تعد شخصية الفرد المزاجية شخصية مركبه مليئة بالتناقضات فهي لا ترى الناس إلا من خلال حالتها المزاجية، وللتعامل معها نحتاج إلى عدة مهارات سلوكية، ونختلف في تعاملنا مع الشخص الطبيعي الذي يتعامل بعفوية إلى حد ما، بينما المزاجي يجب أن تقرأ طباعه والتي غالباً تكون مرسومة بوضوح على وجهة وانفعالاته، ولذا ينبغي علينا أن نتعامل مع تلك الشخصية المليئة بالتناقضات بالطريقة المناسبة الواقعية الشفافة. بكل تأكيد هو موضوع مجهد نوعاً ما بالنسبة لنا نحن المحيطين والمتعاملين مع تلك الشخصية، ففي حالة التعامل مع الشخص المزاجي سوف تلاحظ أنه ربما يكون في قمة السرور معك في الصباح وقد يشاركك همومه قبيل الظهيرة، ويتحول بعد ذلك إلى إنسان ساخط عليك ويلومك على أشياء تصرفت فيها أنت بعفوية مطلقة. أعتقد إذا كنت تحب هذا الإنسان وتتمنى له الخير ولكن بالمقابل أنت بطبعك لا تستطيع أن تتقبل الإهانة منه، فيجب الانسحاب بهدوء وذلك حرصاً على مشاعره ومشاعرك وحتى لا تكون النتيجة السقوط بمراحله الثلاثة (من القلب، والعين، والذاكرة). تلعب الوراثة والبيئة دوراً مهماً في تكوين سمات شخصية الفرد، فالتنشئة الاجتماعية والطريقة المستعملة في تربية الفرد سواء في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع ككل إضافة للإعلام الذي يشحن أفكار الفرد بشتى الأمور. حقيقة جميع تلك المؤشرات تتظافر وتتعاون على صقل تلك الشخصية ولهذا تجد تنوع أنماط الشخصية وتباينها في المجتمع الواحد منها الشخصية الشكاكة والعدوانية والانطوائية والاتكالية... الخ من أنماط الشخصيات. والله من وراء القصد.. وقفة: "إذا استطعت أن تزرع ابتسامة في قلب كل من تواجه فافعل، فإنها كنز لايكلفك مالاً". وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. * معهد الإدارة العامة بالرياض