أثبت باحثون اسكتلنديون أن الفيلة قادرة غريزياً على فهم إشارة الإنسان الذي يدلّها على شيء ما من دون أن تخضع لأي تدريب. ونقل موقع "لايف ساينس" عن الباحث ريتشارد بايرن من جامعة "سانت أندروز" قوله إن "من خلال اثبات أن الفيلة الأفريقية تفهم عفوياً الإنسان حين يدلّ على شيء من دون أي تدريب مسبق، تظهر أن القدرة على فهم الإشارة ليست خاصية محصورة بالبشر ولكنها تطورت في سلالة حيوانات بعيدة جداً عن الرئيسيات". وتنضم بذلك الفيلة إلى لائحة من الحيوانات التي تفهم الإشارة والتي تضمّ الكلاب، والهررة، ونوعاً من الدلافين.. كما يمكن تدريب الشمبانزي الذي يعيش مع البشر على فهم الإشارة. ودرس بايرن وزميلته، آنا سميت، مجموعة من 11 فيلاً أفريقياً تصطحب السياح في جولات قرب شلالات فيكتوريا على الحدود بين زامبيا وزمبابوي. وقد دربت الحيوانات على فهم الأوامر الصوتية ولكن ليس على الإشارة. وفي الاختبار، خبأ الباحثان أطعمة في عدد من الأوعية ثمّ دلا الفيلة على الوعاء الصحيح الذي يحتوي على الأطعمة. وقد توجهت الفيلة إلى الوعاء الصحيح في ثلثيّ المرات، ما يعتبر أعلى بكثير من الصدفة المحتلمة. وقد توجه 5 من 11 فيلاً باستمرار إلى الوعاء الصحيح، في المقابل عادةً ما ينجح الأطفال في عمر السنة بذلك في 70 بالمئة من المرات. وكان من اللافت أن معظم الفيلة نجحت في الاختبار من المحاولة الأولى. كما كان من اللافت أن الفيلة التي ولدت بين الأسر وكانت أقرب من البشر لم تبل أفضل من الفيلة الأخرى. وتشير الدراسة إلى أن قدرة الفيل على تتبع الدلّ أو إشارة الإصبع تعزى إلى طبيعته الاجتماعية حيث يعيش في مجموعات ويظهر سلوكاً عاطفياً من ضمنه الحزن على الفيل النافق، كما أن الفيل يتعرف على نفسه في المرآة.