صباح الاثنين 3/7/1426ه توفي الداعية الإسلامي الشيخ أحمد ديدات بعد صراع مع الحياة ودفاع عن الإسلام ومناظرات مشهود لها بالتميز مع النصارى والرد على شبههم من كتابهم ..منذ عام 1996م عانى من الشلل الدماغي.. وتناقلت الأخبار مرضه وعن استنفار أحبائه له. وكانت شبكة الإنترنت همزة وصل بينهم وبين عائلته بخلاف من كان يعوده ويتصل بهم مباشرة. هذا الداعية الذي ولد في مدينة سيرات بالهند عام 1918م ثم انتقل مع والده إلى جنوب افريقيا وعاش فيها طوال حياته وكأي داعية لديه مهمة وهدف عكف ليس على حفظ القرآن الكريم فقط بل على دراسة هذا الدين كما ينبغي للمسلم أن يعيشه ويدرك جوهره.. واهتم أيضاً بدراسة عميقة لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعكف على دراسة الكتب التي ترد على شبهات المستشرقين حول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعلى القرآن الكريم.. واهتمام هذا الداعية بمهمة الرد على شبهات المستشرقين استمدت قوتها واستمراريتها من فهمه العميق لهذا الدين العالمي بالدرجة الاولى ثم استعان بكتاب (رحمة الله الهندي) وعنوانه (إظهار الحق)، وكما ذكر أن هذا الكتاب فتح آفاق الراحل الداعية أحمد ديدات - يرحمه الله - للرد على شبهات النصارى وبداية منهجه الحواري معهم وتأصيله تأصيلاً شرعياً يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى (الحوار) وطلب البرهان والحجة عن كتبهم نفسها والمحرّفة.. هذا الأسلوب الذي بهرنا في مناظراته التي تم بثها وأيضاً تم تسجيلها في أشرطة فيديو وبعضها ترجم إلى اللغة العربية ومن أشهرها كانت مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال جيمي سوا حارت وأنيس شروش وأيضاً كلارك.. وألف العديد من المؤلفات في مقارنة الأديان ومن أبرزها كتب (مسألة صلب المسيح)، و(القرآن كلمة الله) و(هل الإنجيل كلمة الله)ولقد أسس معهد السلام لتخريج الدعاة والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة (يربان) بجنوب أفريقيا. ومطبوعات مؤلفاته بالملايين ويتم توزيعها بالمجان وفي رصيده عشرون كتاباً وآلاف المحاضرات في جميع أنحاء العالم.. ولقد فاز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986م ومنح درجة «أستاذ».. هذا غيض من فيض لداعية قضى عمره في خدمة الإسلام والدفاع عنه ودحض الشبهات عنه وعن سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. ورحيل الدعاة مثله شديد المرارة لأن المرحلة الحالية تتطلب أمثاله ممن يجيدون الحوار ليظهر جوهر هذا الدين العظيم.. الحوار الذي يبدأ لا ليبرر للآخرين لماذا هي تشريعاتنا الإسلامية هكذا.. ولكن ليبرز (عظمتها وصيرورتها).. ولقد منّ الله عليه بإسلام الآلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم والبعض منهم كما ذكر موقع مفكرة الإسلام الآن دعاة إلى الإسلام.. مات أحمد ديدات الذي بهرنا بحواراته ومناظراته وبقي ما ترك من آثار عظيمة ومؤلفات هي في ميزان حسناته إن شاء الله.. مات الداعية الشيخ أحمد ديدات بعد معاناة مع المرض.. وترك فراغاً هائلاً في قائمة الدعاة أمثاله.. نسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته.. ويجعله مع الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا..