دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى "عدم التغاضي" عن استخدام اسلحة كيميائية من قبل النظام السوري ودعم ضربة عسكرية ضد دمشق وذلك في كلمته الاذاعية الاسبوعية التي بثت السبت. وقال اوباما "لا يمكننا التغاضي عن الصور التي رأيناها عن سورية (...) لذلك ادعو اعضاء الكونغرس والحزبين الى الاتحاد والتحرك من اجل النهوض بالعالم الذي نريد العيش فيه، العالم الذي نريد تركه لاولادنا وللاجيال المستقبلية". ويسعى الرئيس الاميركي للحصول على موافقة الكونغرس لشن ضربات ضد سورية. ويبدأ الكونغرس الاثنين مع انتهاء عطلته الصيفية بحث الضربات ضد سورية ردا على الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 اغسطس في ريف دمشق والذي نسب اوباما مسؤوليته الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وحذر الرئيس الاميركي من ان "عدم الرد على مثل هذا الهجوم الفاضح سيزيد مخاطر رؤية اسلحة كيميائية تستخدم مجددا او ان تسقط في ايدي ارهابيين قد يستخدمونها ضدنا وهذا سيوجه رسالة كارثية الى الدول الاخرى، بانه لن يكون هناك عواقب بعد استخدام مثل هذه الاسلحة". وفي كلمته الاسبوعية ذكر اوباما بانه بصفته قائدا للقوات المسلحة هو يريد ضرب سورية ومعاقبة النظام. واضاف لكن "امتنا ستكون اقوى اذا تحركنا معا وستكون اعمالنا اكثر فاعلية. وذلك لطلب من اعضاء الكونغرس مناقشة المسالة والتصويت للسماح باستخدام القوة". ويعود اعضاء الكونغرس من عطلتهم الصيفية الاثنين الى واشنطن فيما اعلن مسؤول جمهوري كبير في مجلس النواب ان التصويت على الاذن باستخدام القوة في سورية سيحصل "خلال الاسبوعين المقبلين". ويلقي الرئيس الاميركي خطابا موجها الى الامة الثلاثاء. لكنه اقر بان اقناع اعضاء الكونغرس الاميركي بدعم تحرك عسكري ضد سوري سيكون "مهمة صعبة". وبحسب استطلاع للرأي اجرته صحيفة واشنطن بوست فان 224 من اعضاء مجلس النواب (من اصل 433) اتخذوا موقفا ضد التدخل او يميلون الى هذا الموقف. وهناك عدد كبير منهم، 184 نائبا، لا يزالون مترددين فيما يدعم 25 فقط توجيه ضربة لسورية. كما ان هذه الشكوك سائدة ايضا لدى المواطنين الاميركيين. وافاد استطلاع اجراه معهد غالوب ونشرت نتائجه الجمعة ان 51 بالمئة من الاميركيين يعارضون ضربات في سورية مقابل 36 بالمئة يؤيدونها. ونسبة المعارضين اكبر من تلك التي سجلت قبل اندلاع حروب الخليج (1991) وكوسوفو (1999) وافغانستان (2001) والعراق (2003). وفي كلمته الاسبوعية السبت قال اوباما انه يريد ضرب سورية ومعاقبة نظام الرئيس بشار الاسد. وقال "ذلك لم يكن هجوما مباشرا فقط على الكرامة الانسانية وانما كان تهديدا خطيرا لامننا القومي". واضاف "لهذا السبب اعلنت الاسبوع الماضي انني قررت، بصفتي قائدا اعلى للقوات المسلحة، بانه على الولاياتالمتحدة ان تقوم بتحرك عسكري ضد النظام السوري". وشدد اوباما الذي يواجه الرأي العام الاميركي المتشكك بعد اكثر من عقد من النزاعات التي تدخلت فيها واشنطن في الشرق الاوسط وافغانستان، على ان اي ضربة اميركية في سورية "لن تكون تدخلا مفتوحا" زمنيا. واوضح "هذه لن تكون مثل العراق او افغانستان. لكن يتم نشر قوات اميركية على الارض. واي عمل سنقوم به سيكون محدودا زمنيا وفي نطاقه وهدفه ردع الحكومة السورية عن استخدام الغاز الكيميائي ضد شعبها مجددا وخفض قدراتها على القيام بذلك".