أجرت الزميلة (الاقتصادية) لقاء مع الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات وكان حوارا صحفيا غنيا بالمعلومات وتطرق إلى نواح هامة تمس تطور ومستقبل صناعة النقل الجوي في دبي والعالم العربي. وقد تطرق الشيخ أحمد إلى تطبيق مبادرة الأجواء المفتوحة (Open Skies) التي تأخرت عن تطبيقها الخطوط السعودية وخطوط عربية أخرى نظرا لعدم قدرتها على المنافسة كما قال سموه. ولست هنا مدافعا عن الخطوط السعودية بقدر رغبتي الإيضاح عن بعض الحقائق الفنية والتشريعية الخاصة بواقع صناعة النقل الجوي في منطقتنا العربية كي يكون لحديث الشيخ احمد شمولية دون نواقص. الحقيقة الأولى أن جميع شركات الطيران العربية لا تنتمي إلى القطاع الخاص وان أعلنت ذلك، فالخطوط الجوية العربية إما مملوكة للحكومات أو تملك الحكومات نسبا فيها وهي التي يطلق عليها (الناقل الوطني). أما الشركات الأخرى فجميعها لها ارتباط نفعي بمتخذ القرار الحقيقي في هيئات الطيران المدني العربية، وسمو الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم هو الرئيس الأعلى لطيران الإمارات وهو نفسه رئيس دائرة الطيران المدني في حكومة دبي!!. الحقيقة الثانية أن طيران الأمارات يدرك حجم سوق السفر في المملكة ويتطلع إلى الحصول على حصة أكبر من تلك المحددة ضمن الاتفاقيات الثنائية ولن يتسنى له ذلك إلا بتطبيق سياسة الأجواء المفتوحة، فهل إن فتحنا مطاراتنا لطيران الإمارات سيحق لمستثمرين سعوديين إنشاء شركة طيران تنقل من وإلى مطار دبي ذي حجم الحركة الضخم الذي يحقق النجاح للجميع؟ ثم لماذا تم منع خطوط العربية للطيران المملوكة لحكومة الشارقة من العمل من مطار دبي الدولي رغم أن أغلب مسافريها من مدينة دبي ويعانون مشقة الانتقال إلى الشارقة ليس بسبب المسافة فالمدينتان شبه متلاصقتين ولكن بسبب طبيعة نظام المواصلات السيئ الذي يربط بينهما؟. فخطوط العربية فتحت وبنجاح للمسافر العربي سوق السفر الاقتصادي بطائرات حديثة آمنة لا تقارن بالطائرات الروسية الغفيرة العاملة من وإلى مطار دبي الدولي. الحقيقة الثالثة أن طيران الإمارات بدوره يواجه اليوم اتهاما من بعض الخطوط الجوية العالمية تتعلق بالدعم الحكومي المباشر وغير المباشر الذي يخل بشروط الشركات الراغبة في التنافس الحر ضمن سياسة الأجواء المفتوحة.