تعقدت مهمة المنتخب التونسي في بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الاولى منذ 2006 والخامسة في تاريخه بعدما اكتفى بالتعادل مع ضيفه الكاميروني صفر-صفر أمس(الأحد) في ذهاب الدور الحاسم من التصفيات الافريقية المؤهلة الى البرازيل 2014. وكان بامكان المنتخب التونسي ان يسافر الى ياوندي في 17 الشهر المقبل وهو متقدم على اقله بهدف واحد لولا تألق الحارس الكاميروني تشارلز ايتاندجي في وجه "نسور قرطاج" الذين كانوا خارج حسابات الدور الحاسم لو لم يقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم معاقبة رأس الاخضر واعتبارها خاسرة صفر-3 لاشراكها لاعبا غير مؤهل في المباراة التي اقيمت بين المنتخبين (صفر-2) في الجولة الاخيرة من الدور الثاني. وتدين تونس بحصولها على فرصة محاولة بلوغ نهائيات العرس الكروي العالمي الى الخطأ الكبير الذي ارتكبه اتحاد الرأس الاخضر وكلفه حرمان بلاده من خوض الدور الحاسم وذلك باشراكه فرناندو فاريلا في مباراة الجولة الاخيرة التي اقيمت في رادس على الرغم انه لم يكمل عقوبة الايقاف لاربع مباريات بسبب حصوله على بطاقة حمراء نتيجة تصرفه غير اللائق تجاه الحكم في المباراة امام غينيا الاستوائية 3-صفر في 24 مارس الماضي ضمن التصفيات ايضا. وكان مشوار تونس في هذه التصفيات "غريبا" اذ كانت بغنى حتى عن انتظار الجولة الاخيرة من الدور الثاني لكي تبلغ الدور الحاسم بعد ان تأهلت من الجولة الخامسة اثر تعادلها مع غينيا الاستوائية 1-1، لكن حسم 3 نقاط من رصيد الاخيرة لاشراكها لاعبا غير مؤهل في مباراتها مع الرأس الاخصر اعاد فتح المنافسة على مصراعيها وانتهت بخروج "نسور قرطاج" قبل ان يتخذ الفيفا قراره بمعاقبة الرأس الاخضر. لكن مشوار تونس اصبح مرشحا للانتهاء في ياوندي خصوصا ان الكاميرون التي عاد اليها مهاجم تشلسي الجديد صامويل ايتو بعدما قرر العدول عن قرار الاعتزال الذي اتخذه بعد انتهاء الدور الثاني، خرجت فائزة من جميع المباريات التي خاضتها في تصفيات البرازيل 2014 بين جماهيرها. والمواجهة بين تونس والكاميرون هي الثانية بينهما في تصفيات المونديال بعد تلك التي جمعتهما في الدور الثالث من تصفيات ايطاليا 1990 حين خرج منتخب "نسور قرطاج" من الدور الثالث بخسارته صفر-2 وصفر-1 امام روجيه ميلا ورفاقه الذين بلغوا النهائيات حيث تألقوا ووصلوا الى ربع النهائي قبل ان يخرجوا امام الانكليز. اما بالنسبة للمواجهة الاخيرة بين تونس والكاميرون الباحثة عن المشاركة الثانية على التوالي والسابعة في تاريخها، فتعود الى الدور الاول من نهائيات كأس الامم الافريقية عام 2010 حين تعادلا 2-2. واستهل المنتخب التونسي الذي افتقد خدمات مدافعي شتوتغارت الالماني كريم حقي وتولوز الفرنسي ايمن عبد النور بسبب الاصابة لكنه استعاد جهود مهاجم مرسيليا الفرنسي صابر خليفة بعد غيابه عن اللقاء الاخير امام الرأس الاخضر، بدأت المباراة بضغط حيث كاد ان يفاجىء ضيفه بهدف بعد اقل من 20 ثانية بتسديدة من حدود المنطقة لياسين الشيخاوي لكن ايتاندجي تدخل وانقذ بلاده، ثم كرر الامر ذاته في الدقيقة 4 حين تصدى لكرة رأسية من مسافة قريبة لعلاء الدين يحيى اثر ركلة ركنية. وواصل المنتخب التونسي بقيادة الالماني رودي كرول الذي كان يخوض مباراته الرسمية الاولى مع "نسور قرطاج" خلفا لنبيل معلول، ضغطه وكان قريبا مجددا من افتتاح التسجيل من تسديدة صاروخية اطلقها وسام بن يحيى من خارج المنطقة لكن الحارس الكاميروني تعملق وانقذ فريقه (16) ثم حال مجددا دون الهدف الاول لاصحاب الارض بعد صده كرة رأسية وقوية من الشيخاوي (17). وانتظر المنتخب الكاميروني حتى الدقيقة 27 ليهدد مرمى معز بن شريفية بتسديدة من داني نونكو لكن الحارس التونسي كان على الموعد كما كانت الحال في وجه تسديدة بعيدة من جويل ماتيب (36). وحصل المنتخب الكاميروني على فرصة افتتاح التسجيل في الدقيقة 41 عندما اطلق جون ماكون كرة صاروخية من حدود المنطقة لكن محاولة لاعب وسط رين الفرنسي مرت قريبة جدا من القائم الايمن. وفي بداية الشوط الثاني اجرى كرول تبديله الاول بادخال فخر الدين بن يوسف بدلا من سامي العلاقي بهدف تنشيط الهجوم سعيا خلف هدف يريح اعصاب الجمهور وكاد ان يتحقق له هذا الامر لولا يقظة ايتاندجي الذي قطع الطريق امام امين الشرميطي حين كان الاخير يتوجه للانفراد به (51). وحصل التونسيون على فرصة اخرى عندما ارتقى البديل بن يوسف عاليا لكرة عرضية قادمة من الجهة اليسرى وحولها برأسه قوية لكن محاولته مرت قريبة جدا من القائم الايمن (55)، ثم انتقل الخطر الى الجهة المقابلة من محاولة لماتيب لكن بن شريفية تألق وحرم لاعب شالكه الالماني من افتتاح التسجيل (59). وعاد المنتخب المضيف ليهدد مرمى ايتاندجي بكرة رأسية من علاء الدين يحيى لكن الحارس الكاميروني تعملق مجددا (65)، ثم حصل الكاميرونيون على اخطر فرصهم في الدقيقة 68 حين وصلت الكرة الى بيار ويبو وهو وحيد على القائم الايمن فحاول ان يتابعه بفخذه داخل الشباك المشرعة امامه لكن محاولته مرت بالقرب من القائم. وغابت بعدها الفرص عن المرميين رغم التعديلات التي اجراها الطرفان مع افضلية ميدانية وضغط من اصحاب الارض دون ان يثمر ذلك عن هدف.