تصاعد التوتر في العلاقات الروسية البولونية على خلفية الاعتداءات على الدبلوماسيين البولونيين في موسكو ووصل حداً خطيراً دفع بوزارة الخارجية البولونية بتوجيه نوتة احتجاج إلى موسكو عبر السفارة الروسية في وارسو وعبر الرئيس البولوني الكسندر كفاسنيفسكي عن امتعاضه وتخوفه من أن تتدهور العلاقات بين البلدين مشيرا إلى أن أحداث الأيام الأخيرة تهيئ المناخ لتوتير العلاقات بين البلدين وتصعيد المشاعر العدائية وطالب موسكو بتأمين الحماية اللازمة للمواطنين البولونيين وإيجاد المذنبين ومعاقبتهم . يجيء ذلك بعد استمرار ضرب الدبلوماسيين البولونيين في موسكو حيث تعرض ثلاثة منهم إلى الضرب المبرح خلال أيام معدودة وكان آخر ضحايا هذه الاعتداءات صحافي بولوني شهير هو بافل ريشكو الذي تعرض لهجوم الأشقياء في ممر للمشاة تحت الأرض. ويقول الصحافي البولوني أن خمسة رجال أشداء ضخام الجسم أوقفوه وانهالوا عليه ضربا في حين تقول رواية ثانية أن رجلا واحدا قام بضربه بعنف فيما كان الآخرون يتفرجون وأن جميع الذين هاجموه لهم ملامح سلوفانية - المقصود أنهم روس وليسوا مثلا من القفقاسيين -. وترى معظم التعليقات أن هذه العمليات المتلاحقة ما هي إلا انتقام لعملية الهجوم التي قام بها خمسة عشر من الشباب البولونيين قبل أيام ضد أطفال الدبلوماسيين الروس في العاصمة البولونية وضربهم ضربا مبرحا ما استدعى احتجاجا رسميا ووصف الرئيس بوتن هذه التصرفات بأنها جريمة حقيقية في حين رفضت وارسو تقديم اعتذار رسمي معتبرة أن الأمر لا يعدو كونه تصرفاً من بعض الأشقياء في حين كانت معظم المعطيات تشير إلى أنه عمل منظم يحمل ظلال عدائية على أرضية التطرف القومي. ويخشى البولونيون والروس من تصاعد هذه الأعمال وردود الفعل حولها وانتقالها إلى المناطق البولونية المختلفة التي يتواجد فيها الروس والمناطق الروسية التي يتواجد فيها البولونيون ما يمكن أن يجعل العلاقات بين البلدين عدائية خطيرة حتى على الصعيد الشعبي . نذكر أخيرا بأن السفير البولوني في موسكو عبر عن قناعته بأن مثل هذه الأحداث لن تسيء إلى العلاقات بين البلدين فيما ترى بعض التعليقات أن استمرار هذه الأحداث قد يتطلب استدعاء السفراء. ورغم التعبير المتفائل من السفير البولوني إلا أنه اتخذ قرارا بنفس الوقت يحظر على الدبلوماسيين مغادرة مبنى السفارة دون مرافقة ودون أن تكون هناك مبررات كبيرة جدا تستدعي ذلك مما دفع ببعض التعليقات إلى وصف السفارة البولونية في موسكو بأنها تعيش حالة حصار مطبق.