بعد أكثر من ستة اشهر من النقاشات بين الفرقاء السياسيين، يبدأ مؤتمر الحوار الوطني جلسته الختامية التي ستستمر عدة أيام وسط كثير من التعقيدات السياسية، والمخاوف الامنية. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثة الخاص الى اليمن جمال بنعمر ل"الرياض" ان المؤتمر الذي ناقش قضايا رئيسية منها قضية الجنوب وصعدة وبناء الدولة وغيرها توصل إلى نتائج مهمة. وقال ان أكثر من 90% من قضايا الحوار تم حسمها، وبقيت قضايا أخرى يجري مناقشتها. ووصف بنعمر الذي يشرف على الجلسات الهامة والحاسمة بشأن القضية الجنوبية وبناء الدولة مؤتمر الحوار الذي شارك فيه ممثلون عن الحوثيين والحراك الجنوبي بالناجح، بعد ان شهد مشاركة كثير من المكونات منها الحراك الجنوبي والحوثيون والنساء والشباب وغيرهم. ويأتي انعقاد الجلسة الختامية في وقت لم يتم حسم القضية الرئيسية وهي قضية الجنوب. فاللجنة المصغرة والمعروفة بلجنة 8+8 والمشكلة بالتساوي بين الشمال والجنوب اتفقت على أن يكون نظام الدولة القادمة نظاما فيدراليا، لكنها لم تحسم بعد عدد الأقاليم المكونة للدولة الجديدة للحفاظ على الوحدة. وقال نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني سلطان العتواني ل"الرياض" ان جلوس اليمنيين على طاولة واحدة للحوار في ظل الظروف التي تعيشها البلاد يعد بحد ذاته انجازا. وأضاف ان الحوار يتجه إلى الحفاظ على الوحدة اليمنية، لكن طريقة إدارة هذه الوحدة هو ما يجري بحثه، مشيرا إلى أن الاطروحات تتجه نحو دولة فيدرالية، لكن عدد الأقاليم لم يحسم بعد. وأوضح أن هناك توجها للتوافق السياسي بين كافة مكونات الحوار على الخطوات التي تضمن تنفيذ مخرجات الحوار، وان الوثيقة التي ستصدر عن الحوار ستكون ملزمة لكافة المكونات المشاركة في الحوار أو خارج مؤتمر الحوار. وقال :"المهم في مؤتمر الحوار هو النتائج، والمهم في النتائج هو التنفيذ". وأضاف:" نحن مصممون على تنفيذ هذه المخرجات ولا بد أن يعمل الجميع وبشكل توافقي على التنفيذ لها، فهي ليست خاصة بحزب أو جماعة، بل بوطن بأكمله وبناء وطن جديد". وعشية الحوار وكمؤشر على عمق الخلافات، هدد حزب المؤتمر الشعبي العام بتعليق مشاركته في أعمال الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني إذا ما أدرجت قضايا غير متوافق عليها. وقال رئيس فريق حزب المؤتمر في مؤتمر الحوار الوطني يحيى الشعيبي، ان فريق المؤتمر وحلفاءه سوف يعلقون مشاركتهم في الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر إذا ما أدرجت في جدول أعمال الجلسة قضايا غير متوافق عليها. وقرر المؤتمر الشعبي العام الذي لا زال الرئيس السابق علي عبدالله صالح يرأسه تعليق مشاركته في اللجنة المصغرة في مؤتمر الحوار احتجاجا على ما اسماه مخالفة بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن بشأن الزمة في اليمن والمساس بوحدة اليمن وأمنه واستقراره.