تتضافر جهود الدفاع المدني مع كافة الجهات المعنية في متابعة إجراءات السلامة في منشآت إسكان الحجاج وإزالة أي مخالفات يمكن أن تهدد سلامة ضيوف الرحمن أثناء وجودهم بها، أو تعيق رجال الدفاع المدني عن أداء مهامهم في حالات الطوارئ والحوادث التي قد تحدث في هذه المنشآت. وتهدف جهود الدفاع المدني في متابعة إجراءات السلامة في مساكن الحجاج إلى توفير كافة سبل الوقاية من الحوادث وفي مقدمتها حوادث الحريق، واتخاذ كافة التدابير التي تحول دون وقوعها، والتخفيف من آثارها إلى أدنى الحدود الممكنة في حال حدوثها. وتتعدد مستويات متابعة إجراءات السلامة في منشآت إسكان الحجاج على مدار العام وقبل موسم الحج بوقت كاف، بما يتيح لأصحاب هذه المنشآت والمستثمرين في قطع إسكان الحجاج لإزالة أي مخالفات يتم رصدها، وذلك من خلال لجنة إسكان الحجاج التي تضم مندوباً من الدفاع المدني. وتحدد اللائحة التنفيذية لنظام المنازل المعدة لإسكان الحجاج والصادرة بقرار سمو وزير الداخلية رقم 5111 بتاريخ 8/12/1432ه مهام هذه اللجنة واختصاصاتها والتي تشمل إعلان وتوزيع الاشتراطات والمتطلبات الواجب توفرها في مساكن الحجاج بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة، والإشراف على أداء المكاتب الهندسية المؤهلة والمعتمدة من قبل الدفاع المدني لإجراء الكشف الميداني على منشآت إسكان الحجاج والتأكد من قيامها بمسؤولياتها بالشكل المطلوب قبل التصريح لهذه المنشآت بإسكان الحجاج. فرقة ميدانية للكشف الميداني على جميع مساكن الحجيج بالعاصمة المقدسة والمشاعر ويتولى الدفاع المدني مراجعة كافة اشتراطات السلامة في جميع منشآت إسكان الحجاج والمنشآت الفندقية التي تشمل الأعمال الإنشائية لكل منشأة وتوفر مخارج الطوارئ ووسائل مكافحة الحريق تبعاً لحجم كل منشأة والطاقة الاستيعابية لها، ووجود مشرفين مؤهلين للسلامة بها، ولا يتم منح تصريح إسكان الحجاج إلا بعد التأكد من توفر كافة الاشتراطات والتأكد من استمرارية هذه الاشتراطات التي بموجبها تم منح التصريح خلال فترة سريانه. وتتضمن صلاحيات لجنة الإسكان إخلاء الحجاج من المساكن التي تعرض سلامة ساكنيها للخطر، وسحب تصريح المنشآت المخالفة ومنع الإسكان بها لحين إزالة المخالفة، بالإضافة إلى استمرار متابعة أعمال المراقبة والمتابعة لاشتراطات السلامة في مساكن الحجاج من خلال الجولات التفتيشية لضمان عدم استحداث أي مخالفات يمكن أن تهدد سلامة الحجاج أثناء موسم الحج. وتتضمن قائمة الاشتراطات التي تنص عليها لائحة المنازل المعدة لإسكان الحجاج والتي تتعاون كافة الجهات المعنية مع الدفاع المدني في تطبيقها، ألا يكون المبنى المخصص لإسكان الحجاج ملاصقاً لمنشأة خطرة بشكل يتنافى مع قواعد السلامة وفق ما يراه رجال الدفاع المدني، وأن تكون الطرق والمداخل المؤدية للمبنى الجديد المخصص لإسكان الحجاج مناسبة بما يسمح بمرور آليات الإطفاء والإنقاذ، بالإضافة إلى وجود مخرجين للطوارئ على الأقل في كل مبنى. وتنص اللائحة على تحديد الطاقة الاستعابية لكل مبنى من مباني إسكان الحجاج بما يسمح بإخلاء المبنى خلال 3 دقائق في حالات الطوارئ، كما تنص على ضرورة توفر كل وسائل السلامة والإطفاء بما يتناسب وحجم المبنى. وتتضمن اللائحة اشتراطات خاصة للوقاية من حوادث الكهرباء من حيث المواصفات الفنية للغرف الكهربائية والمولدات، وضرورة أن تكون جميع الأجهزة الكهربائية والتمديدات مطابقة للمواصفات الفنية المعتمدة، وأن تتناسب الأحمال مع تجهيزات ومتطلبات تشغيل المبنى بطاقته الاستعابية القصوى، بالإضافة إلى ضرورة توفر شبكة إنذار يدوي وتلقائي في جميع المباني التي يسكن بها 50 حاجاً فأكثر، أو يزيد ارتفاعها عن 3 أدوار، ولا تقتصر اشتراطات السلامة على منشآت إسكان الحجاج على العاصمة المقدسة والمدينة المنورة فقط بل ويتم تطبيقها على المخيمات بالمشاعر المقدسة وفقاً لما يؤكده المقدم عبدالعزيز أبو حربة مندوب الدفاع المدني بلجنة إسكان الحجاج بالعاصمة المقدسة، موضحاً أن متابعة اشتراطات السلامة تشمل جميع الفنادق والمنازل التي يتم استخدامها لهذا الغرض بما في ذلك المخيمات الموجودة في منى، والمنشآت الحكومية والمباني الموجودة في المشاعر بلا استثناء، وذلك وفق جدول زمني وآليات الكترونية لسرعة إنجاز المعاملات ومتابعة أصحاب منشآت إسكان الحجاج بإزالة ما يتم رصده من مخالفات. عقوبات تصل إلى السجن وإغلاق المساكن المخالفة وأضاف المقدم أبو حربة أنه تم تشكيل 24 فرقة من ممثلي كافة الجهات الأعضاء بلجنة إسكان الحجاج لأعمال المتابعة الميدانية لجميع المساكن خلال موسم الحج، والتأكد من توفر جميع الاشتراطات المطلوبة بها وإخلاء الحجاج من المساكن المخالفة ومنع الإسكان بها. وعن آليات التعامل مع المخالفات، أوضح المقدم أبو حربة أنه يتم عمل محاضر بالمخالفات التي يتم رصدها وتطبيق العقوبات المقررة والتي تختلف حسب نوع المخالفة ابتداءً من فصل التيار الكهربائي عن المنشآت المخالفة لاشتراطات السلامة وتغريم مالك المبنى أو المنشأة حسب ما تنص عليه لائحة العقوبات للمخالفين لنظام وتعليمات الدفاع المدني، والتي تصل إلى إغلاق المبنى والسجن في حال تكرار المخالفة والإصرار على عدم إزالة مسببات الخطورة. بالإضافة إلى نشر عدد كبير من دوريات السلامة للتأكد من مستوى تأهيل مشرفي السلامة في المنشآت المصرح لها بإسكان الحجاج من خلال التحاقهم بدورات تدريبية وتأهيلية في المعاهد المتخصصة والمعتمدة من قبل الدفاع المدني. وعن أكثر المخالفات التي يتم ضبطها في موسم الحج، أوضح المقدم أبو حربة أن الجزء الأكبر من هذه المخالفات يتعلق بعدم إجراء الصيانة الدورية اللازمة لمتطلبات السلامة أو زيادة عدد الحجاج الذين يسكنون في المبنى عن الطاقة الاستعابية، أو إشغال مخارج الطوارئ بما يحد من فاعليتها للاستخدام، ويتولى رجال الدفاع المدني تقييم المخالفة ومدى إمكانية إزالتها والمدة اللازمة لذلك ومن ثم اتخاذ الإجراء المناسب وفقاً للأنظمة التي تضمن سلامة حجاج بيت الله الحرام. وأشار المقدم أبو حربة إلى وجود عدد من مفتشين للسلامة لمتابعة اشتراطات السلامة الوقائية في مباني إسكان الحجاج، بالإضافة إلى دوريات تعمل على مدار الساعة طوال أعمال الحج في رصد المخالفات والعمل على إزالتها بصورة فورية بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بذلك.