تتمتع منطقة جازان بشاطئ بحري طويل، إضافة إلى شواطئ جزر فرسان والجزر الأخرى التي تتبع للمنطقة، وتتوزع هذه الشواطئ على محافظات الشقيق وبيش وصبيا وصامطة وفرسان. وشواطئ جازان تتميز بظروف تساعد على تكاثر الأحياء البحرية، وتوجد تجمعات للصيادين في قرى تلك المحافظات، وتعد صادرات جازان السمكية من أهم الصادرات، إضافة إلى كونها تعد مصدرا مهما لتوفير الغذاء لأهالي المنطقة،ولا شك أن المسطحات المائية في المياه الإقليمية في منطقة جازان تتميز بكثرة تنوع الأسماك والأحياء البحرية الأخرى، إضافة إلى الظواهر التي تنفرد بها بعض المناطق مثل ظاهرة الحريد في جزر فرسان. وكذلك تميزها بوفرة بعض الأسماك التي تندر في أماكن أخرى، وتتجمع الكثير من الأحياء البحرية القاعية في المياه ذات القاع التي توجد بها القيعان الصخرية والشعب المرجانية. ويتم الاستفادة من العديد من الأسماك بينما لا يستفاد من الأنواع الأخرى وقد أنشئت مزارع استزراع الربيان مثل مزارع الصوارمة والشقيق. كما تتمتع منطقة جازان بموارد مائية أخرى تتمثل في السيول والأمطار التي يمن بها الله سبحانه على المنطقة، وتجري السيول في العديد من الأودية التي تم استغلال مياهها في بعض الأودية من خلال السدود التي تعد أكبر سدود المملكة من خلال طاقة الاستيعاب والتخزين، وذلك لعظم السيول التي تجري فيها، وذلك مثل سد وادي جازان وسد وادي بيش. هذان السدان يعدان من أكبر البحيرات العذبة في المملكة، وذات طاقة تخزينية هائلة وكل سد منهما يعتبر ثروة هائلة في مجال الثروة المائية والطاقة الكهربائية، وهي ثروات مائية مهدرة. ومن هنا فإن المنطقة بحاجة إلى مركز للأبحاث المائية يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين، وتتبنى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أو وزارة المياه والكهرباء أو إحدى الجامعات ذات الاهتمامات البحثية إنشاء هذا المركز، وذلك لتحقيق الأهداف التالية: من خلال هذا المركز يتم وضع السياسات القصيرة والطويلة المدى للاستفادة من هذه الموارد، ووضع البرامج وتنفيذ الدراسات البحثية، والمسوحات الميدانية، لتحديد الكميات التي يتم اصطيادها أو استهلاكها من هذه الموارد، وذلك لوجود تنوع بيولوجي تنفرد به منطقة جازان البحرية. استضافة الخبرات وإقامة الندوات لدعم وتفعيل المركز، في أنشطته المختلفة. التعاون مع هيئة الأرصاد وحماية البيئة في مجال مكافحة التلوث البحري والمائي بأنواعه. دراسة المخزون السمكي، وكيفية المحافظة عليه وتنميته، إضافة إلى الاهتمام بالموارد المائية الأخرى وترشيدها، والاستفادة المثلى من تلك الموارد، وذلك من خلال إيجاد آلية للتعاون مع وزارة المياه والكهرباء ووزارة الزراعة. من خلال هذا المركز ستكون الجهة المنفذة جهة استشارية للجهات الحكومية الأخرى والخاصة لتقديم الخبرات والاستشارات التي تساهم في خدمة المجتمع من خلال ما تقدمه من دعم في هذا المجال. إقامة الدورات التوعوية والإرشادية والتعليمية، وذلك من خلال التعاون مع عمادة خدمة المجتمع والجهات الأخرى ذات العلاقة. إجراء التجارب في مجال استزراع الأسماك، ومعرفة الحجم التسويقي من خلال استكشاف الأماكن المناسبة، واستزراع أصناف أخرى للاستفادة منها مثل الطحالب البحرية التي أخذت العديد من الدول باستثمارها علاجيا مثل ماليزيا وتتواجد بكميات كبيرة على سواحل منطقة جازان الضحلة. تأمين الاستثمار السمكي ووضع دراسات الجدوى، ودعم صغار الصيادين في تأمين وإقامة الأمن الغذائي لهذه المنطقة، وبقية مناطق الوطن الغالي. الاستفادة من الطاقة الكهربائية التي تنتجها سدود جازان، وحينما يقف الشخص على سد وادي بيش ويرى القوة الهائلة لمفيض المياه يدرك مدى الطاقة التي يمكن الإستفادة منها ويتم إهدارها في وقت يمكن الاستفادة منها واستغلالها في توليد الطاقة الكهربائية. إن قيام هذا المركز سيؤمن الاستخدام الأمثل للمياه في المجال الزراعي وستكون جازان سلة خبز المملكة على قدر هائل من تأمين المحاصيل الزراعية، والاستفادة من إقامة مصانع للخضروات سواء في التعليب أو التجميد. إن من يقف على إحدى البحيرتين المائيتين العملاقتين، سد وادي جازان وسد وادي بيش يدرك مدى الاهتمام الذي أولته الدولة لحفظ المياه ويتساءل في الوقت نفسه عن مدى استغلال هذه الموارد المهدرة في مجال الزراعة والطاقة الكهربائية والأبحاث، كما أن الشواطئ الطويلة وأرخبيل الجزر التي تتمتع بها جازان مثار تساؤل آخر، فقد آن الأوان لإنشاء هذا المركز، وحين يحمل هذا المركز اسم خادم الحرمين الشريفين فإن الأمر سيأخذ اهتماما وبعدا كبيرين يتوازى مع الأهمية البالغة لهذا الموضوع. * جامعة جازان.