احتفلت المملكة، أرضاً وشعباً، باليوم الوطني، اليوم الذي التحمت كافة مناطق وقبائل الوطن مع قيادتها، وأصبح ذكرى غالية يشعر معها المواطن بالفخر والاعتزاز لما تحقق منذ فترة التأسيس، من رخاء اجتماعي وازدهار اقتصادي، وتطور علمي وتقني وصناعي وتجاري، جعل المملكة واحدة من أهم عشرين دولة في العالم تقود الاقتصاد العالمي وتؤثر فيه. ولا شك أن المملكة العربية السعودية، في يومها الوطني المجيد، تثبت للعالم أجمع، من عام لآخر، أهميتها وتأثيرها الإقليمي والدولي، واستمرارها في الأخذ بسياسة التوازن في تعاملها مع القضايا السياسية والاقتصادية، وذلك على المستوى الإقليمي والدولي. كما أن ما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، من رؤية عميقة ونظرة ثاقبة، ومن خلال موقعه كقائد للبلاد، وكرئيس للمجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن، جعلته يوجّه باستمرار إلى كل ما يخدم الاقتصاد السعودي بشكل عام، بما في ذلك القطاع البترولي، لكي تحافظ المملكة على مكانتها البترولية المتميزة كأكبر مصدِّر للبترول في العالم، وأكبر دولة تمتلك طاقة إنتاجية فائضة في العالم، فضلاً عن زيادة الاحتياطيات البترولية، وزيادة إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي من أجل الاستخدامات المحلية. كما أن المملكة العربية السعودية قد شهدت تطوراً لافتاً في مجال الاستثمار في الصناعات التعدينية، حيث شهد قطاع التعدين في المملكة تطورات كبيرة، وذلك بإنشاء مدينتين صناعيتين هما: مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، على الخليج العربي، لاستثمار موارد الفوسفات والبوكسايت في المملكة، ومشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية، بمنطقة الحدود الشمالية. ولاشك أن هاتين المدينتين الصناعيتين، ستوفران تنويعاً لمصادر الدخل الوطني، فضلاً عن توفير الفرص الوظيفية للمواطنين، وتقليص معدلات البطالة، إضافة إلى رفع متوسط دخل العائلة في المملكة. وتهتم حكومة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، بالتنمية الصناعية لكافة مناطق المملكة. فبالإضافة إلى مشروعي رأس الخير ووعد الشمال، اللذين أشرت إليهما، فإننا نعمل الآن على إنشاء مشروع صناعي ضخم في منطقة جازان، يشتمل على مصفاة متقدمة بطاقة تكريرية تصل إلى أربع مئة ألف برميل يومياً، ومنتجات ومصانع بتروكيميائية، ومشاريع تعدينية، وسيتم إنجازها، بإذن الله، في غضون أربع سنوات. وهذه الإنجازات البترولية والتعدينية، جاءت مواكبة للاهتمام بالأبحاث والدراسات العلمية، من خلال إنشاء مركز الملك عبدالله للبحوث والدراسات البترولية في مدينة الرياض، والذي كان أحد اهتمامات خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله. فلا يخفى على أحد عناية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- بالعلم والعلماء، وذلك بإنشاء العديد من الجامعات العلمية المتميزة، من بينها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، التي لم تقتصر على الجانب العلمي فحسب، بل ركزت على البحوث والدراسات التطبيقية والاختراعات العلمية، حتى أصبحت منافسة للجامعات العالمية، مع العمل على استثمار منجزها البحثي التطبيقي من خلال ربط نتائجه بالتصنيع، بحيث يتم تطبيق بعض الدراسات وتحويلها إلى منتجات تقوم المملكة بتصديرها إلى الخارج. وختاماً، لا يمكن أن نختزل النمو والازدهار الاقتصادي في المجالين البترولي والتعديني، في يوم الوطن، من خلال هذه الكلمة الموجزة، ولا أن نفي بوصف مشاعرنا بهذه المناسبة، واعتزازنا وفخرنا بتحقق بعض طموحاتنا، لكننا نسأل الله سبحانه وتعالى، بأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء في هذه البلاد، وأن يساعدنا على تحقيق آمال خادم الحرمين الشريفين وتطلعاته، في خدمة الوطن والمواطن. * وزير البترول والثروة المعدنية