تشهد الجزائر هذه الأيام موجة حر غير طبيعية لم تكن وليدة ظروف طبيعية بقدر ما ساهمت فيها عوامل أخرى وفي مقدمتها الإنسان، حيث قدرت مساحة الغابات التي التهمتها النيران منذ حلول فصل الصيف 13 ألف هكتار،عبر كامل التراب الوطني، حسب ما أعلنت عنه مصالح حماية الغابات أول أمس. فقد شهدت ولاية تيزي وزو (منطقة القبائل) وحدها 12حريقا في غضون ال48 ساعة الماضية،حيث أتلفت النيران مساحات شاسعة من غابات البلوط والزان وأزيد من ألف شجرة زيتون،عجزت كل الوسائل البشرية والمادية عن الحد منها ووقف زحفها، خاصة في دائرة الأربعاء ناث ايراثن. وفي ولاية البليدة (50 كلم شرق الجزائر)، شهدت دائرة الشريعة حريقا مهولا أول أمس التهم أزيد من35 هكتارا، ولم يتمكن رجال المطافئ من إطفاء هذا الحريق إلا يوم أمس بعد تدخل وحدات إضافية من العاصمة، وولايات أخرى بالإضافة إلى الاستعانة بطائرات مروحية. كما شهدت منطقة الشفة بنفس الولاية، خاصة في المكان المسمى «الشهداء السبعة» اندلاع حريق أول أمس اتلف حوالي ثلاثة آلاف هكتار من الأشجار اغلبها من الفلين، وتمكن رجال المطافئ من إطفائه بعد مدة قليلة. وشهدت أيضا بلديات أخرى كالعفرون والرمانة حرائق أخرى أتلفت أزيد من ثلاثة آلاف هكتار من الأشجار الغابية، تمكنت المصالح المختصة من إخمادها في وقت وجيز. وفي شرق الجزائر شهدت ولايتا قسنطينة وسكيكدة عشرة حرائق أتت على ما يقارب 45 هكتارا،ولولا تدخل المواطنين إلى جانب الحماية المدنية لكادت هذه الحرائق أن تلتهم بعض الأشجار المثمرة والمحاصيل الفلاحية. ولم يسلم غرب البلاد بدوره من هذه الحرائق خاصة بلدية سيدي بلعباس (400 كلم غرب العاصمة)، فقد شهدت غابة «تيفيلاس» حريقا اندلع بها السبت الماضي،واتى على حوالي 800 هكتار من المساحات الغابية بهذه الولاية، وواجهت فرق الإطفاء التي جاءت من عدة ولايات لتقديم يد العون صعوبات كبيرة بسبب الرياح العاتية التي زادت من قوة النيران. وبولاية تلمسان في أقصى الغرب على الحدود مع المغرب، اندلعت حرائق مهولة أتلفت مئات الهكتارات، ولم تتمكن المصالح المختصة من إطفائها إلا بعد جهود مضنية.