امبراطورية الجزيرة الرياضية تواجه حالياً من وجهة نظري أكبر صعوبة في مشروعها التجاري الكبير واحترافيتها في نقل الأحداث الرياضية عالمياً، اختلطت الأوراق السياسية مع الرياضية وأصبح الأمر من وجهة نظري أوسع نطاقاً من مجرد بث التلفزيون المصري لمباراة منتخبي مصر وغانا على القنوات الأرضية متجاهلاً احتكار الجزيرة للبطولات الأفريقية!. الجزائر فعلت نفس الأمر عندما بثت مباراتها مع بوركينافاسو على القنوات الأرضية، ولكن لم تشتعل الأزمة بشكلها الإعلامي الكبير إلا مع المصريين وإعلامهم القوي، حتى إن البعض اعتبر ما حدث لا يخرج كونه "كسرا" لاحتكار قنوات الجزيرة لكل ما يتعلق بالمصريين. لو كانت الأوضاع السياسية مستقرة ما بين البلدين هل كان الأمر سيصل لهذا التراشق الإعلامي الضخم، هل سيصل الأمر لاتهام رئيس قطاع القنوات المتخصصة بالتلفزيون المصري عبدالفتاح حسن بأن هناك "مصالح" بين الاتحاد الافريقي وقنوات الجزيرة أتاح لها احتكار البطولات الافريقية؟، هنا كلام بطبيعة الحال خطير جداً، إذا ما تم تحليله بشكل واضح!. في عز انطلاقة ثورة تشفير البطولات العالمية وعندما كانت قنوات ال ART السعودية تحتكر كأس العالم، استطاع المصريون أن يكسروا الاحتكار داخل بلدهم، وتم الاتفاق إبان ذلك التاريخ أن تبث القنوات الأرضية مباريات البطولة مجاناً وفي الخليج كان الأمر مشفراً وبآلاف الريالات. على المستوى الشخصي لا أؤيد مطلقاً ما قامت به الجزائر ومصر من تعد على حقوق قنوات الجزيرة الرياضية، لأن ما تقوم به الجزيرة هو صناعة إعلامية معمول بها عالمياً -حتى لو أننا ضد مسألة الاحتكار- وحقوق البث يمكن أن تتم ما بين صاحب الحقوق والدول الراغبة في نقل مبارياتها، ولكن هذه المرة التبريرات وخلط أمر استخدام قنوات الجزيرة الإخبارية لسيارات البث الخاصة بالتلفزيون المصري أثناء أحداث رابعة العدوية والمحاكمات وتقدير الأمر بأكثر من 400 مليون جنيه كاستحقاق للتلفزيون المصري، أمر من وجهة نظري غير منطقي، فالحالات تختلف هنا، واحترام حقوق البث مهم جداً حتى لو ادعى بعض المسؤولين المصريين أن مبلغ الجزيرة مبالغ فيه وصل إلى 5 ملايين دولار للسماح لهم ببث مباراة غانا على القنوات الأرضية!. سننتظر تاريخ 19 نوفمبر لنشاهد هل سيكرر المصريون بث مباراتهم المشؤومة مع غانا أرضياً وبالمجان وبذلك يكون هذا التاريخ هو الإعلان الرسمي لكسر احتكار الجزيرة الرياضية على مصر، أم سيكون للفيفا وللقانون دور كبير، سيكون له فوائد ليست على مصر إذا كسبت الرهان وإنما على الشعوب العربية، أم يكون الرهان لصالح قنوات الجزيرة وتحقق لنفسها حماية أكبر بعد الحرب الإعلامية الشرسة التي واجهتها، ننتظر..