قد يظن قارئ العنوان أن تلك المعاناة قد استمرت أمدا طويلا، ولكنها معاناة قصيرة الأجل لم تستمر إلا دقائق معدودة؛ فمنذ الصباح الباكر ذهبت أنا وخطيبتي ووالدها إلى أحد المستشفيات بالمنطقة الشرقية وعند وصولنا إلى المستشفى كنا من أوائل الناس تقديما لاوراق الفحص قبل الزواج، فابتهجنا بهذا الفوز كوننا من أوائل الناس، فانتظرنا قليلا وكان قلبي يخفق والبرد يهز أطرافي مما ساعد على (وضع الاهتزاز). ثم نادي المختص باسمي فدخلت بكل شموخ وثقة- وكما يقال: (من برا الله الله ومن داخل يعلم الله) فجلست على الكرسي المخصص لسحب الدم، كنت مبتسما والمختص قد وخزني بالإبرة ولكن كانت النتيجة على غير المتوقع فلم يخرج من جسمي دم، فتعجب المختص وتعجبت، فقال: لعلي لم أصل إلى الوريد، هات يدك الأخرى وعلى ظاهر الكف وخزني بإبرة أخرى ولكن النتيجة مثل تلك الأولى، فقلت مازحا: لعله لايوجد بي دم، فقال؛ لا، انتظر قليلا، بعدها وخزني بإبرة ثالثة ولكن النتيجة مثل تلك الأولى والثانية.. أما خطيبتي فقد وخزت أربع وخزات من المختصة في قسم النساء فكانت أشجع مني في قوة التحمل وأكثر مني في عدد الوخزات.... قالوا لنا: انتظروا قليلا فانتظرنا، ثم اتي الجواب بعد مداولات ومشاورات بأن في المختبر الآخر هناك مختص ومختصة من دولتين اسيويتين لعلهم يجدوا لكم حلا.... ذهبنا بالسيارة وعلامات التعجب لاتفارقنا جميعا- هناك ياس ولكن يأس من رحمة الله-، قلت لوالد خطيبتي: «تصدق يمكن ماعندنا دم»، ولعل هذه الصفة أو الفصيلة المميزة فينا لم تسجل لدى هيئة المواصفات والمقاييس ولم تعرض في السوق لعلها تدر علينا أرباحا هائلة..... دخلنا المختبر الآخر فدخلت هي على المختصة ودخلت انا على المختص ومن أول وخزة خرج الدم فتنفسنا الصعداء ولكن يبقى الفوز لخطيبتي فهي أكثر مني أهدافا- عفوا- اقصد وخزات، والحمدلله على السلامة.... ولكن يبقى سؤال موجه إلى من يهمه الأمر في وزارة الصحة: إلى متى يكون المواطن حقل تجارب لمختصين من جلدتنا ليس لديهم الخبرة حتى في سحب الدم بالابرة؟؟؟؟