أطلقت باكستان أمس - الخميس - أول صاروخ «كروز» قادر على حمل رؤوس نووية إلى مدى 500 كلم ولا يمكن لأجهزة الرادار كشفه. وقد سمي هذا الصاروخ ب «حتف 7 بابَر». ولم تبلغ باكستان جارتها الهند مسبقا بإجراء هذه التجربة رغم اتفاق عقد قبل ثلاثة أيام فقط بأن كلا منهما سيبلغ الآخر قبل إجراء أية تجارب صاروخية. وقد بررت باكستان هذا الأمر قائلة أن الاتفاق السابق لا يذكر نوع «كروز» بالاسم بل يعني الصواريخ الباليستية . ولعل مرده إلى اعتقاد الهند حتى الآن بأن باكستان لا تملك التقنية اللازمة لانتاج صواروخ كروز. وقيل ان هذا الصاروخ يماثل صاروخ «براهموس» الذي قد أنتجته الهند بالفعل بتعاون روسي وأجرت له عدة تجارب. ولا شك في أن هذا التطور الجديد سيقض مضاجع الهند إلا أن أي رد فعل هندي لم يخرج حتى كتابة هذا التقرير ولعل السبب في ذلك انشغال الحكومة الهندية حاليا بتداعيات تقرير لجنة التحقيق في اضطرابات 1984 التي أتهم فيها عدد من قيادات حزب المؤتمر. وهذه التجربة هي التجربة الصاروخية الرابعة التي تجريها باكستان خلال الشهور الأربعة الماضية وهي الأولى عقب اتفاق أوائل هذا الأسبوع على إعلام كل بلد للآخر قبل إجراء تجارب صاروخية. وكانت باكستان قد جربت يوم 19 مارس الماضي صاروخ شاهين 2 أرض-أرض الذي يبلغ مداه ألفي كلم. وفي 8 ديسمبر 2004 كانت باكستان قد جربت شاهين1 أرض - أرض الذي يبلغ مداه 700 كلم. وظلت باكستان تجرب الصواريخ منذ أبريل 1998 عندما جربت غوري 1 المتوسط المدى الذي يمكنه إصابة أهداف على بعد 1500 كلم ويمكنه حمل رؤوس نووية وتقليدية. وقال بيان باكستاني ان هذا الصاروخ يستخدم أحدث التقنيات ويتمتع بمقدرة فائقة للمناورة. وقال البيان ان باكستان بهذه التجربة قد انضمت إلى نادي الدول القليلة التي تملك هذه التقنية. وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال شوكت سلطان ان التجربة قد أكدت على صحة التكنولوجيا الباكستانية وهي ستكون معلما في مساعي باكستان لتقوية قدراتها الاستراتيجية لأجل المحافظة على أمنها القومي الذي وصفه المتحدث بأنه «غير قابل للمفاوضة». وقال الرئيس الباكستاني الجنرال مشرف بدون أن يذكر اسم الهند بأن هذه التجربة تعكس عزم باكستان على استجابة التحديات الجديدة والتطورات الجيوستراتيجية في دول الجوار.