تتحرك مئات القوافل يومياً وتتضاعف الأعداد في أيام العطل الرسمية بمثل هذه الأيام من كل عام قادمة من أرجاء القصيم ومناطق أخرى من هواة القنص والرحلات البرية باتجاه نفود الأسياح بدفئها وجغرافيتها المختلفة والذين سرعان ما يذوبون في فضائها الرحب وامتدادها الذي يتجاوز المائة كيلو متر، حيث تعانق نفود الدهناء المعروفة في نهاية الشرق ثم ترافقها جنوباً وشمالاً. ويقضي أعداد منهم أياما ينصبون الخيام ويجولون داخلها برحلات طويلة يقطعون من خلالها مئات الكيلو مترات وعادة ما يبقون إلى جوار خيامهم يوما أو يومين ثم ينتقلون إلى موقع آخر وبالذات هواة القنص في مشوار بحثهم المستمر عن الطرائد يشاركهم في هذا المشوار هواة قادمون من دول الخليج وبالذات قطر والإمارات والكويت يساعدهم على سهولة التنقل بعض وسائل التكنلوجيا كأجهزة الاتصال وأجهزة تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية ويجد أمثال هؤلاء متعتهم الحقيقية من خلال الصحراء ومواجهة ظروفها القاسية والتعرف على أسرارها أما الأسر والعوائل والمرتبطون بأعمال يومية فعادة ما يختارون مواقع قريبة وبحدود العشرة كيلو مترات الأولى ويعودون إلى منازلهم في آخر النهار إلا أنهم في عطل الأعياد ينصب الكثير منهم مخيمات متكاملة قي العمق لكنها لا بد أن تكون إلى جوار احد التلال الرملية حيث يجد الأطفال الصغار متعتهم للعبث البريء عند هذه الرمال. الطريف في الأمر أن سكان المنطقة أصبح عندهم القدرة على تحديد هوية القادمين إليها من خلال اختيارهم للمكان الذي ينزلون إليه ويقولون أن القادمين من قطر والإمارات يقصدون في مخيماتهم المساحات الواسعة والمنبسطة قليلة الأشجار ويفضل الكويتيون الأرض الأكثر صلابة والمكشوفة بينما يقصد سكان (المدن) في القصيم الأماكن الضيقة والمنحدرة أو ما يسمى حذوة الفرس والتي لا يعثر عليها إلا من يمر بها صدفة وهم يختارون مثل هذا المكان لهدف يتمثل في الدفء وصد الرياح والعواصف والاستفادة من النار داخل المخيم أما سكان الريف والمحافظات فإنهم عادة ما يختارون الأماكن المرتفعة والتي يرون من خلالها على امتداد النظر وهي نظرية قد لا تنطبق على الكل ولكنها على الأكثر. وبات سكان الصحراء وأهل المنطقة يعرفون، هذا قادم من الخليج أو من المدينة أو المحافظة على هذا الأساس ويعتقدون أن لكل قادم فلسفته الخاصة في اختياره. هذه الرحلات التي تبلغ ذروتها في الشتاء وتتضاعف في الربيع عززت من الحركة التجارية في الأسياح على وجه الخصوص والمدن والمراكز القريبة، حيث يتضاعف البيع والشراء بما فيها محطات الوقود على الطريق وفي عمق الصحراء، ومع ذلك لا تزال المحافظة تحتاج إلى خدمات بعضها في حكم الضروري لمواكبة هذا التوجه مثل سرعة تنفيذ توسعة وازدواج الطريق بين بريده - الأسياح 70 كيلوا متر وكذلك الطريق المقترح والذي يقلص نصف المسافة، وكذلك وضع الطريق تحت المراقبة من أمن الطرق والمرور لضبط بعض التجاوزات مع الازدحام الموسمي والذي يواكب عودة المتنزهين في بعض الليالي والتي يمتد الزحام طول مسافة الطريق، حيث تحتضن المحافظة بالإضافة إلى ذلك العديد من الأماكن التي يقصدها المتنزهون.