تشكل قضية علاج الفقر هاجساً كبيراً يحمله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله منذ ان كان ولياً للعهد. الملك عبدالله يملك شعوراً متدفقاً للوقوف على احتياجات الناس البسطاء والمعوزين، لا ينظر في هذه القضية مجالاً للدعاية وقد أقسم بالخالق سبحانه أنه حريص على ان ينال الفقير حقه حتى في الكشف عن عوزه وحاجته أمام الآخرين ممن أغناهم الله بالجاه والمال الوفير. لقد قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في زيارته التي ما ان يذكر الفقر ودعم الفقراء إلاّ وتعود للأذهان تلك المبادرة غير المسبوقة، قال في تلك الجولة التي قام بها رعاه الله لأحياء ومساكن الفقراء بالرياض: «جئت لتسليط الضوء على مشكلة الحاجة التي تجعل بعض المواطنين يعانون ظروفاً حياتية قاسية». ثم وجه أيده الله وأمر بالتنفيذ «استراتيجية شاملة لعلاج الفقر» من خلال تحديد مفهومه وخطه بالمملكة وتكوين معلومات حوله والعمل على علاج الفقر وفقاً لأسس وضوابط هذه الاستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر. ثم أعقب، ذلك العديد من الجوانب العملية حيث وجه حفظه الله الله بتخصيص «ملياري ريال» للاسكان الشعبي، وإنشاء «الصندوق الخيري لمعالجة الفقر». واستقبل رعاه الله مؤخراً فريق العمل المكلف بوضع الاستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر برئاسة معالي وزير الشؤون الاجتماعية الأستاذ عبدالمحسن العكاس. الفريق الذي أكد تنفيذ ما وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منوهاً بأن الزيارة التي قام بها حفظه الله لبعض الأحياء الفقيرة في شهر رمضان من العام 1423ه . كانت نقطة تحول في معالجة الفقر حيث صدر بعدها العديد من القرارات الحكيمة ومنها تكون فريق عمل الاستراتيجية. وأكد الوزير العكاس بأنه تم الانتهاء من اعداد الاستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر بالمملكة بصورتها النهائية وكذا الدراسات والتقارير التفصيلية لها والتي يبلغ عددها (19) دراسة وتقريراً مشيراً إلى ان الاستراتيجية شملت بيانات ومعلومات تفصيلية حول الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية بالمملكة، كما حددت مفهوم الفقر وخطوطه ومؤشراته وتوزعه في مناطق المملكة، وكذلك الجوانب الاقتصادية كمعدلات البطالة والأجور وأوضاع المساكن مبيناً ان الوقت الذي استغرقه الفريق لاعداد الاستراتيجية يقدر بحوالي 24 شهراً ثم تسلم - حفظه الله - نسخة من الاستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر بالمملكة. وأكد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للفريق أنها ستكون محل عنايته وداعياً لبذل مزيد من الجهد لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه الاستراتيجية. وماذا بعد؟ كثير من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية ما ان تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم إلاّ وهي تؤكد وتشير لهذه المبادرة والسمة التي قام بها رعاه الله عبر هذه الآلية التي يترقب الكثيرون إلى الخطوات العملية لها والتفاؤل الكبير في اسهامها في معالجة الفقر عبر أسلوب دقيق يعتمد على الحقائق والآليات الشاملة التي تكفل بعلاج الفقر ليس بالمال فقط وإنما بأن يتم تحويل الفقير وأسرته إلى عضو فاعل في مجتمعه والأيام القادمة بحول الله ستؤكد ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله يرى ان المواطن حتى وان كان فقيراً فإنه ثروة وطنية له حقوق وعليه واجبات وان على القائد والمواطن حقاً لهؤلاء وان نصيبهم لن يتم تجاهله أو نسيانه مع النظرة لتطوير المشاريع والتنمية والحضارية الشاملة.