أكّد خبراء على أنّ العلاقة بين الزوجة وبين أهل الزوج تحتاج إلى الكثير من حسن الظن والاستعداد للتغاضي عن الأمور الصغيرة، حتى ترسو الحياة الزوجية على بر الأمان، ناصحين الزوجة بالتماس العذر لأهل الزوج في أي إجراء وتصرف؛ لأنّ هذا السلوك يجعلهم يوقنون بأنّ زوجة ابنهم جزء منهم. وعلى الرغم من أنّ هناك العديد من الزوجات ممن تحاول بقدر الإمكان التعامل مع أهل زوجها بالشكل الإيجابي الذي قد يكسبها محبتهم، إلاّ أنّ إيجابيتها قد تنقلب ضدها وتكون ضحية لهذا التعامل، بدايةً من الوقوع في المشاكل الزوجية، وانتهاءً بالطلاق!، عكس بعض النساء ممن أدركن أنّ التعامل مع أهل الزوج يتطلب سياسات وفنونا تكسبها احترامهم واحترام زوجها لها. أخوات زوجي وبيّنت "يسرى التميمي" -متزوجة منذ ثلاث سنوات- أنّ علاقتها مع أهل زوجها جيدة، حيث انّهم يعاملونها كابنتهم، لكن مع مرور الوقت لاحظت تغيرات من أخوات زوجها داخل المنزل الذي يعيشون فيه سوياً، حيث انهن أصبحن لا يرغبن بالتحدث معها، وينفرن منها، مشيرةً إلى أنّها لا تدري ما السبب، لافتةً إلى أنّها حاولت معرفة مبررات نفورهن، لكنها لم تستطع، وهو ما دعاها تلتزم الصمت وتبتعد عنهن قليلاً، عل وعسى أن تتغير طباعهن، إلاّ أنّ ابتعادها لم يجد نفعاً، وأصبحن يكرهنها أكثر من قبل، ويتصرفن بشكل غير لائق معها؛ مما دعاها تشتكي لزوجها، الذي -مع تكرار الشكوى- بدأ ينتقدها على عدم تحمل أهله!. إثارة المشاكل ورأت "غالية الشمري" -مطلقة- أنّ التهيئة قبل الزواج أمر ضروري للفتيات، خصوصاً فيما يتعلق بكيفية التعامل مع أهل الزوج، ومحاولة كسبهم، مضيفةً: "على الرغم من أنني كنت أعيش حياة هادئة مع زوجي وأهله، إلاّ أنّها وبظرف سنة انقلبت رأساً على عقب، إذ أنني لم أعد أطيق أهله وتصرفاتهم من دون أدنى سبب!، كما كنت أتحين الفرص لإثارة المشاكل مع والدة زوجي؛ مما جعله يعيد النظر في علاقتنا، كذلك كنت أعاني النقص في التعامل مع أهل زوجي، وكانت تنقصني الخبرة!، وهدفي هو كسب زوجي فقط لصالحي، ولم أكن أعلم أن ذلك سيؤثر على علاقتي معه". دورات تدريبية وأوضح "ثامر الزايد" -متزوج منذ خمس سنوات- أنّ هناك من الزوجات من تتعامل مع أهل زوجها بشكل إيجابي، ينعكس على علاقتها مع شريك حياتها، حتى ولو كانت لا تطيق ذلك، فمن أجل استمرار الحياة يجب أن تصبر وتحتسب، مبيّناً أنّ من الزوجات من تتعامل بشكل سلبي قد يتسبب في انهيار أسرتها، والتفرقة بينها وبين زوجها؛ بسبب عدم معرفتها التعامل مع أهل زوجها، إذ تراها لا تبالي بهم أو لا تعيرهم اهتمامها؛ مما يفقد الزوج استمرارية احترامه لها، بسبب تعاملها مع أهله، مضيفاً: "التهيئة قبل الزواج ضرورية جداً، ومن المهم تنظيم دورات تدريبية على أيدي مختصات للتعريف بالتعامل مع أهل الزوج، والطرق المتبعة في ذلك، وتقديم النصح والمشورة للزوجة". غيرة الزوجة وقالت "نورة البقعاوي" -مشرفة تربوية بتعليم حائل-: "على الرغم من كل الكلام المخيف الذي يدور حول أهل الزوج وسوء معاملتهم لزوجة ابنهم؛ ظهرت في الآونة الأخيرة نماذج نسائية ناجحة في هذه العلاقة، وهناك أمل كبير بأن تحقق الزوجة النجاح في استمرار علاقاتها مع زوجها وأهله، وما عليها سوى التخلص من الأفكار السلبية، التي تدور حول رغبتهم في التخلص منها، أو إيذائها، ومن الطبيعي أن تشعر أم الزوج بالغيرة من زوجة ابنها التي أخذته منها، لكن من غير الطبيعي أن تشعر الزوجة بالغيرة من أمه، فغيابه عند أمه أفضل بكثير من غيابه مع زوجة أخرى!، وعلى الزوجة أن لا تهتم لهذا الأمر ولا تبدأ التعارك عليه، وأن تتأكد تماماً أنّه كلما تعلقت به، وحرصت على منعه عنها، كلما تشبثت هي أيضا به". وأضافت "نورة": "على الزوجة أيضاً أن تشعر أخوات زوجها أنّها واحدة منهن، ولا تتكبر أو تتعالى عليهن، وأن تأكل وتجلس معهن، وتتسوق بصحبتهن، ليرتاحوا لها، ويندمجوا معها، وإن كن لا يفضلن تواجدها فلا تفرض نفسها عليهن، ولا تتحامل على قرارهن، بل تتعامل مع الأمر بكل بساطة، فكل انسان من حقه أن يقرر أسلوب حياته"، ناصحةً الزوجة أن لا تتحدث بالسوء عن زوجها أمام أهله، حتى لو تحدثوا عنه بذلك، ولا تشاركهم الحديث، وأن تكتفي بالاستماع، كما يجب عليها أن لا تعلق على الأمر ولا تنتقدهم، مشددةً على ضرورة أن تتجمل الزوجة دائماً أمام أهل زوجها مع عدم المبالغة في ذلك، والاهتمام بالنظافة، وحسن الطلة، والابتسامة المشرقة، معتبرةً أنّ كل ذلك يؤثر على علاقتها معهم، ويجعلهم يكنون لها الاحترام، منوهةً بضرورة التهيئة قبل الزواج، من قبل الأم أو أقارب الفتاة، حتى لا تقع بعد الزواج في مشاكل مع أهل زوجها.