مع اقتراب موعد تنفيذ خطة «فك الارتباط»، واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها وحملات الدهم والاعتقال في الضفة الغربية، فيما اصيب احد مقاتلي كتائب الاقصى خلال اشتباكات مع المحتلين في نابلس. فقد توغلت قوة كبيرة من جيش الاحتلال في مدينة نابلس وحاصرت مجموعة من المقاومين من كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح في البلدة القديمة، غير ان افراد المجموعة اشتبكوا مع القوات الغازية وتمكنوا من الافلات. وذكرت مصادر في نابلس، ان عدة آليات عسكرية اقتحمت مدينة نابلس عند الساعة الواحدة من فجر أمس وشنت حملة مداهمات واسعة للمنازل السكنية والمحال التجارية في حي الياسمينة داخل البلدة القديمة، كما قامت بتفجير أبواب عدد من المحال. وقد اصيب الشاب فادي قفيشة وهو أحد كوادر كتائب شهداء الأقصى في نابلس بجروح طفيفة خلال اشتباك مسلح مع القوات الغازية. يشار إلى أن الشاب قفيشة كان قد نجا من محاولة اغتيال نفذتها قوات الاحتلال قبل نحو عام، واستشهد في تلك الجريمة ثلاثة من المقاومين فيما أصيب قفيشة إصابات بالغة وبتر ساعده. الى ذلك شنت قوات الاحتلال حملات دهم واعتقال في محافظات الضفة. ففي محافظة بيت لحم، دهمت قوات الاحتلال فجر اليوم الخميس مخيم عايدة واعتقلت الشاب رائد صبري شرارة وهو من افراد الامن الوطني في بيت لحم فيما سلمت الشاب محمد عمر الكردي وهو ايضا من قوات الامن الوطني الفلسطيني طلبا لمراجعة مخابرات الاحتلال في «كفار عصيون». واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال فجر اليوم الخميس مخيم نور شرق طولكرم وشنت حملة دهم لمنازل المواطنين اعتقلت خلالها الشاب علي خالد علي يوسف. كما اعتقلت زياد علي إسماعيل من قرية أرطاس، جنوب بيت لحم ، أثناء تواجده في مستعمرة «دانيال». وفي محافظة قلقيلية اعتقلت قوات الاحتلال ، اليوم، الشاب مروان رشيد رضوان من بلدة عزون على حاجز أقيم على المدخل الجنوبي للبلدة. على صعيد آخر، كشف نادي الأسير، اليوم،النقاب عن قيام قوات الاحتلال باعتقال المواطنة هيا محمد خضر حوشيه من محافظة بيت لحم ، بهدف الضغط على زوجها المعتقل. وذكر النادي ان زوجة الأسير عايد خليل حوشيه الذي يخضع للتحقيق اقتيدت إلى معتقل المسكوبية، في محاولة لاجباره على الاعتراف بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية. وقد افرج عنها بعد ثماني ساعات من الاحتجاز. إلى ذلك، أصدرت محكمة احتلالية حكما بالسجن المؤبد بحق الأسير حسين فيصل نصار فلسطيني من أبناء قرية مادما بمحافظة نابلس. وقد وجهت المحكمة للأسير نصار عددا من التهم منها الانتماء لكتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. من جهة اخرى، وجه الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في اراضي فلسطينالمحتلة عام 48 نداء إلى ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل والقدس والى العالم العربي والاسلامي لنصرة المسجد الاقصى ومواجهة التهديدات التي يطلقها المتطرفون اليهود للمساس بالمسجد يوم الاحد المقبل، احتجاجا على الانسحاب المزمع من قطاع غزة وعدد من المستوطنات في شمال الضفة الغربية. وقال صلاح في ندائه: «في ظل التهديد الذي بات يمارسه سوائب الارهابيين اليهود ضد المسجد الأقصى المبارك مهددين باقتحامه، ومهددين باقتسامه، ومهددين بإقامة هيكل مزعوم على أنقاضه، فإننا نصرخ من أعماق قلوبنا في أعماق كل مسلم وكل عربي وكل فلسطيني على صعيدنا المحلي، وعلى صعيدنا العالمي أن هبوا من نومكم وقوموا من غفلتكم فإن المسجد الأقصى بكل حجر فيه يستصرخكم ويناديكم هبوا لنجدتي، هبوا لإغاثتي، هبوا لكرامتي، انتصروا لحرمتي فإنني في خطر». وأضاف صلاح في ندائه إلى العرب والمسلمين «اجعلوا من هذا اليوم يوما مشهوداً في السماء والأرض، ولتؤكدوا في مثل هذا اليوم ان المسجد الاقصى حق اسلامي عربي فلسطيني خالص، ولتؤكدوا في هذا اليوم أن المجتمع العبري لا يوجد له حق ولو في ذرة تراب من المسجد الأقصى المبارك، حتى قيام الساعة». وفي ذات السياق دعت الحركة الاسلامية في اراضي 48 ومؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الاسلامية الجماهير الفلسطينية في الداخل إلى شد الرحال للمسجد الأقصى بكثافة يوم الأحد القادم. يذكر ان المتطرفين اليهود كانوا قد هددوا بارتكاب اعمال ارهابية ضد المسجد الاقصى في محاولة لتعطيل الانسحاب الاسرائيلي من مستوطنات القطاع وعدد من مستوطنات شمال الضفة الغربية. كما سبق وان حذرت اجهزة الامن الاسرائيلية من مخططات لدى المتطرفين ترمي إلى تدمير المسجد الاقصى او استهدافه بهجوم صاروخي او من خلال طائرة خفيفة الامر الذي سيؤدي إلى انفجار الاوضاع بصورة خطيرة.