لقد كان الرأي العام الدولي يترقب معاقبة الطاغية بشار بعد توارد أخبار عن مجازر الكيميائي وخاصة في الغوطة وغيرها ووقوع ضحايا جراء ذلك من الأطفال والنساء والعزل بسبب غاز الكيميائي حيث شهدت المنطقة حشداً عسكرياً من الولاياتالمتحدة ورفع درجة الاستعداد والتأهب لحلفائها في المنطقة وذلك لمعاقبة النظام السوري ولقد عرضت روسيا على أمريكا صفقة لتسليم السلاح الكيميائي وذلك على أن يتم تدميره من الطرفين على أن يتم ذلك في منتصف عام 2014 ولقد وافقت امريكا بعد ان كان استخدام السلاح الكيميائي خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه على حد زعمها ولقد أحرزت الاتصالات السرّية الأميركية – الروسية، إلى تغير في قناعات الموقف الأمريكي وبدلت من قرار بتوجيه ضربة عسكرية إلى الاكتفاء بأن مجرد التهديد بها حقّق الغاية، فبدلاً من ردع النظام السوري أمكن انتزاع سلاحه الكيميائي. حيث اتضح أن الحشد العسكري بأنه لم يكن الهدف منه ولا لحظة واحدة مساعدة المعارضة السورية والشعب السوري في قتالهم ضد الطاغية بشار، إذاً فبإمكان النظام السوري أن يفهم ذلك بإطلاق يده بمواصلة ارتكاب المزيد من المجازر كيفما يشاء وبالطبع تبعث هذه «الصفقة» المحتملة إلى الشعب السوري برسالة محبطة، مفادها أن تضحيات نصف مليون من أبنائه بين قتيل ومصاب وسجين ومفقود، فضلاً عن ستة ملايين بين مهجّر ونازح، لا تعني شيئاً في مساومات الدول الكبرى ولا يستحق النظام عليها أي معاقبة إن المعاهدة مابين الولاياتالمتحدةوروسيا بشأن سورية هي بمثابة مكافأة للنظام السوري على جرائمه وإفلات من العقوبة نحو جرائمه في حق الإنسانية بالمجازر في حق شعبه وكان آخرها ما قام به من مجازر الكيميائي التي كانت بمشاركة من حزب الشيطان ودعم من ايرانوروسيا والصين وهذه المعاهدة التي ستطبق بعد ستة شهور في عام 2014 سيتمكن النظام السوري من المناورة وتهريب بعض هذه الأسلحة لحزب الشيطان ولإيران وحلفائهم من الحركات المتطرفة وكما أن إيران بامتلاكها للسلاح النووي أو كقوة عسكرية ليس من أجل استخدامها للردع من يتعرض لأمنها او تستخدمها لحماية اقتصادها وحماية السلام في المنطقة والعالم ولكنها ايدلوجيا فاشية تقوم على التوسع والتدخل في شؤون بعض الدول العربية والإسلامية في المنطقة لمحاولة زعزعة استقرارها وذلك بتصدير الثورة الخمينية لها لأجل ذلك فإن هذه الدول حكومات وشعوباً تشعر بالوجل والريبة مما تقوم به ايران في المنطقة بسبب ما تقوم به من تدخلات في لبنان والعراق وسورية واليمن والبحرين ولو نظرنا لهذه التدخلات بشمولية أعمق فهي تتم بدعم روسي عسكري وسياسي لإيران حتى يتمكن الدب الروسي بالوصول للمياه الدافئة على الخليج العربي وأما في الشأن السوري فلا بد من محاسبة من قام بهذه الجرائم الإنسانية في محكمة العدل الدولية فهناك انتهاك لحقوق الإنسان ولابد من محاسبة من قام بذلك ومن يظن أن النظام الديكتاتوري يتنازل سلميا للسلطة فهو واهم ولكن سيظل يذبح شعبه حتى آخر طفل وامرأة من أجل تمسكه بالكرسي ولا يهمه سلامة شعب ولا امن وطن.