ركز معهد «وورلد ووتش» وهي مؤسسة بيئية عادة ما تهتم بتغير المناخ والتنوع البيولوجي والهندسة الوراثية الضوء هذا العام على الارهاب وصلته بالتدهور البيئي. ففي تقريره السنوي «حالة العالم لعام 2005: إعادة تعريف الأمن العالمي» الذي نشر أمس حذر معهد «وورلد ووتش» ومقره واشنطن من أن الحرب العالمية على الارهاب حولت انتباه العالم في واقع الامر عن قضايا محورية وهي الفقر والامراض المعدية والتدهور البيئي والمنافسة المتزايدة على الموارد. وحذر الباحثون من أن هذه المشاكل لا يمكن حلها من خلال زيادة الانفاق العسكري أو نشر القوات. وقال كريستوفر فلافين رئيس معهد «وورلد ووتش» إن «الفقر والمرض والتراجع البيئي هي محاور حقيقية للشر». وأضاف «ما لم يعترف بهذه التهديدات ويجري معالجتها، فسيواجه العالم خطر المباغتة بقوى عدم الاستقرار الجديدة كما فوجئت الولاياتالمتحدة بهجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001.» ويركز جانب من التقرير الذي يضم 237 صفحة على أن أكثر من 200 مليون شاب بلا عمل أو لا يكسبون ما يكفيهم للانفاق على عائلة. ويعيش ما بين 21 إلى 26 في المئة من هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل في منطقة الشرق الاوسط وجنوبي الصحراء الافريقية. وكتب مايكل رينر وهو باحث كبير بمعهد وورلد ووتش «عندما يشعر عدد كبير من الشباب بالاحباط في بحثهم عن وضعهم ومعيشتهم يمكن أن يصبحوا قوة عدم استقرار». ويقول التقرير إن نحو 1,4 مليار من سكان العالم البالغ عددهم 6,4 مليارات نسمة يعيشون في بيئات هشة لا يمكن أن تفي باحتياجاتهم مشيرا إلى أن 400 مليون شخص يزرعون أراضي فقيرة و 200 مليون آخرين يزرعون منحدرات شديدة عرضة للتآكل و130 مليونا يعيشون في مناطق أزيلت منها الغابات. ومثل هؤلاء السكان يلجأون إلى المدن حيث لا توجد وظائف ويمكن أن يصبحوا «قوة عدم استقرار إذا دفعهم الشعور بالاستياء إلى الجريمة أو إلى الجماعات المتطرفة».