يحظى مجتمعنا السعودي ولله الحمد بنعمة التوافق الايدلوجي الفكري العام يعززه بأن جميع فئات المجتمع يعتنقون نفس الديانة ويمارسون نفس العبادات بشكل يومي رغم كبر المساحة الجغرافية وتعدد المحافظات والثقافات واختلاف النسيج الاجتماعي فتوحدنا راية واحدة وهي راية التوحيد التي تأسست عليها هذه الدولة الكبيرة وبجهود عظيمة من الملك عبدالعزيز ودعوة محمد بن عبدالوهاب.. وبطبيعة الحال السعودية كدولة لها كغيرها من الدول العديد من المهددات الأمنية الداخلية والخارجية ومن أبرز الأهداف لتلك الجهود الدولية المعادية للدولة السعودية هي ضرب الثوابت والقيم في المجتمع السعودي ليهتز معها الكيان الصلب إلا أن ذلك بات عصياً عليهم وخطا أحمر لا يمكن المساس به أو تجاوزه وذلك لجهود الدولة الأمنية ولارتفاع الوازع الديني والمسؤولية الاجتماعية لدى المواطن السعودي.. ومع اندلاع شرارة الربيع العربي وإرهاصاته وأسطورة الفوضى الخلاقة وخلط الأوراق بمحاولة إقحام الدين في السياسة وتقسيم الاحزاب السياسية على اساس ديني، عاد المهددون الخارجيون للساحة ومعهم اجندة صالحة للاستخدام الداخلي في مجتمعنا وأسلحتهم هي وسائل التواصل الاجتماعي والعاطفة الدينية وذلك لإحداث شرخ وصدع في جدار اللحمة الوطنية المتين، فقد بدأوا في بث سمومهم وتأجيج الرأي العام في ساحة التواصل الاجتماعي وبتقسيم المجتمع السعودي الى عدة تصنيفات دينية وانجرف معهم عدة اشخاص ممن انطوت عليهم حيلة العاطفة الدينية وربطها بالأحداث السياسية حتى أصبحوا يتلبسوا ذلك الثوب ويتقمصوا الشخصية المناطة بهذا الثوب حتى زين لهم سوء عملهم، واصبحنا نسمع في مجالسنا الكثير من تلكم التصنيفات: (وهابي، سلفي، اخواني، جامي، علماني، ليبرالي... الخ) ولقد ادركت الدولة السعودية الخدعة مبكراً جداً حيث صرّح رأس الهرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بتصريحه المشهور: "إنني أرى أنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحة ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نية بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان... "ونادى الكثير من العلماء والمثقفين والأدباء بضرورة عدم الانزلاق في هذا المستنقع الدخيل على البيئة السعودية المكشوف الأهداف والمصالح. فقد اثبتنا عبر عقود من الزمن قوة تماسكنا وتعاضدنا ضد كل تقسيم فكري وأننا جسد واحد في دولة، ونحن الآن أمام تحد عالمي كبير وتغييرات كبيرة في المنطقة وفضاء مفتوح بوسائل تواصل اجتماعي يتطلب منا رفع الوعي الاجتماعي بخطورة هذه التصنيفات على الأمن الاستراتيجي للوطن والمحافظة على المكتسبات التي حبانا الله بها وفضلنا بها على كثير من خلقه بالرفض الصريح القاطع لهذه التصنيفات في مجالسنا أو حواراتنا التي تفرقنا وتبعدنا وتمزق وحدتنا وأن نحاول جاهدين إرجاع من انزلق في هذا المستنقع لجادة العقل والصواب وذلك لحفظ أمننا الداخلي والذي يتربص به الكثير من الأعداء.. حفظ الله لنا أمن وطننا ووحدتنا.