تنظيم محكم لمراقبة تهريب الماشية إلى المشاعر.. و23 ألف شخص لتنفيذ خطة الأمانة لموسم الحج

أمين العاصمة المقدسة ل «الرياض»: سلبيات النظافة سيتم تلافيها بنظام الورديات

كشف الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة، عن أن الأمانة حشدت جميع امكاناتها البشرية والفنية عبر فريق عمل متكامل يبلغ أكثر من 23050 شخصا، في جميع المجالات والتخصصات لتنفيذ الخطة، مبينا في حوار مع "الرياض" أن الأمانة ستحاول أن تتلافي جميع السلبيات والملاحظات، التي حدثت في الأعوام الماضية منها موضوع النظافة.
واكد في حديث مع "الرياض" بأن الأمانة ستسعى لتهيئة الاجواء الصحية المناسبة لسلامة ضيوف الرحمن وذلك بتضافر جهود امانات مدن المملكة وهي (امانة الرياض – امانة الشرقية – امانة المدينة المنورة – امانة القصيم – امانة محافظة جدة) مشددا بأن مخالفة الأنظمة والحج بدون تصريح يعرّض الإنسان للمسؤولية.
وفي مايلي نص الحديث:
الاستفادة من التجارب السابقة
* ما هي ابرز الجهود التي تقوم بها امانة العاصمة المقدسة؟
- ان الامانة ومن خلال توجيهات سامية من خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين وصاحب السمو الملكي وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وبمتابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وصاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية وضعت كافة استعداداتها وخططها التشغيلية وبرامج عملها استعدادا للموسم، حيث تضمنت الخطة جميع الجوانب الهامة وتم التركيز بشكل كبير على نتائج القطاعات العاملة في الموسم الماضي 1433ه والاستفادة منها بما يضمن إن شاء الله تطبيق أقصى درجات المرونة في التنفيذ والسرعة في الانجاز وبما يتلاءم مع ظروف الموسم التي لا تقبل التأجيل، وتم حشد كافة الطاقات البشرية والمادية ودعم فرق الأمانة بفرق مساندة من الوزارات والجهات الاخرى وتجهيز المعدات والآليات وتسخير كافة الإمكانيات اللازمة لتقديم أعلى مستويات في الخدمات البلدية لحجاج بيت الله الحرام، ففي مجال النظافة سيكون العمل على مدار 24 ساعة في المناطق المزدحمة وذلك بنظام الورديات المتداخلة، كما تمت زيادة أعداد العمالة في مكة المكرمة ليصبح أكثر من 10900 عامل مجهزين بحوالي 670 معدة، وتم تخصيص فرق مركزية لمواجهة أي حالات طوارئ كالأمطار أو الحرائق لا سمح الله أو لدعم أي منطقة في حالة الحاجة، كما يتم استخدام (170) صندوقا كهربائيا ضاغطا للنفايات يتم تفريغها باستخدام السحابات.
وفي المشاعر المقدسة تم تخصيص أكثر من 7800 عامل وحوالي 360 معدة مختلفة وسيتم العمل على مدار 24 ساعة في أيام الذروة وقد تم دعمها بمراقبين ومشرفين في تلك الفترة وتم دعمها أيضاً بالمعدات اللازمة مثل الشفاطات والمكانس الآلية لتجميع النفايات من الجسر والبوبكات والقلابات والشيولات وغيرها حيث سيتم تخزين النفايات المؤقت بعد كبسها بمشعر منى لمواجهة صعوبة حركة المعدات والاستفادة من الصناديق الضاغطة والمخازن الأرضية بأقصى درجة حيث هيأت الأمانة (1025) صندوقا كهربائيا ضاغطا و(131) مخزنا أرضيا تستوعب في مجملها أكثر من (14000) طن من النفايات.
وفي مجال صحة البيئة تم تكثيف أعمال مراقبة الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية، حيث يوجد في مكة المكرمة حوالى (33000) ثلاثة وثلاثين الف محل تجاري وغذائي و(2229) محلا موسميا، أما في المشاعر المقدسة فهناك (643) بين محلات مؤقتة ومباسط موسمية ومخابز وغيرها، اضافة الى مواقع الحلاقة بمشعر منى والبالغ عددها (1100) كرسي، وتتم متابعة جميع هذه الاماكن والتأكد من استيفاء الاشتراطات الصحية ومصادرة المواد التالفة وإجراء التحاليل المخبرية لجميع العينات من المواد الغذائية بالإضافة إلى تنظيم أعمال اللجان المشاركة مع الجهات الحكومية مثل لجنة توزيع المباسط ولجنة الأسعار ولجنة تعقيم ناقلات المياه ولجنة المراقبة الميدانية للسعودة ولجنة المراقبة الغذائية.
كما تضمنت الخطة أيضاً متابعة تشغيل المرافق البلدية المختلفة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مثل دورات المياه والأنفاق والجسور وشبكات تصريف السيول، حيث يوجد في مكة المكرمة اكثر من (55) نفقا للسيارات والمشاة و(38) جسرا وأكثر من (85.000) من ابراج واعمدة الانارة، وجميعها تخضع لاعمال الصيانة ومتابعة المقاولين المكلفين بتشغيلها لضمان تقديم الخدمات على مستوى عال، مع متابعة شبكات الإنارة وإجراء عمليات صيانة الشوارع والطرق وشبكات تصريف السيول أولاً بأول.
وبالنسبة للمسالخ فقد تم إعداد خطة متكاملة لتنظيم مراقبة دخول الماشية وعدم تسربها إلى المشاعر المقدسة بطرق غير نظامية وقد تم وضع (57) مركزا للمراقبة في أماكن مختلفة وسيتم تكثيف الجولات الميدانية والرقابة البيطرية للكشف عن أي حالات وبائية بين الحيوانات ولضمان سلامة اللحوم المقدمة للحجاج، كما يتم الإشراف على وحدات الذبح بالمشاعر المقدسة ومتابعة المقاول في عملية صيانتها وتنظيفها وتبلغ الطاقة الاستيعابية لتلك الوحدات نصف مليون رأس من المواشي.
تطوير الخدمات
* حراك مهم تقوم به أمانة العاصمة المقدسة ما الاهداف التي ستركزون على تحقيقها هذا العام؟
- تقوم امانة العاصمة المقدسة في كل عام بتطوير اعمالها وخدماتها بما يتناسب مع الزيادة المضطردة في اعداد الحجاج والطلب على الخدمات المختلفة، كما تقوم الامانة بتطوير مستوى منسوبيها والرفع من ادائهم وتدريبهم وتأهيلهم بما ينعكس على مستوى ادائهم للخدمات وبهدف تقديم خدمة راقية ومتطورة للحجاج والمواطنين، ومن هذا المنطلق فقد نظمت الامانة دورة تدريبية لمنسوبيها في فن واتقان التعامل مع الحجاج في مركز التدريب التابع لها وبهدف تأهيل منسوبيها لتقديم خدمات تليق بمكانة البلد الحرام واطلاعهم على احدث الطرق والاساليب في فن التعامل.
كما قامت الامانة بتدشين برنامج الرسائل التوعوية عن الخدمات البلدية التي ستبثها عبر الرسائل (sms) لحجاج بيت الله الحرام خلال الحج حيث سيتم بث اكثر من عشرة ملايين رسالة على مدى تسعة أيام تتضمن كلمات وعبارات توعوية بسيطة ومباشرة بأمور تتعلق بأهمية العبادة وفق منظور صحيح مثل أهمية النظافة والامتناع عن الافتراش والالتزام بالحلاقة في الأماكن المخصصة وعدم الذبح عشوائيا والالتزام بالذبح في الأماكن المخصصة وغيرها من العبارات التوعوية في مجال الخدمات البلدية، وهي تخاطب الحجاج بخمس لغات حية، وتهدف الى توعيتهم في أداء نسكهم بطريقة صحيحة لا تتعارض مع الخدمات المقدمة لهم كالنظافة والإصحاح البيئي وتساهم في انجاح تلك الخدمات، وحثهم على الالتزام والتمسك بالإرشادات في أداء مشاعرهم وذلك يكون بمثابة مشاركة وإسهام في الخدمات البلدية.
فرق مساندة
* كم عدد العاملين الذين سينفذون خطة امانة العاصمة المقدسة؟
- لقد هيأت الأمانة كافة طاقاتها البشرية والمادية لخدمة ضيوف الرحمن، ويبلغ عدد العاملين في تنفيذ الخطة (23050) شخصا في جميع المجالات والتخصصات بما فيهم عمال النظافة، كما تم دعم فرق الأمانة بفرق مساندة من وزارة الشؤون البلدية والقروية والامانات والبلديات والأمن العام والمجاهدون والكشافة إضافة إلى عدد من المراقبين الصحيين المؤقتين من طلاب الجامعات والمعاهد الصحية، كما تم تجهيز المعدات والآليات وتسخير كافة الإمكانيات اللازمة لتقديم أعلى مستويات في الخدمات البلدية لحجاج بيت الله الحرام مع الأخذ في الاعتبار جميع المشاريع الجديدة التي تنفذ في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للاستفادة منها خلال موسم الحج.
* هل ستشهد المشاعر عدم وجود عدد كاف من عمال النظافة؟
- بإذن الله تعالى ستكون اعمال النظافة خلال الموسم على افضل صورة، فقد تم اتخاذ عدة خطوات جديدة وطرح عدد من المشاريع لدعم اعمال النظافة لرفع مستوى النظافة العامة وتهيئة الاجواء الصحية المناسبة لسلامة ضيوف الرحمن ومن هذه الخطوات التى تمت مشاركة امانات مدن المملكة وهي (امانة الرياض – امانة الشرقية – امانة المدينة المنورة – امانة القصيم – امانة محافظة جدة) لتقديم خدمة النظافة فى بعض مناطق الخدمات بمشعر منى وذلك بتوفير عدد (2187) عاملا وعدد (189) مشرفا واداريا ومراقبا وعدد (244) معدة متنوعة، وذلك اضافة الى حوالي (18.000) عامل بالامانة.
كما تم طرح عدة مشاريع لدعم ومساندة اعمال النظافة مثل انشاء عدد (8) مخازن ارضية ونقل عدد (6) مخازن ارضية وضبط جودة اداء المخازن الارضية والصناديق الضاغطة وتأمين عدد (150) صندوقا ضاغطا وتوريد حاويات (240) لترا تعمل بنظام الشفط وتجربة صندوق ضاغط مزدوج و 3 صناديق ضاغطة متعددة الادوار بالتعاون مع جامعة ام القرى (مركز ريادة الاعمال البيئيون للاستشارات) لزيادة الطاقة الاستيعابية في مشعر منى، وغيرها من المشاريع الجديدة.
رسالتي لمن يحج بدون ترخيص
* ما هي رسالتكم للأشخاص الذين يحاولون الحج بدون تصريح؟
- أولاً ينبغي أن يعلم الجميع أن هذا الإجراء ليس المقصود منه منع الناس من أداء الحج، بل هو مبني على مصلحة شرعية، والمملكة حريصة على مصلحة المسلمين، وأولياء الأمر لم يصدروا مثل هذه القرارات وغيرها إلا لمصلحة الجميع ومنفعتهم، فمنطقة المشاعر المقدسة بلا شك لها طاقة استيعابية محددة، والزحام يزيد عامًا بعد عام، فالضرورة تدعو إلى مثل هذا التنظيم؛ لما فيه من الإسهام في التخفيف على الحجاج، وإعانتهم على أداء مناسك الحج بيسر وسهولة، وتمكين الجهات الخدمية من أداء واجباتها بالشكل المطلوب.
كما ان مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تشهد حالياً العديد من المشاريع التطويرية الضخمة والتي ستساهم بإذن الله في رفع الطاقة الاستيعابية في السنوات القادمة. اضافة الى ذلك فإن مخالفة الأنظمة والحج بدون تصريح يعرّض الإنسان للمسؤولية، فضلاً عن المحظورات التي قد يرتكبها في الإحرام بسبب الزحام، ولا يؤدي الحج على الوجه المطلوب؛ مما يجعله يترخص في أداء المناسك فيكون حجه ناقصًا، وقد يكون غير صحيح، بسبب ما يترك من المناسك, ولا يؤديها على الوجه المطلوب.
تكثيف أعمال مراقبة الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية لخدمة الحجاج