نقلت السفارة الألمانيّة أمس من مطار "رفيق الحريري الدّولي" 107 أشخاص من النازحين السوريين في لبنان، وافقت عليهم الحكومة الألمانية بناء على توصية من المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين. هؤلاء هم الدّفعة الأولى من أصل 5000 نازح سوري قبلت ألمانيا استضافتهم على مدى عام الى حين استتباب الأوضاع في سوريا. سوف يتم إدخال اللاجئين تحت ادارة" المكتب الفيدرالي الألماني للهجرة واللاجئين "ضمن ما يعرف ب" برنامج القبول الإنساني" المصمّم خصيصا لتسهيل دخول "اللاجئين الضعفاء " من لبنان الى ألمانيا لتأمين الحماية الفورية لهم حتى موعد عودتهم الى منازلهم بامان وكرامة او العثور على حلول دائمة بحسب ما قالت مصادر الأممالمتحدة. يساهم هذا البرنامج الألماني في الجهود الإنسانية المستمرة الهادفة الى تخفيف الآثار الناتجة عن الانتقال الكبير الى دول الجوار السوري التي تستضيف آلاف اللاجئين كما تقول رنا جابر خبيرة إدارة الطوارىء والأزمات. أقام هؤلاء النازحون في لبنان تحت رعاية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة بين حزيران وتموز 2013 وغادروا صباح أمس بيروت متوجهين الى "هانوفر" وكان في وداعهم السفير الألماني الجديد في بيروت كريستيان كلاجس. واعتمدت ألمانيا معايير معينة في اختيار من ستستضيفهم على أراضيها معطية الأولوية للنساء والأولاد وللعائلات التي لها أقارب في ألمانيا أو التي يوجد في عدادها مرضى. ضمّت دفعة أمس 20 رجلا و40 امرأة و35 ولدا، هؤلاء وصلوا الى مطار هانوفر وهم سينضمون في الأشهر الأولى من إقامتهم الى برنامج ثقافي اجتماعي مخصّص للاجئين السوريين يتيح لهم الإندماج ولو جزئيا في المجتمع الألماني والعثور على عمل. يقول أحمد والد الستة أطفال قبل توجهه الى الطائرة:" يبلغ ابني 22 عاما ويعاني من إعاقة جسديّة منذ الولادة ولديه قدرة محدودة على التحرك وهو عاجز عن تناول الطعام بمفرده، عندما هربنا من "الحسكة" العام الماضي لم نكن قادرين على نقل كرسيّه المتحرك معنا في الباص". يضيف بتأثر واضح:"حملته بين ذراعيّ منذ وصولنا الى لبنان أتمنى عندما نصل الى المانيا ان أستطيع الحصول على عمل لأؤمن له كرسياً جديداً لكي تكون له القدرة على التحرك باستقلالية كما يريد ". وعلمت "الرياض" أنّ 25 طائرة "شارتر" أخرى سوف تصل الى بيروت لتقلّ 3500 نازح وافقت على استضافتهم الحكومة الألمانية وستكون الدفعة الثانية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. بلغت أزمة النزوح في لبنان حدّا غير مسبوق مع وصول العدد الرسمي للسوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية الى 730 ألفا، وتزداد طلبات الهجرة من السوريين الى السفارات الأجنبية الموجودة في لبنان وقد بلغ عدد الطلبات التي استقبلتها السفارة الألمانية لوحدها 15800 طلب في عام 2012 وحده، وفي حين قبلت الولاياتالمتحدة الأميركية أخيرا استقبال ألفي نازح (ليس من لبنان فحسب) فإن مشاورات دبلوماسية حثيثة تنشط بين السفارات الأجنبية في دول الجوار السوري لكي يتمّ تقسيم هؤلاء ضمن "كوتا" معيّنة لكّل بلد بحسب حاجته الى اليد العاملة.