التمريض يمثل دوراً أساسياً في كل التنظيمات الإدارية والوظيفية داخل المستشفيات، فحين نقول الفريق الطبي في مستشفى ما فنحن نقصد الأطباء والتمريض والفنيين المساعدين، فالتمريض عنصر مهم من عناصر أي فريق طبي. رعاية المرضى هي الواجب الرئيسي لهيئة التمريض، فالتمريض وحسب تعريف منظمة الصحة العالمية (WHO) هو (علم وفن يهتم بالفرد ككل - جسما وعقلا وروحا ويعمل على تقدم وحفظ الفرد روحيا وعقليا وجسمانيا ومساعدته على الشفاء عندما يكون مريضا، ويمتد الاهتمام بالفرد المريض إلى أسرته ومجتمعه ويشتمل على العناية بالبيئة التي يعيش بها وتقديم التثقيف الصحي عن طريق الإرشاد والقدوة الحسنة)، فالتمريض لا يقتصر على العناية بالمريض نفسه بل يتجاوز ذلك ليشمل أفراد أسرة المريض ويتخطى ذلك إلى كافة أفراد المجتمع، فهو لم يعد دوراً يقتصر على الأدوية وتناولها والتعليمات الطبية وتطبيقها بل أصبح يهتم بنشر المعلومة الطبية وتثقيف المجتمع. ومثال الدور الذي يلعبه قطاع التمريض في الجانب التثقيفي هو ما نشاهده من أيام توعوية مختلفة في السنة مثل يوم التدخين ويوم سرطان الثدي ويوم الطفل ويدخل ضمن ذلك الأيام العالمية فمثلاً التدخين هناك يوم عالمي محدد وهو يوم الحادي والثلاثين من شهر مايو كل سنة يضج العالم أجمع بنشر ثقافة مكافحة التدخين، بينما هناك أيام تقام على المستوى المحلي مثل ما تقوم به بعض المستشفيات المحلية من حملات للقاح أو للتوعية بمرض قد يكون حديثاً مثلما حدث في مرض انفلونزا الخنازير، إضافة لحضور المؤتمرات العالمية مما يرفع كفاءة أجهزة التمريض. مع ملاحظة عدم وجود الاهتمام الكافي من أجهزة الإعلام ووسائله المختلفة بمهنة التمريض، وإلقاء الضوء عليها لتقريب المسافات بين جهاز التمريض والمجتمع، ومع ذلك نجد أن قطاع التمريض يهتم كثيراً بوسائل الإعلام ومحاولة النشر فيها لإيصال رسالته وما هذه المقالة إلا خير مثال. فدور التمريض في ثقافة ووعي المريض والمجتمع يتجلى وضوحاً منذ لحظة استقبال المريض والعناية به والحرص على سلامته وتنفيذ كل التوصيات الطبية ومتابعة تحاليله وفحوصاته لخلق سجل مرضي متكامل ومن خلال التواصل مع المريض ومناقشته في كافة النواحي وتوضيح كل ما قد يشكل عائقاً في سبيل استفادته من العلاج، وبالتالي حصول الشفاء التام بإذن الله تعالى. ويحرص طاقم التمريض دائماً على تحسين نمط حياة المرضى كما يحرص على نمط حياة العائلات، وهذا يخلق نمطاً صحياً لكافة أفراد المجتمع، ومن الملاحظات الشخصية نجد أن المرضى دائماً ما يقومون بسؤال الممرض أو الممرضة عن بعض التساؤلات التي قد لا يجديد بعض الأطباء شرحها، مما يوضح طبيعة التعامل والثقة العالية بين المرضى وطاقم التمريض. إذا كان التشخيص يعتمد على فحوصات وتحاليل فخير من ينفذها ويوضح أهميتها للمريض هو طاقم التمريض، وإذا كان العلاج هو دواء وتعليمات فإن خير من يفهم ويشرح هذا الدواء وهذه التعليمات هو طاقم التمريض، وإذا كانت الصحة هي نمط حياة فخير من يحرص عليها هو طاقم التمريض. * إدارة مسؤولية المؤسسة المجتمعية