دشّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مشروع "قناة دبي المائية" التي ستربط منطقة الخليج التجاري بمياه الخليج العربي مروراً بقلب دبي بمسافة ثلاثة كيلومترات وتكلفة إجمالية قدرها نحو ملياري درهم. وشهد تدشين المشروع في حديقة الصفا بدبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، ومحمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي، والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم مدير دائرة إعلام دبي. كما حضر تدشين مشروع "قناة دبي المائية" محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، وريم إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة، والفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، والفريق مصبح راشد الفتان مدير مكتب صاحب السمو محمد بن راشد، إلى جانب عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة. وقد استمع الشيخ محمد إلى شرح مفصل حول مكونات المشروع الحضاري السياحي التجاري الفريد من نوعه الذي يقدم أسلوباً جديداً للحياة في قلب مدينة دبي وعلى ضفتي القناة، حيث اطلع سموه على مكونات المشروع والذي تشكل القناة محوره الرئيس مع امتدادها بعرض يتراوح بين 80 إلى 120 متراً من منطقة الخليج التجاري لتعبر شارع الشيخ زايد (بين تقاطع الصفا والتقاطع الأول) مروراً بحديقة الصفا وشارع الوصل ومنطقة جميرا الثانية وشارع جميرا وصولاً إلى الخليج العربي، في حين من المنتظر الانتهاء من كافة الأعمال الإنشائية للبنية التحتية للقناة والمتمثلة في حفر المجرى المائي وتشييد الجسور اللازمة لتسيير الحركة المرورية أعلاه في العام 2017. وستضيف القناة مسافة ستة كيلومترات إلى الواجهة البحرية لإمارة دبي، في حين سيوفر المشروع مساحة تزيد على 80 ألف متر مربع مخصصة للأماكن العامة ومرافق حيوية سيتم تزويدها بالعديد من وسائل الراحة المتميزة التي تلاقي تطلعات الزائرين وتلبي متطلبات كافة فئات المجتمع. ويشمل المشروع مركزاً للتسوق ومحال تجارية ومرافق ترفيهية جديدة يصل بينها جسر ذو تصميم هندسي جمالي متميز، علاوة على أكثر من 450 مطعماً جديداً سيتم إضافتها في محيط المشروع الذي سيحتوي أيضاً على مجموعة من المرافئ لليخوت والقوارب وأربعة فنادق عالمية المستوى، كما يتضمن مخطط المشروع في مدخله من جهة شارع الشيخ زايد إقامة مركز تجاري متميز وفريد من نوعه يتألف من أربعة طوابق، تربط منطقة الخليج التجاري بمنطقة المشروع بمساحة إجمالية تزيد على 50 ألف متر مربع. ومع تطوير هذه الواجهة البحرية الجديدة، سيضم المشروع المتكامل مجموعة من المنازل الفخمة والممرات المخصصة للمشاة والدراجات الهوائية، إلى جانب أسواق تجارية متميزة وفنادق ومطاعم فاخرة، الأمر الذي يعزز مكانة منطقة جميرا كوجهة سياحية متميزة تتمتع بمقومات جذب قوية، حيث يُتوقع أن تستقطب المنطقة الجديدة ما بين 20 إلى 22 مليون زائر سنوياً. ويصل عمق القناة المائية إلى ستة أمتار مع حركة المد المرتفع، فيما ترتفع الجسور على القناة إلى أكثر من ثمانية أمتار، بما يضمن سهولة وسلامة الملاحة فيها خاصة لليخوت الكبيرة التي يبلغ طولها 200 قدم. وستساهم القناة المائية في تجديد المياه في قناة الخليج التجاري بكامل امتدادها بشكل تلقائي دون الحاجة إلى أي مضخات هيدروليكية، حيث سيعزز المجرى المائي قدرة خور دبي على تجديد مياهه بحوالي 250 مليون متر مكعب سنوياً عند اكتمال ربط القناة بمنطقة الخليج التجاري، في حين يُقدّر إجمالي حركة المياه المتدفقة عبر القناة المائية خلال عمليتي المد والجزر بحوالي 800 مليون متر مكعب سنوياً. وعلاوة على النتائج الإيجابية للمشروع على المستوى الحضاري والاقتصادي، من المتوقع أيضاً أن يكون للقناة الجديدة أثر في تلطيف درجات الحرارة، أسوة بمشروع القناة المائية الاصطناعية (تشيونغ جاي تشون) في عاصمة كوريا الجنوبية، والذي ساهم في تسجيل انخفاض ملحوظ في درجة الحرارة بلغ مقداره 3.6 درجات مئوية.