تواصلت التعازي في فقيد الأمتين العربية والإسلامية وفقيد المجتمع الدولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله -. ورصدت «الرياض» حزن الشارع العربي والإسلامي على الراحل الكبير الذي بلا شك - حسب من التقهم «الرياض» - سيترك أثراً خالداً متمثلاً في ذكراه العطرة مؤكدين أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - سيكون خير خلف لخير سلف كون ثوابت المملكة لا تتغير بل ستزداد قوة ورسوخاً. وقدم معالي وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمال خرازي تعازيه لحكومة خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي أصالة عن نفسه ونيابة عن الحكومة والشعب الإيراني في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -. ودعا خرازي في كلمة اوردها في سجل التعازي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران بالمغفرة والرضوان للملك فهد.. واصفاً العلاقات بين إيران والمملكة بأنها متينة ومتنامية في ظل قيادتي البلدين. وأعرب عن أمله بأن تتطور العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية أكثر فأكثر في المستقبل. إلى ذلك تقدم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بخالص وأحر التعازي إلى الأسرة المالكة الكريمة وإلى شعب المملكة بوفاة - المغفور له - الملك فهد بن عبدالعزيز. جاء ذلك في تصريح ل «الرياض» فيما يلي نصه: «اتقدم بخالص تعازي الحارة إلى أسرة الملك فهد وإلى شعب المملكة العربية السعودية. لقد كنت أكن كل الاحترام للملك فهد وقد عملت معه عن كثب بعد غزو الكويت من قبل القوات العراقية الغاشمة في العام 1990. وكان الملك فهد رجلاً يحترم كلمته دائماً وكان بالنسبة لنا حليفاً يمكن التعويل عليه دائماً وحليفاً مخلصاً. ولقد وقفنا معاً ضد الغزو العراقي للكويت عام 1990». وقال السفير الأمريكي السابق لدى المملكة، وايتش فاولر، إن من الواجب على كل أمريكي أن يذكر الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بالخير فقد كان حليفاً صادقاً للولايات المتحدة ولعب دوراً مهماً ضد الشيوعية وحرص على استقرار الوضع في منطقة الخليج. وقال السفير فاولر في حديث ل «الرياض»: «إن الملك فهد هو المهندس والمصمم الفعلي لنقل المملكة العربية السعودية لتصبح البلاد المتقدمة البالغة التطور التي نعرفها اليوم. إن الملك فهد، في الحقيقة، يجب أن يُذكر على أنه الحاكم الذي سعى إلى تحديث وتطوير بلاده وحث شعبه على التخلص من العزلة والانغلاق والانضمام إلى العالم الحديث. الملك فهد هو الباني للمؤسسات في المملكة العربية السعودية وهي المؤسسات التي تتطلبها الدولة الحديثة». وقال السفير وايتش فاولر عن الفقيد الكبير الملك فهد: «كصديق للولايات المتحدة، فإن قيادة الملك فهد ودعمه قد ساعدا على نجاح العديد من الأهداف المشتركة التي تربط بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية فمنذ أواخر السبعينات وحتى سقوط الاتحاد السوفياتي انتهج الملك فهد نهجاً يقوم على تعاون المملكة العربية السعودية مع الولاياتالمتحدة لدعم المجاهدين الذين يقاتلون الغزو والاحتلال السوفياتي لأفغانستان. وأيضاً، كان دعم الملك فهد هو العامل الأساسي الذي مكّن من حماية المملكة العربية السعودية وتحرير الكويت لذلك فالملك فهد، حقاً، رجل ذو بُعد نظر في القيادة وكانت له نظرة حكيمة بمرونة انتقال السلطة من بعده في المملكة إلى ولي العهد الأمير عبدالله الذي هو الآن ملك المملكة العربية السعودية». وختم السفير الأمريكي السابق لدى المملكة، وايتش فاولر، حديثه ل «الرياض» عن الفقيد العالمي - المغفور له بإذن الله - الملك فهد بن عبدالعزيز: «إن من الواجب على كل أمريكي أن يذكر الملك فهد بالخير فقد كان حليفاً صادقاً للولايات المتحدة ولعب دوراً مهماً ضد الشيوعية وحرص على استقرار الوضع في منطقة الخليج. و- مع الأسف - ان الكثير من الأمريكيين لا يدركون مدى إخلاصه في صداقته للولايات المتحدة في جوانب عديدة فالملك فهد وقف إلى جانب أكثر من رئيس أمريكي، ديموقراطياً كان أم جمهوريا، وسعى إلى استقرار السوق النفطية وضمان الامدادات العالمية من النفط كما أننا خضنا الحرب معاً. والملك فهد هو الذي وضع خطة منذ سنة 1981 لتحقيق السلام. إن الملك فهد كان صديقاً قوياً للولايات المتحدة وقائداً رفيعاً وعطوفاً تجاه شعبه». من جانبه وصف الممثل الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأممالمتحدة، السفير يحيى المحمصاني، الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - بالمدافع بعزم وإيمان عن الدين الإسلامي والقضايا العربية والإسلامية وأن وفاته خسارة كبيرة للعالمين العربي والإسلامي. وأبرزت الصحف الكندية مراسم تشييع جنازة الفقيد الكبير الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - حيث قالت واحدة من كبرى الصحف الكندية «الغلوب آند ميل Globe and Mail» في عنوان رئيسي: «مراسم تشييع جنازة الملك فهد اتسمت بالبساطة تمشياً مع روح المساواة التي يدعو إليها الإسلام». وقد أبرزت هذه الصحيفة وعدة صحف في كندا هذا الجانب من مراسم تشييع جنازة الملك فهد مركزة على ما تحمله في طياتها وما ترمز إليه من روح المساواة والتكافؤ عند الموت ومنوهة ببساطة الإجراءات التي احاطت بمراسم الدفن حيث ان قبر الملك فهد لا يتميز عن غيره من قبور العامة السعوديين العاديين. هذا وسبق أن أوفدت الحكومة الكندية وفداً إلى الرياض للتعزية في وفاة الملك فهد - طيب الله ثراه - وتشكل الوفد الكندي من نائبة رئيس الوزراء والمسؤولة عن الأمن العام والأمن المدني، آن مكللان، ووزير الخارجية، بيير بيتيغرو. ويعد هذا الوفد من أرفع المستويات التي تشارك في كندا في مناسبات كهذه. وقال وزير الخارجية اللبناني الأسبق فؤاد بطرس في حديث ل«الرياض» عن العلاقات السعودية - اللبنانية انها كانت علاقات ممتازة، السعودية بلد حاضن لكافة بلدان العالم العربي والعالم الإسلامي، لا تنسى أنها القبلة التي يحج إليها المسلمون من كافة الأصقاع والمكان الذي منذ القديم كانت تحل فيه مشاكل العرب. علاقات السعودية بلبنان لم تكن في يوم إلا ممتازة. وهذا يرجع إلى الحكمة التي يتمتع بها حكام المملكة وشعبها وعاطفتهم تجاه لبنان. واستطرد قائلاً قبل (الطائف الشهير) زرنا مدينة الطائف في المؤتمر الإسلامي العام 1980، وكانت للمملكة يومها مواقف صلبة جداً تجاه انهاء الازمة في لبنان، ولم يرض السعوديون يومها ان تستمر الحرب الى ما لا نهاية كانوا دعاة حوار وسلام بين كافة الاطراف المتنازعة. وصدرت عن قمة المؤتمر الاسلامي يومها قرارات حازمة بهذا الصدد. لم تتوقف الحرب ودخل عليها اطراف لم يكن المتوقع ان تدخل. في تموز 1982 ذهب بشير الجميل وكان رئيساً للجمهورية الى الطائف وكان للسعودية موقف حازم جداً من مسألة الحرب ومن (اسرائيل) كانت السعودية شديدة الحرص على لبنان وكذلك شديدة الحرص على عدم الدخول في علاقات مع (اسرائيل) كانت السياسات في المملكة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز مدركة بأن لبنان بلد صغير ويتحمل اكثر من طاقته ولكن في الوقت نفسه كانت شديدة تجاه الموضوع الاسرائيلي والفلسطيني. أذكر مرة في القاهرة بأني اصطدمت مع الفلسطينيين في أحد اجتماعات وزراء الخارجية، يومها وأنا خارج قال لي أحد الأمراء «أنت صاحب حق ولكن لا يمكننا أن نعطيك هذا الحق، أن تقف على أرض عليها الكثير من رغوة الصابون وكل من يقف معك معرض للسقوط معك». هذه الجملة تكفي للقول كم هي سياسة المملكة حكيمة، وأن الحكام السعوديين حكماء وأذكياء. وحول الدور السعودي البارز في انهاء الحرب قال: كان دور السعودية في الحرب اللبنانية هو انها كنت تجرب ان تحول دون الاسوأ وتسعى الى ضبط الامور وتسهيلها بحيث لا يكون هناك خلاف نهائي بل امكانية للحوار. اعتقد بأن السعودية لم تشارك يوماً في حروب الآخرين بل كانت دوماً مصدراً لتنفيذ سياسات وفاقية. وقال وزير الخارجية اللبنانية الاسبق لا شك لدي بأن عملية الانتقال التي تمت ودون تعقيدات كما تعودنا في العالم العربي، لا شك ان هذا الانتقال الهادئ للسلطة يعكس مدى التفهم والتفاهم الذي يعيشه الحكم في المملكة العربية السعودية. من جهته تحدث رئيس جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة والنّائب السّابق تمّام سلام عن الملك الرّاحل فهد بن عبد العزيز بحزن شديد، فهو يرى فيه خسارةً للبنان واللبنانيين، ويقول « لا شكّ أنّ خادم الحرمين الشّريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله كان يخص لبنان وشعبه بعاطفة خاصّة، إن كان من خلال مساعدته ودعمه لكل القضايا المهمّة في لبنان، وأبرزها قضيّة السّلام بعد 15 عاماً من الحرب، إلى احتضانه الشّباب اللبناني الذي هاجر إلى المملكة بأعداد كبيرة في فترة الحرب، لكسب الرّزق والعيش خلال تلك الفترة الصّعبة. أذكر أنّ الملك رحمه الله وقف إلى جانب لبنان بكل وفاء أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت في العام 1982، وأذكر في تلك الفترة أنّ والدي صائب سلام رحمه الله، اتّصل بجلالة الملك يطلب منه أن يتدخّل شخصياً للمساعدة في وقف النّار، حيث كانت بيروت تتعرّض لقصف وحشي من قبل العدو الإسرائيلي، فاتّصل الملك بالرّئيس الأميركي أنذاك رونالد ريغن، وطلب منه إنهاء هذا الوضع الشّاذ، وأن يتدخّل بإلحاح للإيقاف الغارات الجويّة على بيروت، وتوقّفت هذه الغارات بعد ساعات قليلة من اتّصاله رحمه الله. هذا الموقف هو احد المواقف الكثيرة تكرّرت بين المملكة ولبنان، حيث كان للمغفور له دور كبير في إرساء السّلم الأهلي، واحتضان اللبنانيين وهمومهم الوطنيّة». الى ذلك اعرب عضو كتلة تيّار «المستقبل» النّائب والوزيرالسّابق بهيج طبّارة عن حزنه بغياب خادم الحرمين الشّريفين المغفور له الملك فهد، الذي يرتبط اسمه بالسّلام في لبنان، يقول « اسم الملك فهد رحمه الله يرتبط في أذهان اللبنانيين وعقولهم وقلوبهم بعمليّة السّلام في لبنان وبنهاية الحرب وبداية مرحلة في تاريخ البلد اتّسمت بإعادة الإعمار والنّهوض الاقتصادي، بعد الحرب التي استمرّت 15 عاماً قطّعت أوصال البلد وتركته مثقلاً بالجراح والآلام والحزن والمتاعب. لا شك أن الملك فهد رحمه الله كان صاحب فضل كبير في الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب من خلال وثيقة الوفاق الوطني التي أصبحت تعرف اليوم باسم اتفاق الطّائف. في دمشق واصلت حشود المعزين بوفاة المغفور له جلالة الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله ومبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز توافدها إلى سفارة خادم الحرمين الشريفين في دمشق ، وقد تلقى طاقم السفارة وعلى رأسه السيد سعود الكاتب القائم بأعمال السفارة بالوكالة والاستاذ فواز الشعلان رئيس قسم الرعاية التعازي من الوفود الرسمية والشعبية والدبلوماسية وكان في مقدمة المعزين وفد رسمي سوري مؤلف من ثلاثة وزراء .. أياد مشنطط وزير الإسكان والتعمير محمد زياد الأيوبي وزير الأوقاف ، وهيثم جرعتلي وزير الدولة لشؤون السكان الذين قدموا العزاء باسم الجمهورية ا لعربية السورية واسم رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري وجاء في الكلمة التي كتبوها في دفتر التعازي « في هذا اليوم من أيام الحزن وبشعور الآسى العميق نودع فقيدا كبيرا وقائدا فذا خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك المغفور له فهد بن عبد العزيز رحمه الله .. ان رحيله خسارة كبيرة لوطنه وشعبه والأمة العربية والإسلامية .. لقد كان شخصية فذة حضن بلده وأمته بأخلاص وتفان وتحلى بالقيمة والأخلاق الحميدة وكان مثال القائد الملتزم الذي لم يثنه المرض عن متابعة مهامه حتى أيامه الأخيرة.. رحم الله الفقيد الغالي واسكنه فسيح جناته .. نعرب باسم حكومة الجمهورية العربية السورية نعرب لجلالة الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين والحكومة السعودية والشعب السعودي الشقيق عن أحر التعازي وصادق المواساة سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين التوفيق والسداد لما فيه مصلحة الأمة العربية والإسلامية ».