يبدأ مطلع الأسبوع اللبناني بحركة سياسية وأمنية نشطة بعد دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى جلسة طارئة للمجلس الأعلى للدفاع مواكبة للمخاوف المتصاعدة من انكشاف أمني للبنان وسط أزمة حكومية ممتدّة منذ أشهر وتحذيرات شخصيات وازنة في قوى 14 آذار من أن "يحوّل النظام السوري لبنان الى رهينة للضغط على المجتمع الدّولي". ولاقت كلمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان استحسان القوى السياسية المختلفة وهو دعا "الى حكومة جامعة وعودة اللبنانيين الى طاولة الحوار الوطني من دون شروط مسبقة لإنجاز هذه الإستحقاقات". وأماطت كارثة طرابلس اللثام عن مأساة إنسانية وخصوصا لجهة غياب البنى التحتية الإغاثية التي ظهرت مدى بدائيّتها، وقد طلبت قوى الأمن الداخلي من ذوي الضحايا الخضوع لفحوص الحمض الريبي النووي (دي أن آي) بغية المساعدة في الكشف عن هوية بعض ضحايا الإنفجارين. في غضون ذلك شرعت الجهات المختصة بورشة لإزالة آثار التفجيرين الإرهابيين، وساد جوّ كئيب في المدينة زاد كآبته المسلحون الذين يجوبون شوارع المدينة مطلقين الرصاص غير آبهين بدعوات التعقّل وعدم الإنجرار الى الأمن الذّاتي. وقال مصدر طرابلسي مسؤول ل"الرياض": "ثمة محاولات سياسية حثيثة تجري من أجل تحصين البلد بالسياسة والأمن والمطلوب من الأفرقاء جميعهم تقديم بضع تنازلات بغية انقاذ ما تبقى كي لا ننجرّ الى قعر الهاوية". وأمس تفقدت النائب بهية الحريري بعض مستشفيات طرابلس وعادت جرحى التفجيرين الإرهابيين يوم الجمعة الفائت كما زارت الشيخ سالم الرافعي في منزله بحضور اللواء أشرف ريفي والشيخ زكريا المصري وعبدالغني كبارة. ونوّهت النائب الحريري بكلمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان معتبرة بأنها: "كلمة جامعة"، وواصفة سليمان بأنّه: "المواطن الكبير في دولة لبنان الكبير ونتمنى عليه دعوة اللبنانيين المنتجين في كل القطاعات للوقوف وقفة وطنية في الاول من سبتمبر ليكون يوما وطنيا جامعا لنبعث برسالة اطمئنان لاهل طرابلس والضاحية، بأن هناك مسؤولية جامعة لبقاء لبنان واستقراره متمثل فقط بالجيش اللبناني والقوى الامنية". وتابعت الحريري: "القضية ليست قضية مكان، الجريمة واضحة، وكل من يقوم بهذه الجريمة يستهدف البلد في شكل كامل، المستهدف الأول هي صيغة لبنان ورسالته، لذلك آن الأوان ليعيش اللبنانيون بأمان وسلام (...).