عندما يولد الإنسان فإن عدد خلايا مخه تقدر بمائة مليار خلية عصبية. وفي العادة يكون مقياس ذكاء العقل البشري العادي هو (100)، أما الشخص العبقري فيصل إلى (160). ويستخدم الإنسان العادي حوالي 4% من إجمالي قدرته العقلية. وهنا فإنه من الممكن للإنسان أن ينمي ذكاءه أو قدراته العقلية من خلال 96% التي تكون جاهزة لتطويرها. ولهذا فإن الذكاء البشري ومهارات التفكير يمكن تطويرها من خلال التدريب، مع الاستفادة من العوامل البيئية. ولعل أهم أساس لتنمية الذكاء هو استخدام العقل استخداماً مستمراً وواعياً، فكلما زادت شبكات الاتصال في الدماغ، وتزايدت شبكات الأعصاب فيه، زادت كفاءة عمل الدماغ وبالتالي أمكن تنمية الذكاء عند الأطفال والكبار. ومن أهم وسائل تنمية الذكاء تنشيط وتفعيل الذاكرة من خلال القراءة والحفظ والفهم، ويأتي بعد ذلك اللعب الذي يتطلب المنطق والتخطيط ومزاولة التمارين الرياضية مثل المشي.. ثم يأتي النوم من أجل ترتيب الأفكار والذكريات واسترجاع المعلومات. وبالطبع فإن للتغذية الصحية المتوازنة دوراً مهماً في تغذية الدماغ وإمداده بالعناصر الغذائية الضرورية للذكاء وصحة الدماغ. وقد أثبت العلماء أن النشاط البدني يرافقه إنجاز كبير في القدرات الذهبية، حيث إن هذا النشاط يزيد من إفراز مجموعة من الهرمونات أو الناقلات العصبية، التي لها أثر جيد في تنمية الذكاء أو عمل الدماغ، مما يوضح صدق المقولة القديمة (العقل السليم في الجسم السليم). ومن أجل تنمية ذكاء الطفل ينبغي أن نخاطب الطفل ونناقشة بواسطة القراءة، وتحسين بيئة المنزل من أجل مزيد من المحفزات الإيجابية، والقراءة مهمة للطفل حتى قبل أن يتكلم، لأنه يتعلم، وهو صامت حسب ما أورده علماء جامعة جون هوبكنز في بحوثهم بمجلة العلوم (Science). ومن فوائد القراءة والتمارين الرياضية وحتى سماع الموسيقى الكلاسيكية، لأنها تبعد الإنسان عن الضجر، الذي يعد مثبطاً لتنمية الذكاء. ولابد أن يقوم المعلمون والمعلمات بإعطاء الدروس والواجبات التي تنمي عند الطلاب والطالبات، روح التحدي والمغامرة، ويجدون فيها اللذة والفائدة. ويقدر العلماء أن الشخص الأمريكي عندما يبلغ الخامسة والعشرين من العمر يكون قد قرأ على الأقل (100 مليون كلمة). ولا شك أن التدريب على القراءة، والتعرف على الحروف والكلمات والجمل يؤدي إلى تحسين وتنمية الذكاء، كما أن ذلك يحسن ويطور قدرة الإنسان على النجاح والتفوق. كما أن الطالب الذي يرسب في أحد الفصول الدراسية ويعيد الدراسة مرة أخرى يكون مشحوناً عاطفياً لينقذ كرامته ويستعيد ثقته بذكائه.. وسوف ينجح بإذن الله تعالى..