يلجأ بعض الأزواج - أحياناً - إلى اتّخاذ أساليب قد يرى أنَّها تُساهم في تخفيف حدَّة التوتّر والاحتقان الذي قد يطفو على سطح الحياة الزوجيَّة بين الحين والآخر، ومن بين هذه الأساليب إطلاق الوعود بعدم تكرار مُمارسة سلوكٍ ما، أو الاقدام على فعل أمرٍ من الأُمور، أو حتى إطلاق الوعود التي من شأنها إدخال البهجة إلى نفس الزوجة، أو الزوجة والأبناء معاً، كالوعد بشراء هديَّةٍ تعلَّقت بها نفس زوجته في يومٍ من الأيام، أو الوعد بالسفر إلى أيّ وجهةٍ من الوجهات السياحيَّة داخل "المملكة" أو خارجها. وأيَّاً كانت هذه الوعود فإنَّه ينبغي على الزوج ألاَّ يُخلف وعده تجاه زوجته، وأن يعي أنَّ الوعد الكاذب في هذه الحالة قد يجعل المُشكلة تكون أكثر تعقيداً، كما أنَّ على الزوجين أن يتدرَّب كلاهما على الإيجابيَّة عبر النظر لمحاسن الطرف الآخر، وأن يمتلكا القُدرة على أن يتنازل كُلَّ طرف للطرف الآخر، إلى جانب احترام الوفاء بالوعود بينهما، وكذلك تأخير البدء بالوعود كوسيلةٍ لعلاج للمُشكلات؛ حتَّى لا تفقد الوعود أهميَّتها وتُصبح كمُخدِّرٍ للمُشكلة لا علاجاً لها. حدَّة النقاش وقالت "أم هديل": "أعلم مُسبقاً أنَّ زوجي يضطر إلى إطلاق الوعود في موقف معين، لكي يُخفِّف من حِدَّة النقاش الذي احتدم بيني وبينه حيال موضوع ما"، مُضيفةً أنَّه ينتهج معها هذا الأسلوب لتكون أكثر هدوءً ولكي لا تتفاقم المُشكلة التي نشبت بينهما جرَّاء الاختلاف في وجهات نظر الطرفين، مُوضحةً أنَّها غالباً ما ترضى بالأمر الواقع حينما يكون محور المُشكلة من الأمور العاديَّة التي لا تتسبَّب في إحراج لأيّ طرف من الأطراف المُقرَّبة منها، كأفراد أُسرتها أو أحد أقاربها، مُشيرةً إلى أنَّ الأمر ينقلب رأساً على عقب عندما تكون النتائج المُترتّبة على هذه المُشكلة أكبر من المعدَّل الطبيعي، إذ إنَّها عند ذلك تقف موقفاً حازماً تجاه زوجها، وخاصَّةً عند نقضه وعده الذي أطلقه في بداية المُشكلة، ورُبَّما خرج الأمر عن مساره الطبيعي ليتسبَّب في حدوث مُشكلةٍ أكبر. مواعيد الرجل الكاذبة تخنق الزوجة ألماً.. وبكاءً تبلُّد المشاعر وأوضحت "بسمه محمد" أنَّ عدم التزام زوجها وعوده التي يُطلقها كُلَّما حدثت بينهما مُشكلة ما أدَّى إلى حدوث تبلد في مشاعرها، الأمر الذي نتج عنه اهتزاز ثقتها فيه، مُستشهدةً في ذلك بوعده لها أكثر من مرَّة أنَّه لن يتأخَّر في السهر خارج المنزل مع أصدقائه، في حين يعود ليتراجع عن وعوده تلك مُصرَّاً على مُلازمة هذه العادة التي لم تنقطع منذ أن تزوجها قبل بضعة أعوام، مُضيفةً أنَّ ذلك كان يُزعجها في بداية الأمر، وخاصَّةً عند جلوسها بمفردها في المنزل إلى وقتٍ متأخِّرٍ من الليل، مُشيرةً إلى أنَّها رضخت للأمر الواقع في نهاية الأمر، كما وجدت أنَّ الحلَّ السَّليم في هذه الحالة يكمن في طلبها الخروج معه لزيارة والدتها والبقاء عندها إلى أن يعود ويأخذها إلى منزلهما من جديد، لافتةً إلى أنَّه بات يحضر في وقتٍ مُبكرٍ مراعاةً لوالدتها التي لا تُحبِّذ السهر. الوفاء بالوعود وأشارت "منيرة الشدوخي" إلى أنَّ الوفاء بالوعود يختلف من شخصٍ إلى آخر ومن موقفٍ إلى موقفٍ آخر مُغاير له، مُوضحةً أنَّ ردَّة فعل الطرف المُقابل تختلف أيضاً من شخصٍ إلى آخر كُل بحسب شخصيته وقدرته على التعامل مع أمور الحياة، لافتةً إلى أنَّ ردَّة أفعال الزوجات تجاه أزواجهنَّ في هذا الشأن تختلف من امرأةٍ إلى أُخرى، مُضيفةً أنَّ ذلك يعتمد أيضاً على مدى تكرار الزوج نقضه للوعود التي يُطلقها، مُبيِّنةً أنَّ الأمر رُبَّما وصل إلى مُغادرة الزوجة منزل الزوجيَّة إلى منزل أُسرتها بشكلٍ مؤقت، كما أنَّه رُبَّما أدَّى إلى إنهاء العلاقة بين الزوجين إلى الأبد، داعيةً الزوجة إلى الحكمة وتغليب العقل لا العاطفة في هذه المواقف؛ للمحافظة على الحياة الأُسريَّة. التزام الزوج ولفتت "سلمى الحربي" إلى أنَّ زوجها يُكرِّر أمامها دوماً الوعود؛ لكي يُخفِّف من حنقها عليه وضجرها منه حيال بعض المواقف التي تطفو على سطح حياتهما الزوجيَّة بين الحين والآخر، مُضيفةً أنَّ هناك بعض الأمور والمواقف التي تتكرَّر منه، وفي حال وقفت في وجهه وعدها بعدم العودة إليها، مُشيرةً إلى أنَّه يعود إلى ما كان عليه بمُجرَّد تأكُّده من مرور الوقت الذي يجعلها تنسى الموقف نفسه، مُوضحةً أنَّ تصرُّفه بهذه الطريقة أشبه ما يكون بالمُخدِّر، مُشدِّدةً على أهميَّة التزام الزوج بوفائه الوعود والعهود التي قطعها على نفسه، داعيةً الزوجة إلى الصبر والتصرُّف بحكمة في هذه المواقف؛ لضمان العيش بهدوءٍ وسكينة. معالجة المُشكلة وشددت "هنادي راشد" على أهميَّة الوفاء بالوعود التي يقطعها الزوج على نفسه تجاه زوجته وشريكة عمره وأُمَّ أولاده، مُشيرةً إلى أنَّ الزوج قد يعد ويخلف وعده ليس تعمُّداً أو تجاهلاً منه، بل رُبَّما كان ذلك بسبب نسيانه تلك الوعود التي أطلقها في بعض الأوقات وسط ظروفٍ مُعيَّنةٍ قد تُجبره على ذلك، مُضيفةً أنَّ بعض الزوجات قد تتعمَّد أن تُعامل زوجها في هذه الحالة بالمثل؛ ظناً منها أنَّه يتعمَّد عدم الوفاء مُشدِّدةً على أهميَّة ألا يقف الزوجان بعضهما أمام بعض في هذه المواقف موقف النِّد للندّ؛ لكون ذلك سيعمل على توسيع دائرة الصراع بينهما، الأمر الذي قد يُعجِّل بنهاية الحياة الزوجيَّة بينهما – لا قدَّر الله - مُبيِّنةً أنَّ على الزوج أن يعترف بخطئه وأن يعتذر لزوجته عندما يُخلف بوعده، وأن يشرح لها الأسباب التي أدَّت به إلى ذلك، كما أنَّ على الزوجة تقدير ذلك لزوجها ومعالجة المُشكلة القائمة بكل هدوء وعقلانيَّة. أحكام شرعيَّة وأكد "د. بندر بن عبدالله الشريف" - أستاذ علم النفس المُشارك - ضرورة أن يُدرك الزوجان أنَّ هناك أحكاما شرعيَّة تتعلَّق بحكم الوفاء بالوعد مرتبطة بالموعود به، مُضيفاً أنَّ الوفاء بالوعد يدلّ على صدق القول والفعل، وهو خلق حسن يجدر بالأزواج التحلِّي به، مُشيراً إلى أنَّ الله – عزَّ وجلّ - وصف في كتابه العزيز من يوفون بالعهد بأحسن الصفات، مُؤكِّداً أنَّ الحياة الزوجيَّة حصنٌ يجب الحفاظ عليه، لافتاً إلى أنَّ الوفاء بالوعود من الأُمور التي تُساعد على بقاء الحب والمودة في الحياة الزوجيَّة، لافتاً إلى أنَّ الوعود الكاذبة بين الزوجين ذات أثرٌ سلبيّ على حياتهما الزوجيَّة، فمن المعلوم أنَّ احد الزوجين لا يلجأ للوعد إلاَّ لأنَّه يريد علاج مشكلة ما في حياته. الوعد الكاذب وأضاف "د. الشريف" أنَّ الوعد الكاذب في هذه الحالة يجعل المُشكلة تكون أكثر تعقيداً، وذلك من جانبين أوَّلهما يتمثَّل في أنَّ المُشكلة لم يتم علاجها، والجانب الثاني في أنَّ هناك وعداً كاذباً يُوحي لمن تمَّ وعده بضعف الصدقيَّة في التزام الوفاء بالوعد، وكلا الجانبين يُؤثِّران سلباً على العلاقة الحميمة بين الزوجين، مُوضحاً أنَّ الحياة الزوجيَّة مبنيَّة على تبادل المصالح والمنافع وخدمة كل طرف للطرف الآخر، لذا يحسن بهما أن يَصدق كل منهما مع الآخر في وعوده ويفي بها، مؤكِّداً أنَّه ينبغي على الزوجين أن يستوعب كل منهما الآخر وأن يتفهَّم طبيعته الخَلقيَّة التي تُميّزه كجنس مختلفٍ عن الجنس الآخر، لافتاً إلى أنَّه يجب عليهما أن يتقبلا بعضهما بعضاً، إذ إنَّ طلب الكمال بين الزوجين في حياتهما الزوجيَّة من الأمور الصعبة. د. بندر الشريف ودعا الزوجين إلى أن يتدرَّب كُل منهما على الإيجابيَّة عبر النظر لمحاسن الطرف الآخر، وأن يمتلكا القُدرة على التنازل للآخر، مُوضحاً أنَّ ذلك سيؤدِّي بهما إلى الوصول إلى حلولٍ مُرضية، وإلى اقتراب كُلّ طرف من الطرف الآخر، فلا ذوبان كاملا في الشخصيَّة بين الزوجين ولا تنافر، مُشيراً إلى أنَّ الأصل في الحياة الزوجية أن تُبنى العلاقة بينهما على الصدق والوفاء بالوعد والشفافيَّة، مُضيفاً أنَّ بعض الأزواج والزوجات قد لا يقتنع أثناء حل المشكلة ولا يرضى إلاَّ بالحصول على الوعود، في حين أنَّه نسي أو تناسى أنَّ التغيير يحتاج إلى تدرُّج وصبر ومصابرة. وبيَّن أنَّه من الأولى احترام الوفاء بالوعود بين الزوجين، وأن يُؤخَّر البدء بها كعلاج للمُشكلات؛ حتَّى لا تفقد الوعود أهميَّتها وتُصبح كمُخدِّرٍ للمُشكلة لا علاجاً لها، مضيفاً أنَّ الحياة الزوجيَّة عبارة عن أُلفة ومحبة بين الزوجين أساسها التفاهم والتوافق والتراضي، في الوقت الذي قد لا تخلو فيه من مُعكِّرات تؤثِّر في جوّها الصافي، مُشيراً إلى أنَّ الزوجين هما من يستطيعان تجاوز هذه المُعكِّرات والمُنغِّصات عبر بذل الحب الصادق المُتبادل المبني على الأقوال والأفعال الصادقة والمتزنة، لافتاً إلى أنَّ ذلك سيتأتَّى عبر تحمُّل المسؤوليَّة، والقناعة والرضا بعطاء الله لهما. وأكَّد أنَّ الوعود الكاذبة بين الزوجين تُضعف العلاقة الزوجيَّة، وتُؤثِّر سلباً في المُناخ الأُسريّ وعلى نفسيَّة وتربية الأبناء، وتجعل المُشكلات بلا حلول قائمة، وهذا ما يؤدِّي إلى تكوين صورة ذهنيَّة سلبيَّة بين الزوجين مفادها أنَّهما لا يصلحان كزوجين، كما أنَّ ذلك قد يُؤثّر سلباً في التواد والتراحم بينهما، وقد يصل - لا قدر الله - إلى الطلاق؛ نتيجةً لعدم التوافق وفقد الصدقيَّة جرَّاء تكرار الوعود وعدم الوفاء بها. حق الزوجة والأولاد الخروج بهما والتنزه معهما