سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إنشاء غرفة عمليات مشتركة في قطاع غزة تحضيراً للانسحاب الإسرائيلي ونشر قوات فلسطينية بمحاذاة المستعمرات اليهودية الأسبوع المقبل قوات الاحتلال فككت مرافق صناعية في مستعمرة «نفيه كاليم»
مع اقتراب موعد بدء الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة كثف مسئولون فلسطينيون وإسرائيليون على مدار الأيام القليلة الماضية لقاءاتهم المشتركة وفي هذا الإطار عقد مساء الأربعاء اجتماع امني فلسطيني- إسرائيلي على حاجز بيت حانون «إيرز» بحضور وزير الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني اللواء نصر يوسف ومستشارين عسكريين مصريين والجنرال وليم وورد المنسق الأمني الأميركي من اجل تنسيق الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. وأكد اللواء يوسف أن المؤسسة الأمنية الفلسطينية وصلت الى مرحلة متقدمة من حسن الأداء والجاهزية لاستلام أي مناطق يتم اخلاؤها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وبسط السيطرة الامنية الكاملة عليها. وأوضح ان وصول المؤسسة الى مرحلة متقدمة من وحدة الاداء وبشكل نوعي والآخذة بالتحسن والتطور يومياً يأتي في ظل نقص الامكانات والاحتياجات والتجهيزات العسكرية لدى قوات الامن والشرطة الفلسطينية. وأشار اللواء يوسف الى اهمية فتح الآفاق امام القيادات الشابة داخل المؤسسة الامنية، مقدماً شكره والسلطة الوطنية للجنرال وورد وطاقمه الخاص على جديته وحرصه الشديد على متابعة كافة الامور الامنية بنفسه وحضوره هذا الاجتماع. من جانبه اشاد الجنرال وورد بالتطور السريع في اداء المؤسسة الامنية الفلسطينية، واعداً ببذل كافة الجهود اللازمة لتوفير الاحتياجات اللازمة للأجهزة الامنية. وأكد ان المجتمع الدولي يتطلع الى نجاح الفلسطينيين، قائلاً للضباط المجتمعين «ان ما تفعلونه في غزة يبعث باشارة عالية وقوية للعالم اجمع»، داعياً الى الاهتمام بالشرطي والجندي على حد سواء وذلك على اعتبار انهم الأساس لنجاح اية مهمة وعمل. وقال وورد: ان العمل الجماعي هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاهداف الفلسطينية، مرحباً بالحضور من الجانبين الفلسطيني والمصري. وكان حضر الاجتماع بالاضافة الى الجنرال وورد المستشارون العسكريون المصريون برئاسة اللواء ابراهيم شكري وفريق التخطيط الامني الاستراتيجي برئاسة مساعد وزير الداخلية والامن الوطني اللواء جمال ابو زايد وقائد قوات الامن الوطني اللواء سليمان حلس وقائد الشرطة العميد علاء حسني ومدير المخابرات العامة العميد طارق ابو رجب وقائد الارتباط العسكري العميد ابوخميس السكسك ومسؤول الخدمات الطبية العسكرية العميد خالد السنوار وقائد الدفاع المدني العميد صلاح زيدان وقائد الشرطة البحرية العقيد جمال طروية وقائد المنطقة الشمالية لقوات الامن الوطني العقيد السيد شعبان وقائد قوات الامن الوطني في المنطقة الجنوبية العقيد جمال كايد. بدوره عبر اللواء شكري عن فخره واعتزازه بالعمل مع رجال فلسطينيين على اعتبار انهم يحفرون الصخر من اجل رسم مستقبل افضل لشعبهم. وأعرب عن امله بأن يكون الانسحاب الاسرائيلي من مستعمرات قطاع غزة وشمال الضفة الغربية بداية للوصول الى دولة فلسطينية مستقلة. وخلال الاجتماع قدم قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية شرحاً مختصراً عن مدى جاهزية واستعداد القوات التي بأمرتهم، مشيرين الى ان التنسيق الحاصل بينهم وبين الجانب الاسرائيلي يجري بشكل جيد. في السياق ذاته عقد قائد الشرطة الفلسطينية العميد علاء حسني اجتماعاً آخر على حاجز بيت حانون «ايرز» مع نظيره الاسرائيلي موشيه كرادي بحثا خلاله التنسيق الامني بين الجانبين في اطار الاستعدادات لعملية الاخلاء المتوقعة منتصف آب الجاري. وافادت مصادر امنية فلسطينية ان بضعة آلاف من رجال الشرطة الفلسطينية سيبدأون بداية الاسبوع المقبل بالانتشار في مجمع مستعمرات «غوش قطيف» على الحدود الواقعة في مدينة خان يونس وذلك لمنع اقتراب المواطنين من المستعمرات في حال اخلائها من قبل قوات الاحتلال والمستعمرين اليهود. وقالت المصادر ذاتها ان كل جهاز من اجهزة الامن ستتولى المسؤولية عن جزء معين من هذه المنطقة بينما تخضع جميع الاجهزة لغرفة عمليات مشتركة. الى ذلك أعلنت مصادر صحفية اسرائيلية صباح أمس الخميس أن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي سيبدأون الخميس ادارة غرفة عمليات مشتركة في قطاع غزة تحضيرا للانسحاب الاسرائيلي من المستعمرات وسيتولى ضباط من الجانبين تنسيق سلسلة من العمليات بينهما. وسيجتمع قائد قوات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة أفيف كوخابي مع قائد قوات الامن الفلسطينية سليمان حلس لمناقشة هذا الامر. وأعلن مصدر امني فلسطيني مسئول ان قوات الأمن الوطني والشرطة الفلسطينية ستنتشر اعتبارا من الأسبوع المقبل في المناطق المحاذية للمستعمرات الإسرائيلية وذلك في إطار خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. وقال المصدر: «ان قوات الأمن الوطني والشرطة الفلسطينية تستعد للانتشار اعتبارا من بداية الاسبوع المقبل على خطوط التماس المحاذية للمستعمرات الاسرائيلية والطرق المؤدية الى داخل الخط الأخضر». وأوضح ان قوات الامن الوطني منتشرة في بعض من هذه المناطق ولكن سيتم تعزيزها بقوات اكبر على ضوء خطة الانتشار الخاصة بعملية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. وأشار إلى أن هذا الانتشار يأتي في اطار الخطة الامنية الفلسطينية وفي اطار التنسيق الفلسطيني الاسرائيلي. وعلى الصعيد الميداني أكدت مصادر محلية فلسطينية أن قوات الاحتلال قامت بتفكيك عدد من المرافق الصناعية في مستعمرة «نفيه كاليم» غرب مخيم خانيونس جنوب قطاع غزة. وأكد بيان صادر عن وزارة الداخلية الفلسطينية أن قوات الاحتلال شرعت بتفكيك مصنع لتعليب البندورة (الطماطم) وآخر للحديد الصلب الذي يعتبر من أكبر المصانع داخل المستعمرة التي تصنف ضمن المستعمرات الصناعية الكبيرة داخل مجمع «غوش قطيف» الذي يضم 14 مستعمرة. كما بدأت قوات الاحتلال بتفكيك عدد من البيوت المتنقلة في مستعمرة نيتساريم جنوب مدينة غزة حيث حضرت آليات عسكرية ضخمة ووضعتها في شاحنات لنقلها إلى داخل الخط الاخضر . وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت خلال اليومين الماضيين بتفكيك ونقل معدات عسكرية وأبراج مراقبة من موقع تل زعرب العسكري الإسرائيلي المقام على الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر جنوب غربي محافظة رفح المسمى موقع «غيريت». وقامت جرافات ورافعات إسرائيلية بتفكيك خمس نقاط مراقبة كانت تحيط بالموقع المذكور من الناحيتين الشمالية والشرقية، في حين أبقت على نقطتين رئيستين إحداهما أُنشئت حديثاً، كما تم تفكيك غرف نوم الجنود الاسرائيليين وبعض التحصينات التي كانت تحيط بالموقع ووضعها داخل شاحنات تمهيداً لنقلها إلى داخل أراضي عام 1948. وذكر عدد من شهود العيان في المنطقة أن عدداً من الجرافات العسكرية قامت بهدم وتجريف بعض المباني الواقعة وسط الموقع المذكور كما قامت بشق طرق ترابية لتسهيل دخول الآليات إلى الموقع إضافة إلى قيامها بوضع سواتر ترابية مرتفعة من الجهة الشمالية من الموقع. الى ذلك أفادت مصادر فلسطينية مطلعة نقلا وزارة الشئون المدنية الفلسطينية أن قوات الاحتلال قررت إغلاق معبر بيت حانون «ايريز» لمدة شهر اعتباراً من أمس (الخميس) تمهيداً لبدء الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. وأعلن مصدر مسؤول في الوزارة في تصريح له إن معبر بيت حانون «ايريز» سيفتح فقط لبعض الحالات التي تشمل الحالات الإنسانية الطارئة والأجانب والدبلوماسيين وكبار شخصيات السلطة الوطنية. وأوضح المسؤول أن معبر رفح سيكون مفتوحاً كالمعتاد، إلى جانب معبر المنطار الذي سيبقى مفتوحاً أمام حركة البضائع ولن يغلق الا في حالات طارئة، مضيفا أن قوات الاحتلال ستغلق حاجزي أبو هولي والمطاحن وسط قطاع غزة طيلة فترة الانسحاب وستكتفي بفتحهما يومياً لمدة خمس ساعات مساءً بالإضافة إلى يومي الجمعة والسبت كالمعتاد حتى إتمام عملية الانسحاب من قطاع غزة. كما أشار إلى أن تلك القوات ستغلق حاجز التفاح الذي يربط منطقة المواصي بمدينة خان يونس بشكل تام وستحول الحركة فيه الى حاجز تل السلطان في مدينة رفح المؤدي الى منطقة المواصي.