قالت الناطقة الرسمية لحزب العمال لويزة حنون،أمس، خلال إشرافها على افتتاح الجامعة الصيفية لحزبها، إن الانتخابات الجزئية في القبائل المزمع إجراؤها قريبا هي نتيجة ضغوط أمريكية مارستها واشنطن على الجزائر، من اجل القبول بمطالب أرضية القصر (نسبة إلى منطقة القصر في ولاية بجاية التي احتضنت اجتماعات هذه الحركة) التي تقدمت بها الحركة عقب اندلاع أزمة القبائل في ربيع 2001. وأكدت حنون أن فريقا من المسؤولين الأمريكيين حلوا بالجزائر في 2003 ثم في 2004 وطلبوا من الحكومة قبول أرضية القصر، وكل هذا بهدف تمزيق الجزائر في إطار الجهوية التفكيكية لمخطط الشرق الأوسط الكبير. وشدّدت أول مترشحة للانتخابات الرئاسية في الوطن العربي على الدور المشبوه الذي تلعبه حركة العروش بقيادة المتشدد بلعيد عبريكا، حيث تهدف إلى تفكيك أوصال الشعب الجزائري،وهو دور قالت عنه إنه لا يختلف عن الدور الذي تقوم به المنظمات الدولية غير الحكومية التي تريد حشر نفسها فيما لا يعنيها والقيام بأدوار سياسية ليست من اختصاصها أبدا. وحذرت حنون، لدى افتتاح الجامعة الصيفية لمنظمتها الشبابية، من مخاطر قانون المحروقات ومن الخوصصة التي جددت رفضها لها جملة وتفصيلا، واصفة إياهما بالموت المبرمج للجزائر دولة وشعبا،وقالت ليست هناك دولة قدمت خيراتها للأجانب مثلما فعلت الجزائر بموجب قانون المحروقات. واستغربت حنون تصريحات وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل الذي صرح مؤخرا لم نجد ما نفعله ب50 مليار دولار ،وهي أموال عائدات النفط، في الوقت الذي تقتات غالبية الجزائريين من المزابل والقمامات. وفي هذا السياق جددت الناطقة الرسمية باسم حزب العمال تساؤلاتها بخصوص المفارقة العجيبة التي تعيشها الجزائر والمتمثلة فيما تدره الدولة من ملايير الدولارات وبين استمرار تدهور الوضع المعيشي للجزائريين، وأضافت بان ما تشهده الولاياتالجزائرية من حين لآخر من موجات غضب عارمة وانتفاضات شعبية سببه فشل السلطات المحلية في التكفل بانشغالات المواطنين. واستغربت في ذات الوقت من لجوء الحكومة إلى تبريرات وحجج واهية،في نظرها، في إشارة إلى التفسير التآمري للأحداث، حين برر رئيس الحكومة احمد اويحي انتفاضة سكان ولاية بشار الجديد (أقصى الجنوب الغربي)، بأنها من تدبير المغرب وحجته في ذلك أن أول ما استهدفه المنتفضون كان مكتب للبوليساريو. وأضافت الأمينة العامة لحزب العمال بأنه لا توجد دولة في العالم خوصصت مؤسساتها دفعة واحدة ماعدا الجزائر، وهو ما يعني حسبها أن هذه البلاد مستهدفة بعد أن كانت منارة للتحرر، فهم يريدون تفتيت قدرات الدولة والأمة والسيطرة عليها وتمزيق كيانها. وأكدت حنون وجود جماعات متناقضة المصالح تريد تكسير الديمقراطية السياسية لاحتواء الشباب في إطار الرشوة و التعفن وإلهائهم عن المطالبة بالسكن والتعليم والعمل. فرغم الأموال الطائلة التي تدخل خزينة الجزائر سنويا والمقدرة بملايير الدولارات إلى أن الحكومة فشلت فشلا ذريعا في امتصاص البطالة،وتوجهت نحو اقتصاد الأكشاك للقضاء على الاقتصاد الوطني الحقيقي.