لقد بدأت باكستان في توسيع نفوذها في بحر العرب من أجل تشغيل ميناء جوادر بالتعاون مع الصين بعد اتفاق الطرفين على كافة المجالات الاقتصادية والممرات التجارية التي ستربط الصين بميناء جوادر الباكستاني المطل على بحر العرب من شواطئ إقليم بلوشستان الجنوب الغربي من باكستان. وبدأت باكستان بإبعاد كافة العوائق الجغرافية والاستراتيجية المحيطة بالمشروع الضخم لبسط سيطرتها على أجزاء من مياه بحرب العرب المقابلة لميناء جوادر وذلك بغض النظر عن قلق بعض دول المنطقة، وفي هذا الشأن تسعى باكستان للحصول على 50 ألف كيلومتر مربع إضافي من المياه الدولية في البحر العربي، حيث قدمت طلباً رسمياً الشهر الماضي إلى لجنة الأممالمتحدة المعنية بإدارة شؤون المياه الدولية، أوضحت فيه بأن القانون الدولي المعتمد من قبل الأممالمتحدة يسمح لكل دولة بامتلاك 200 ميل بحري من المياه المقابلة لسواحلها، لكن باكستان تسعى منذ عام 2009م للحصول 50 ألف كيلومتر مربع إضافي من مياه البحر العربي لتضمها إلى المياه الإقليمية التابعة لها. وبناء على هذا الطلب وافقت لجنة الأممالمتحدة المعنية بإدارة شؤون المياه الدولية في نيويورك الشهر الماضي على تشكيل لجنة مخصصة للنظر في الطلب المقدم من جانب باكستان، وقد جاء هذا التطور بعدما قدم وفد باكستاني ضم مسؤولين من وزارة الدفاع والقوات البحرية والمعهد القومي لعلوم المحيطات بقيادة وكيل وزارة العلوم والتكنولوجيا أخلاق أحمد تارر إيجازاً في نيويورك أمام اللجنة التي خصصتها الأممالمتحدة لننظر في طلب باكستان، حيث قدم الوفد الباكستاني معلومات مفصلة عن حاجة باكستان للحصول على 50 ألف كيلومتر مربع إضافي من المياه الدولية في البحر العربي لتضمها إلى المياه الإقليمية التابعة لها، وذلك للاستفادة من الموارد الطبيعية والثروة البحرية، وعلى المستوى الداخلي في باكستان فقد تبنى برلمان إقليم بلوشستان الباكستاني مؤخراً قراراً بالغالبية طالب فيه بإعادة إطلاق مسمى "بحر بلوشستان" على الجزء المقابل لسواحل إقليم بلوشستان من بحر العرب. ويرى الخبراء بأن الخطوات المذكورة تؤكد بأن باكستان قد دخلت إلى المراحل التطبيقية لمشروع جوادر الضخم الذي تحظى فيه الصين بنصيب الأسد، وما يؤكد ذلك هو تسلسل الأحداث التي تشهدها باكستان في الوقت الحاضر على جميع المستويات ابتداءً من التطور الذي شهدته هذه القضية على مستوى التعاون بين باكستان والصين وطرح قضية توسيع الحدود البحرية الباكستانية أمام الأممالمتحدة وإلى المشروع الذي يتحدث عنه برلمان إقليم بلوشستان الباكستاني اليوم عن إعادة إحياء تسمية (بحر بلوشستان) للأجزاء المقابلة للسواحل الباكستانية من بحر العرب، إضافة إلى الإصلاحات الأمنية التي تجريها الحكومة الباكستانية في إقليمي بلوشستان الذي يضم ميناء "جوادر" والسند الذي يضم ميناء "كراتشي" مع رفع قضية تدخل الهند في إقليم بلوشستان إلى السلطات الهندية ثم إلى الأممالمتحدة مع إجراء عمليات تمشيط أمنية في مدينة كراتشي باعتبارها المخاطر الداخلية التي تهدد أمن وسلامة مشروع جوادر. المشروع سيزيد من سيطرة باكستان على البحر