لا أدري أحبتني من أين أبدأ حديثي.. فالحدث أكبر من كل الكلمات وأبلغ.. إنه الحزن على رحيلك يا أبا فيصل.. نعم الحزن والألم على رحيلك كيف لا وقد رحل إنسان قدم الخير الكثير لبلاده.. ودفع المسيرة إلى الأمام قائد كان عهده عهد الانجازات.. لم يشهد الحرمان توسعة وتطوراً مثلما شهدها في عهد الملك فهد الراحل.. وأولئك الحجاج الذين لا يعودون لبلادهم إلا وكل واحد منهم يحمل نسخة من المصحف الشريف التي كانت جزءاً من خيراتك على المسلمين يا صاحب القلب الكبير.. فكان لابد لهذا القلب أن يستريح.. ويهدأ.. إن مملكتنا اليوم استطيع أن أشبهها بالبيت الذي انهد سقفه على من فيه فخبر موتك أيها «الفهد» وقع على رؤوس المواطنين كالصاعقة.. كنا نعلم بمرضك وغيابك عنا فترة مرت بطيئة علينا.. ونعلم أنه لم يبعدك عن شعبك إلا جسدك الذي أنهكته في سبيل أن يسعد أبناء شعبك والأمة العربية.. فبذلت وكان البذل وفياً.. إن قلوبنا مؤمنة أن الموت مصير كل حي فلا نقول إلا {إنا لله وإنا إليه راجعون} فاللهم يا رب السماوات والأرض إرحم من كان والياً على أمرنا.. اللهم اغفر لأبي فيصل وأسكنه فسيح جناتك.. اللهم إنه قد رحل ونحن راضون عنه.. فارض عنه يا كريم يا منان.. اللهم وفق قيادة بلادنا «بقيادة الملك عبدالله» وسمو ولي عهده الأمير سلطان وأرزقهما البطانة الصالحة التي تعينهما على الحق والعدل.. اللهم أدم نعمة الأمن والأمان على بلادي.. اللهم من أراد السوء بهذه الديار فأشغله بنفسه ورد كيده عليه آمين يا رب العالمين.