يمثل قائد النصر والظهير الأيسر المميز حسين عبدالغني أنموذجا للاعب السعودي المحترف، على الرغم أنه تجاوز منتصف الثلاثينات، ويظل مثالا يحتذى في الحفاظ على الموهبة والإخلاص داخل الملعب والالتزام خارجه، ويعد من أكثر اللاعبين احتراقا أثناء المباريات بروحه العالية التي لاتقبل الخسارة بسهولة. انجازات اللاعب الكبير ليست مجالا هنا للسرد إذ يكفي أنه ضمن نجوم الكرة السعودية، الذي وضعوا بصمتهم في البطولات كافة ورسخوا إبداعاتهم في أذهان الجماهير بمختلف ميولها. وتأتي الآن مسيرة اللاعب مع النصر لتدخل مرحلة مهمة في موسمها الرابع والذي من المتوقع أن يكون الأخير على الرغم من قدرته الحاضرة على العطاء ونجوميته المتواصلة، وهو ما تزامن مع تصاعد فني يعيشه الفريق النصراوي، وتنتظر جماهيره المتعطشة قطف هذه الثمار، ولان حسين عبدالغني قائد للنصر فإن هذا يتطلب منه الكثير من الهدوء حتى لا يمتد تأثير انفعالاته مع لاعبي الفريق المقابل، على بقية زملائه، ثم ينشأ جو من التوتر قد يفقد اللاعبين ككل الكثير من تركيزهم خلال المباراة . التبريرات التي ربما يجدها اللاعب من بعض محبيه، بأن هناك من يستقصده داخل الملعب، أو من يشاكسه لإخراجه عن أجواء المباراة، كلها لاتعني شيئا أمام الوعي الكبير والخبرة الطويلة، التي يفترض أن يجسدهما حسين عبدالغني بعد اعوام طويلة من الركض في ملاعب الكرة، وخبرة دولية عريضة، لابد أن تظل حاضرة في ذهن اللاعب في المواجهات كافة، مهما كانت نتيجة مباراة أو نوع سلوك ربما ينهجه لاعب آخر ضده، إذ إن الجماهير المتابعة للمباريات أيضا وبمختلف ميولها، تفضل مشاهدة كرة قدم، بعيدا عن الشد والجذب، أو المؤثرات الخارجية التي تعيق سير المباراة، وتأخذها لمنحنيات أخرى، ومن يتابع حسين عبدالغني جيدا يرى أن كل ما زاد هدوؤه وتركيزه على الأداء داخل الملعب، يرتفع مستواه الفني وتظهر إبداعاته بصورة أفضل وأجمل والعكس صحيح.