أنواع الثقافة المطلوبة للممثل السعودي هناك نوعان من الثقافة والتي أرى أنها لا بد من توفرها في الممثل السعودي الثقافة الأولى هي الثقافة العامة والتي ستساعد الممثل على فهم الأشياء التي تجري من حوله ومن أمثلة هذه الثقافة المطلوبة (مثل أن يقرأ الممثل في الأعراض الانسحابية على مدمن المخدرات) بحيث لو قدم هذا الدور يقدمه بشكل صحيح ليس كما نشاهد من مبالغات لم يتم رصدها على حالات الإدمان وأن يكون الممثل مندمجا ومتابعا لما يقع في المجتمع من أحداث لكي يكون على إطلاع بها ولو بشكل شامل، وذلك لأن الممثل يكون تحت الأضواء بشكل مستمر. وقد يطلب منه رأي حول قضية اجتماعية معينة ولكي يكون في صورة جيدة أمام القراء أو المشاهدين يجب أن تكون معلوماته متكاملة وجيدة ومرتبة ليظهر بشكل ايجابي وواع ولكي لا يتهم بالجهل فإذا كان ممثلو أي مجتمع متهمين بالجهل فهذا حتماً سينعكس على الأعمال التي يقدمونها. الثقافة الثانية التي أرى ضرورة توافرها بالممثل السعودي هي الثقافة المتخصصة في مجال التمثيل ففي أي مهنة وهواية هناك مصطلحات ورموز ومفاتيح لها مثل الخباز أو النجار أو السباك أو غيرها من المهن ومهنة التمثيل هي مهنة لها العاملين في مجالها والمحترفين فيها ولها الهواة والمحبون لها ومجال التمثيل به العديد من المصطلحات التي لا غنى للممثل عنها فيجب مثلاً معرفة معنى (راكور) وهي الملابس المخصصة لمشهد معين وتتناسب معه أو مصطلح (بريك) أي توقف التصوير أو (أوفر) وتعني المبالغة بالأداء وغيرها من المصطلحات وكذلك هناك معلومات تتعلق بمجال التمثيل لا بد للممثل من معرفتها مثل معلومات عن الدراما السعودية ومراحل تطورها وأسباب ضعفها الحالي أو معلومات عن العاملين فيها ومعرفة مدى الجهود التي قدمها زملاؤه الممثلون الآخرون في هذا المجال لكي لا يبخس زملاءه حقهم عندما يسأل عنهم. من أسباب ضعف ثقافة ممثلينا السعوديين جامعة الملك سعود ألغت في العام 2001 شعبة المسرح من قسم الإعلام في كلية الآداب كما ألغت عقود دكاترة المسرح مثل: البروفيسور كمال الدين عيد، والدكتور جمال قبش بعد عشر سنوات من تدريس المسرح وهذا الإلغاء أثر على مستوى ثقافة الممثلين الشباب الذين كانت الشعبة مصدراً للثقافة بالنسبة لهم كما هي مصدر تعلم في مجال المسرح وعند إغلاق هذه النافذة العلمية والثقافية المهمة للممثلين الجدد وجدنا مستوى الثقافة لدى الممثلين في تدن مستمر، وذلك يعتمد على أسباب أخرى وهي أننا كشعوب عربية لا نقرأ وكسعوديين لا نبحر في مصادر الثقافة المتوفرة لدينا ودائماً يكون استخدامنا للتقنية بشكل عكسي رغم أننا نستطيع استخدامها كمصدر للثقافة. إلغاء شعبة المسرح بجامعة الملك سعود يعني استمرار الحال كما هو عليه من مستوى الثقافة لدى الممثلين وتوقف تخريج شباب واع لما للتمثيل من أهمية في المجتمع لتقديم الرسالة الإنسانية المهمة من خلال الدراما كما أننا في ظل غياب تخريج كوادر جديدة تحترف عمل التمثيل يعني أننا سوف نستمر بنفس المستوى في أعمالنا المحلية التي لم نر ذلك التغير الكبير الذي يطرأ عليها فما تزال القضايا التي تناقش هي التي نوقشت منذ سنوات مع تغير أسلوب الطرح رغم أن المجتمع السعودي مجتمع متغير وسريع في التطور وكذلك هناك قضايا كثيرة لم يتم التطرق لها وهذا بسبب ثقافة الممثلين الذين هم أيضاً منتجون لهذه الدراما من خلال مؤسساتهم الخاصة فالعقلية الواحدة وعدم تطور الثقافة من خلال ضخ عناصر أكاديمية من خريجي شعبة المسرح بجامعة الملك سعود سبب استمرار الدراما المحلية بنفس المستوى. مستوى الثقافة المتدني وبعض الحلول مستوى ثقافة الممثل السعودي متدنية جداً والسبب بنظري انحسار مجالات المعرفة أمامه من خلال النجم الذي يراه الناس هو الأفضل ويعتمد الآخرون على ثقافته وهنا يغلق الممثلون السعوديون على أنفسهم في خانة التقليد الأعمى الذي أوجد السطحية في أداء الكوميديا والتراجيديا على حد سواء في الدراما المحلية وقلة احتكاك الممثلين السعوديين بثقافات فنية وأساليب عمل أخرى مثل الأعمال المصرية أو السورية ففي كل مجال فني هناك أجواء خاصة بممثليه والاحتكاك يولد الإطلاع على أساليب عمل غير معروفة. ولأن المسألة أشبه بالهواية وليس فيها مجال واسع للاحتراف، الاحتراف يجبر الممثل أن يكون مثقفاً أما ممارسة التمثيل كهواية لا يوجد ذلك الهم بأن الممثل يجب أن يكون مثقفاً لأنها هواية مثل هواية كرة القدم ممكن أن أكون هاوي كرة قدم وأمارسها ولكن لا أتابعها ولا اعرف نجومها ولا اهتم بالمباريات التي تجرى فيها كما أن من أسباب عدم طرح الثقافة في الوسط الفني كمطلب مهم هو الجمهور الذي يرى في الممثلين نجوماً مهما قدموا ولا يجعل في مقاييسه للتقييم ثقافة الممثل ويصبح مقياس التقييم لديه مدى سطحية الممثل مثل أن يستطيع إضحاكهم فيقولون (والله هذا يضحكنا). الإبداع والثقافة بين الشمراني والآخرين الإبداع يرتبط بمدى الثقافة والوعي لا يوجد إبداع بدون ثقافة ولا يمكن أن يولد المبدعون من الفراغ المعرفي، الثقافة والمعرفة هي أساس الإبداع الذي يعتمد في قياسه على مدى ثقافة الممثل فهل يمكن أن يكون ممثلاً مبدعاً وهو لم يقرأ ولو كتابا واحدا في مجال التمثيل والدراما وهل يمكن المقارنة مثلاً بين راشد الشمراني والممثلين الآخرين؟ هنا تتضح مدى العلاقة بين الإبداع والممثل المثقف.