ببالغ الأسى والحزن الشديدين فقدت المملكة العربية السعودية رائد نهضتها، وقائد مسيرتها.. خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته. فقد كانت العشرون سنة الأخيرة مليئة بالأحداث والعواصف الإقليمية والدولية كالحرب العراقية والإيرانية وحرب تحرير الكويت وأحداث 11 سبتمبر 2003 بالإضافة إلى استمرار معاناة الشعب الفلسطيني من ظلم الاحتلال، ومع هذا كله؛ فقد استطاع بحكمته وحنكته بل وشجاعته أن يتجاوز كل هذه الأحداث ليوصل المملكة إلى هذه المكانة المتميزة التي ننعم بها الآن بين دول العالم كله، وبالأخص في العالمين العربي والإسلامي، انطلاقاً من السياسة الحكيمة التي تبناها المغفور له - بإذن الله- الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود والمبنية على الاعتدال والتروي في المواقف السياسية، ومواقفه القوية في إحقاق الحق للشعب الفلسطيني، لينال كامل حقوقه الشرعية وثبت ذلك للعيان في دعمه المتواصل دوماً وأبداً. ولقد كان للملك فهد - رحمه الله- جهود كبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين في كافة أقطار المعمورة، ويكفي تلك الأعمال الجبارة في توسعة الحرمين الشريفين وإنشاء مجمع لطباعة المصحف الشريف، والسهر على راحة الحجاج والمعتمرين ومتابعته للأجهزة المختصة لخدمة ضيوف الرحمن، وهكذا وبحق استحق هذا اللقب الرفيع- خادماً للحرمين الشريفين. وبعده أيضاً ازدهرت النهضة الصناعية والعمرانية في جميع أنحاء المملكة، وأصدر عدة مراسيم هامة، كالنظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الشورى، وتطور الكثير من الأنظمة للتوافق مع النهضة الشاملة للمملكة، ومن ذلك إصدار نظام التأمينات الاجتماعية الجديد مشتملاً على الكثير من المزايا للمشتركين بالنظام. وأتقدم باسمي ونيابة عن أفراد أسرة السويلم بخالص العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولولي عهده الأمين ولجميع أفراد الأسرة المالكة بهذا المصاب الجلل، وأرفع أكف الضراعة لرب العزة والجلال بأن يتغمد فقيد الأمة الملك فهد بن عبدالعزيز بواسع مغفرته ورضوانه، وأدعوا بكامل التوفيق والسداد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وأن يمدهما بعونه ويجعلهما ذخراً للإسلام والمسلمين، وأن يحفظ لهذا البلد المعطاء أمنه و استقراره إنه سميع مجيب. ٭ نائب محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية