يعيش الفتى الهندي علي حسين البالغ من العمر 14 عاماً في جسد شيخٍ هرم.ويبدو علي و كأن عمره يفوق المئة عام وذلك بسبب إصابته بمتلازمة بروجيريا أو "الشيخوخة المتسارعة" التي جعلت جسده ينمو ثمان مرات أسرع من المعدل الطبيعي.وأدت هذه المتلازمة إلى وفاة خمسة من أشقائه كانوا من ضمن الثمانين شخصاً المصابين بهذا الداء في العالم.و من تبعات المرض أن يعاني المصاب به من اعتلال القلب والأوعية الدموية وتصلب المفاصل وفقدان البصر والشعر و تصلب الجلد وغيرها من العلل التي يحاول الصبي علي الصبر عليها بلا يأس أو قنوط من رحمة الله.ويأمل علي في اكتشاف علاج لهذه المتلازمة النادرة رغم أن التجارب السابقة أثبتت أن من في مثل حالته لا تتجاوز أعمارهم السن التي وصل إليها. ويقول علي مواسياً والديه نابي حسين خان - 50 عاماً و راضية - 46 عاماً "لست خائفاً من الموت و بمقدار أملي في إيجاد علاج لحالتي فإنني لا أرغب في أن يعيشا مزيداً من الألم و العبء برعايتي" . ورُزق والدي علي وهما أبناء عمومة من الدرجة الأولى بثمانية أطفال منذ زواجهما عام 1983 و قد توفي خمسة منهم بنفس الحالة الصحية التي يعاني منها علي الآن فيما سَلِمت شقيقتيه "سانجيدا - 20 عاماً وتشاندا - 10 أعوام من هذا المرض الذي لم يستطع الأطباء حين راجعوهم في البداية من تشخيصه والتعرف على أعراضه ربما بسبب ندرته وعدم ورود حالات سابقة مشابهة.واكتفى الأطباء بوصف بعض العلاجات العادية التي لم تجد نفعاً ومع تكرار معاناة أبنائهم من هذا الاضطراب الوراثي تكررت مراجعات الوالدين للأطباء الذين زادت حيرتهم من أعراض هذا الداء التي تبدأ بعدم القدرة على المشي والأكل بشكل طبيعي ثم تسارع النمو بطريقة عجيبة. ويقول الأب نابي -الذي لم تسمح له حالته المادية الفقيرة من زيارة أطباء مختصين- بأن عدم تمكن الأطباء في قريته من معرفة حقيقة المرض الذي يصيب فلذات كبده جعله يجهل ما يحصل لعائلته. ويضيف نابي بأنهم لو بينوا له منذ البداية أن السبب في ذلك وراثي لتوقف عن إنجاب المزيد من الأبناء لأنه استمر وزوجته لاعتقادهما أن السبب أمر خارجي لا علاقة له بكونهما أقارب من الدرجة الأولى ولرغبتهما في أن يحظيا بأطفال طبيعيين حتى جاء ذلك اليوم الذي تمكن فيه أحد الأطباء المتخصصين أخيراً من بيان الأمر بوضعه العام للزوجين وشرح لهما أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى علاج لحالتهما التي ينتج عنها ولادة أبنائهم مصابين بهذه الحالة الطبية النادرة. وعانى الأطفال الراحلين للزوجين صحياً واجتماعياً خلال فترة حياتهم القصيرة خصوصاً علي الذي توقف عن الذهاب إلى المدرسة بسبب ضعف صحته بشكل عام و عدم تمكنه من الاجتهاد أكثر في ذلك بالإضافة إلى سخرية الكثيرين من شكله ووضعه مما فاقم من حالة اكتئابه الناتجة عن علته العضوية والتي تتضاعف حين يتذكر أنها السبب في رحيل إخوته جميعاً عن الدنيا. الشيخوخة المتسارعة حولت الصبي علي حسين إلى شيخ هرم