مع حالة التقنية المستعرة والتي تشتعل في المجتمع عبر تحريكها بالشائعات أحياناً وبالحقائق في بعض الأحايين انتشرت قوائم لأطعمة تم فرزها طائفياً! فهذا اللبن أو العصير ينتمي إلى طائفةٍ شيعية، والرجاء مقاطعته، أما هذا اللبن فهو سني، ولم يبق إلا أن نضع على علب المرطبات طائفة مخترعيها وعقيدة صانعيها، وربما رأيه بالأشاعرة وقوله بالأسماء والصفات وموقفه من خلق القرآن! أيها السادة الخلاف سعة، والنبي عليه السلام أكد أن: "اختلاف أمتي رحمة"، فالاختلاف فضاء للحوار والنقاش والتعدد، وليس مساحةً للتخوين والتقزيم! حتى المرطبات لم تخل من التدجين الطائفي والمذهبي! العجيب أننا نستخدم منتجاتٍ صنعها اليهود والمسيحيون، من السيارة إلى الإبرة فضلاً عن الجوالات والتقنيات والأجهزة اللوحية، بل بعضها مصنوع في بلدان أغلبيتها من البوذيين أو اللادينيين كما هو الحال في الشرق، لكننا نستخدمها ولا يضيرنا دين صاحبها، اما حين يصنع شريكك في الوطن عصيراً أو منتجاً من المنتجات فيتم التحريض عليه ووضع قوائم مقاطعة وتصنيف لمنتجات سعودية، ربما ساهم في بعض حروبها منافسون من مصانع وشركات أخرى! حالة التأزيم والاضطراب المذهبي تغذيها الحالة السياسية المضطربة من العراق مروراً بسورية ولبنان، وغليان أحداث السياسة يوقد نيران الطائفية، لكن الواجب أن يكون لمن لديه عقل بعض تمييز، وشيء من تفكر. بآخر السطر، ألا يعلم من أرسل قوائم المرطبات الطائفية بأنه يرسلها على "الواتس أب" الذي هو بطبيعة الحال ليس من اختراع أهل السنة والجماعة؟! إنها العاطفة وإنه التناقض حين يسكن جمجمة واحدة بنفس الوقت.