الحفل بتسليم أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله المقبل عضوية النادي الشرفية، كما تسلم د. خوجة هدية تذكارية مقدمة من مجلس إدارة النادي بهذه المناسبة. المحتفى به الشيخ ابن حميد يلقي كلمته السماري يلقي كلمته الحيدري اثناء القاء كلمة النادي محمد الربيعة يلقي كلمة بنك الرياض وزير الثقافة يكرم الشيخ ابن حميد بجائزة كتاب العام السادسة وزير الثقافة والشيخ ابن حميد والسماري والمقبل والحجيلان خلال الحفل راعي الحفل وهو يسلم المقبل عضوية النادي الشرفية