كثر الحديث في الصحف العالمية خلال الأسبوعين الماضيين، بين من يعتقد أن السعودية تراجع دورها الديبلوماسي، وبين من يرى أن ضغط السعودية على أميركا قد يجعل من العلاقة في أدنى مستوياتها وصولاً إلى نهاية ولاية الرئيس أوباما. في الصحف الأميركية هناك عتب على إدارة الرئيس أوباما بسبب ضعفه وعدم قدرته على التدخل بالأزمة السورية. ومن بين السياسيين الذين يرون في نهج أوباما خطأً كبيراً السيناتور الجمهوري جون ماكين. والذي يرى كغيره من المناوئين لسياسة أوباما أن الذي يجري في سورية يؤثر على الأمن القومي الأمريكي ويؤثر على مصالح أمريكا بالمنطقة. العلاقة بين السعودية وأميركا ليست علاقة نفط، فأمريكا لديها نفط، لكنها علاقة مصالح جيوسياسية، واستراتيجية، فالسعودية هي مركز المسلمين في العالم ولها تأثير على مليار ونصف المليار في العالم، ولا تستطيع أمريكا أن تتجاهل هذا الثقل الروحي للمملكة، كما أن السعودية هي أكثر الدول استقراراً على المستوى الاقتصادي ولجأ إليها العالم أثناء أزماته العالمية المالية. لهذا لا صحة لمن يعتقد أن وجود النفط في أمريكا ربما يقلل من قيمة السعودية، من رأى هذا الرأي فهو واهم وبقوة، الذي نراه الآن أن دور السعودية ينمو، وهي ليست دولة صغيرة أو فقيرة أو عاجزة، بل هي ضمن الاقتصاديات الأكبر على مستوى العالم، وبقراراتها الاقتصادية تستطيع أن تؤثر على أي دولة في العالم كما حدث في أكثر من مرحلة. قبل أيام رأى "جون ماكين" و"ليندسى جراهام"، النائبان الجمهوريان بالكونجرس الأمريكي- أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما فشل فشلا ذريعا فى سياساته في منطقة الشرق الأوسط، وفقد مصداقية بلاده في هذه المنطقة، وعرض المصالح الأمريكية للخطر، وذلك في مقال لهما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" وذكرا أنه ينبغي على كل أمريكي أن يكون على دراية كافية بالتقارير الإخبارية التي تشير إلى تخلي إدارة أوباما عن دور القيادة في منطقة الشرق الأوسط وعواقبه الخطيرة على مصالح الأمن القومي الأمريكي. وقالا في المقال المشترك:" يبدو أن علاقة أمريكا بالسعودية تتدهور بشكل سريع على حساب مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، والمثال الأكثر وضوحا على هذا التدهور هو قرار السعودية الأخير برفض مقعد مجلس الأمن، ووفقا لما قاله رئيس المخابرات السعودية الأمير "بندر بن سلطان"، كان هذا القرار موجهاً إلى أمريكا وليس الأممالمتحدة". هل تعي أميركا حجم السعودية؟ وهل حافظ أوباما على العلاقات التاريخية بين البلدين؟! أم أن ضعف أميركا سيخيم بظلاله على المنطقة ويشعل النزاعات والصراعات؟!