الصبار نبات شجيري تحورت أوراقه إلى أشواك كبيرة أو ناعمة كي تمكنه من التكيف مع الظروف البيئية القاسية أوتحمل الإجهادات غير الحيوية لذلك فإن تصنيف الصبار تحت مجموعة أشجار الفاكهة مستديمة الخضرة لايتوافق علمياً من وجهة نظر الأوراق كونها غائبة حيث أن النبات خالٍ من الأوراق الخضراء المألوفة (ذات النصل سواءً في وحيدات أو ثنائيات الفلقة (ولكن نظرا لوجود الساق الأخضر الذي اتخذ شكل الورقة في أجزائه المختلفة) والتي تعرف بالألواح فقد اصطلح تصنيفه تحت أشجار الفاكهة دائمة الإخضرار. الصبار نبات سهل النمو ويتأقلم مع مختلف الاجهادات البيئية ويمتاز بالعديد من الخواص التشريحية والظاهرية التي جعلته يحتل أهمية اقتصادية جيدة. جاذبية خاصة ويعتبر الصبار نباتا له جاذبيته كعلف لأنه يحوَل الماء إلى مادة جافة أوطاقة مهضومة بطريقة أكثر كفاءة من الحشائش والبقوليات، ويستجيب استجابة جيدة للأسمدة، ويتحمل عمليات التقليم المكثفة، ويمكن تقديمه للماشية كعلف طازج أوتخزينه وقد أوضحت الدراسات أنه يمكن الحصول على إنتاج جيد من ألواح الصبار لدى زراعته في المناطق الهامشية والمناطق التي يقل فيها سقوط الأمطارإلى 150مم، حيث تحتوي الألواح المجففة على نسبة من الألياف والبروتين الخام والعناصرالمعدنية) الفوسفور والصوديوم والمنغنيز والزنك والمغنيزوم والحديد في الحدود المقبولة لأعلاف الحيوانات المجترة)، كماأوضحت التحليلات وجود مستويات عالية من الكالسيوم وأكسالاتا لأملاح مما يجعل الصبار مستساغاً عندما يقدم كعلف للحيوانات. علف متوازن كما أن استخدام الصبار كعلف يساعد على التخفيف من الضغط على آبار المياه أثناء الصيف وفترات الجفاف حيث أشارت الأبحاث أن استهلاك الأغنام للمياه ينخفض إلى الصفر عندما تصل متحصلاتها إلى نحو300غرام وزن جاف من الصبار يوميا، ولابد من الإشارة بأن الصبار لايكفي وحده كعلف متوازن وبالتالي من الضرورة إضافة مواد غذائية ليفية (مثل القش والتبن والنتروجين). بيد أنه لايوجد له مثيل كعلف احتياطي خلال فترات الجفاف والظروف الطارئة وكذلك في المناطق قليلة الأمطار. كما يمكن الاستفادة من زراعة الصبار في منع انجراف التربة وبرامج الحد من التصحر وحماية البيئة. وللصبار استخدامات طبية وصيدلانية متنوعة، وهو مفيد في الوقاية من داء السكري والتقليص من حدة ارتفاع الدهنيات في الدم وتصفية الجهاز البولي وقرحة المعدة والاضطرابات المعدية، ويستعمل في تحضير مواد التجميل والزيوت المفيدة لمنع تساقط الشعر ومعالجة بعض حالات الصلع. وقد يكون الهدف من غراسة الصبار هو إنتاج الثمار وتعتبر فاكهة الصبار غنية بالأملاح المعدنية والفيتامينات المفيدة لصحة الإنسان، ويمكن تناولها طرية أوجافة أوتحويلها لعصير أو زيوت غذائية. كما تغرس نباتات الصبار أحياناً كنبات زينة أوكسياج حماية الأراضي الزراعية والطرقات وفصل الممتلكات أوحماية حظائر الحيوانات. تحسين الأمن الغذائي ويندرج هذا النشاط في اطار البرنامج الاقليمي لدول شبه الجزيرة العربية الذي يديره المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه بدولة الامارات. و يهدف الى تحسين الأمن الغذائي للدولة عبر تحسين الانتاج الحيواني بأعلاف ذات إنتاجية عالية وكفاءة كبيرة في استخدام مياه الري. وانطلقت الدراسة منذ أكثر من سنتين ونيف بجلب38 صنفا من الصبار تعود أصولها الى تونس، الجزائر، المغرب، ايطاليا، جنوب افريقيا والمكسيك. تمت عملية إكثار الألواح و غراسة الحقل التجريبي بمحطة الأبحاث الزراعية بدبا – الجميرة و ذلك لمقارنة تأقلم الأصناف مع الظروف البيئية لدولة الامارات وانتقاء أفضلها من حيث الانتاج والاستساغة والكفاءة في استخدام المياه. ومنذ سنة انطلقت تجارب أخرى بالتعاون مع جهاز ابوظبي للرقابة الغذائية حول الحاجيات المائية والسمادية للصبار تحت الظروف البيئية للمنطقة الغربية وذلك بمحطة الأبحاث ببني ياس. وتهدف الدراسة الى انتقاء الأصناف التي تتماشى أكثر من غيرها مع مختلف الخاصيات البيئية لدولة الامارات (تواتر الجفاف، ارتفاع الحرارة، الملوحة).