قال صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض إن المملكة سخرت ميزانيات هائلة من أجل توفير فرص تعليمية وإمكانات على أعلى مستوى لجميع أبناء وبنات الوطن، في جميع مراحل التعليم العام، وأنه قد آن الأوان أن يقدر الجميع هذه اللفتات الكريمة، وأن تسخر من أجل خدمة هذا الوطن عبر مواصلة التعليم الجامعي والعالي، ومن ثم المساهمة في بناء هذا الوطن وازدهاره، ليستمر دوماً في المقدمة كما عودنا أبناؤنا وبناتنا في جميع المحافل الدولية. جاء ذلك أثناء رعايته نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفل الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض بمناسبة اليوم الوطني، وقد أقيم الاحتفال مساء أمس الاثنين بقاعة المحاضرات بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض. وقال سموه: "إن ذكرى اليوم الوطني فرصة عظيمة لتجديد الولاء والانتماء وتعزيز قيم البذل والعطاء لوطن غالٍ بمجتمعه وأرضه وتاريخه، وبما يمثله كقيمة عظيمة، ليس للعرب والمسلمين فقط، وإنما للإنسانية جمعاء، فذكرى اليوم الوطني 83 للملكة العربية السعودية تعود بنا إلى جهود مؤسس هذه البلاد الغالية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وما بذله من مواقف بطولية وشجاعة نادرة وروح قيادية أثمرت عن توحيد وبناء وتأسيس هذه البلاد المترامية الأطراف تحت لواء قيادته الحكيمة، لتبدأ صفحات المجد والعز والفخر في مسيرة هذه الدولة المباركة". وأضاف "منذ ذلك الوقت الذي تفيأت فيه مملكتنا الغالية ظلال الأمن والأمان تحت راية التوحيد التي حمل لواءها الفارس المقدام الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، انطلقت مسيرة بناء الإنسان والاستثمار فيه، وجعله محور البناء والتطوير ودفع عجلة التقدم في أرجاء المملكة في شتى المجالات التنموية، وسار ملوك المملكة أبناء الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على نهج القائد المؤسس في التوسع في نشر التعليم للبنين والبنات، حتى جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي خطا التعليم في عهده الميمون خطوات جبارة عبر استراتيجية مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، الذي يهدف إلى بناء مجتمع معرفي متكامل يسهم في تنمية الوطن ويساعد على الارتقاء به وازدهاره". وقال: "إن أكثر ما يميز مسيرة عصر النهضة الذي تعيشه المملكة حالياً بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين هو إيمان القيادة بأن بناء الإنسان السعودي وتطوير مقدراته هو أهم مقومات تحقيق تلك النهضة، الأمر الذي تتجسد ملامحه في منظومة خطط التنمية البشرية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية التي تمثل نقلة تاريخية في مسيرة الدولة السعودية، يواكب ذلك ويسابقه مبادرات العمل الإنساني والخيري وتعاطي المملكة قيادة وحكومة وشعباً مع هذا الجانب على انه ركن عقائدي وأخلاقي وقيمي، الأمر الذي أبرز مكانتها كمملكة للإنسانية". وفي نهاية كلمته قال: "أهنئ القيادة الكريمة والشعب السعودي بمناسبة هذا اليوم الوطني المجيد، أدام الله عز المملكة وأمنها وأمانها ورخاءها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني". من جهته قال المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الرياض الدكتور إبراهيم بن عبدالله المسند: "نحتفي اليوم ليس لمجرد الاحتفاء ولكنه تذكير وغرس سلوك في نفوس أبناءنا وبناتنا طلاب وطالبات" وأضاف "يتضمن البرنامج مشاركة مجموعة من الأبناء والبنات في تقديم براءات اختراع وأنشطة الهدف منها غرس المحبة والولاء للوطن وقادته، ويتضمن برنامج اليوم أيضا تكريم أبناء من قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن ودفاعا عنه ألا وهم أبناء الشهداء الذين بذلوا أغلى ما يملكون في سبيل وطنهم، ونكرم اليوم من رفع راية الوطن عالية إقليميا ودوليا وهم نخبة من الطلاب الذين تميزوا وأبدعوا في مجالات مختلفة، وأردنا أن يكون هذا اليوم يوما وطنيا وعمليا، ونقول للمبدعين والمتميزين شكرا لكم، إن الوطن يقدر إبداعاتكم وإسهاماتكم في سبيل رفعته". وأشار إلى أن رعاية سموه تعد دافعاً للجميع لمواصلة التميز والإبداع والرقي في كافة مجالات العمل، مؤكداً أن جميع المدارس احتفت بهذه المناسبة الغالية التي تم من خلالها التوضيح للطلاب ما تحقق للمملكة من نعمة وأمن وخير بعد توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز الذي أرسى قواعدها وفق الشريعة الإسلامية ونجح في تأسيس الدولة بعد أن نشر العلم وسعى إلى تحقيق مبدأ المواطنة الحقيقية وترسيخها. وقد أعرب المسند عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز على حضوره وتشريفه حفل الإدارة بمناسبة اليوم الوطني، وقد تم تكريم أبناء وبنات شهداء الواجب والبالغ عددهم 51 طالباً وطالبة من أبناء الشهداء، إلى جانب تكريم الطلاب الفائزين بجوائز دولية، ثم اختتم الحفل بالعرضة السعودية.