ببالغ من الحزن والأسى استقبل الاكاديميون بالعاصمة المقدسة خبر وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله معبرين ل«الرياض» عن عظيم حزنهم برحيل القائد الفهد الذي أفنى عمره في خدمة دينه ثم وطنية وشعبه. بداية تحدث معالي الدكتور راشد الراجح رئيس نادي مكة الثقافي الأدبي نائب رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وعضو مجلس الشورى السابق ومدير جامعة أم القرى سابقاً: أن الملك فهد بن عبدالعزيز يعد من عظماء الرجال القلائل الذين تركوا بصماتهم على جلائل الاعمال في سبيل خدمة دينهم ثم بلادهم وابناء وطنهم وابناء الامة العربية والاسلامية ومن الصعوبة بمكان ان نعدد تلك الاعمال العظيمة سواء في مجال التربية والتعليم أو في مجال الاقتصاد والادارة وكذلك في مجال التجارة والصناعة وغير ذلك من الانجازات الكبرى ومن اهم ذلك عمارة المسجد الحرام وعمارة المسجد النبوي الشريف وغير ذلك من المؤسسات العلمية كالجامعات والمعاهد والمراكز العلمية والتدريبية والفنية ومن ذلك اهتمامه لجامعة أم القرى حيث وجدت الجامعة منه (يرحمه الله) كل الدعم والمساندة فقد زار الجامعة مرتين واعتمد خططها ومشاريعها وكذلك له انجازات عظيمة على المستوى السياسي ففي عهده صدرت أنظمة الأربعة وهي نظام الحكم ونظام مجلس الوزراء ومجلس الشورى ونظام المناطق والمحافظات وكان يفتخر رحمه الله بالانفاق على مشاريع الخير في مكةالمكرمة ويقول ان النفقة فيها مخلوفة وهي قربة لله سبحانه وتعالى. وتحدث معالي مدير جامعة ام القرى الدكتور ناصر بن عبدالله الصالح فقال لقد رحل الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بعد مسيرة عظيمة من العطاء المتواصل خلال أربعة وعشرين عاماً ترك فيها تاريخاً مشرفاً وانجازات عظيمة يعجز اليراع عن تسطيرها وقد تحقق في عهده تطور كبير وملحوظ في شتى المجالات وحقق للمملكة مكانة كبرى على المستوى العالمي وفي مجال السياسة الخارجية كان يرحمه الله يحمل قضية فلسطين ويوليها اهتمامه ويسعى لاتخاذ القرارات المناصرة لها ولا ننسى مواقفه العظيمة من قضية افغانستان وقضية الصومال وقضية لبنان وقضية البوسنة والهرسك وموقفه العظيم والمشهود من قضية غزو العراق للكويت وفي مجال خدمة الإسلام والمسلمين أولى عناية خاصة في الحرمين الشريفين وقدم لهما اكبر توسعة في التاريخ وسعى لاقامة اكبر وقف في التاريخ على الحرمين الشريفين كما أنشأ مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية وبنيت في عهده العديد من الجوامع والمساجد والمراكز الإسلامية في كثير من دول العالم. وفي مجال التعليم كان يرحمه الله رائد التعليم الأول وأول وزير للمعارف وحظيت جامعة ام القرى في عهده باهتمام خاص حيث قام بوضع حجر الاساس لمدينتها الجامعية بيده الكريمة كل ذلك وغيره من الانجازات العظيمة تجعل من الجميع متذكرين لمآثر الملك الراحل ومسيرته الحافلة بالعطاء والانجازات وسيذكر الجميع هذه الانجازات على الدوام ولاشك ان الجميع يحزن لفراقه ولكنا لا نقول إلا ما يرضي الرب {انا لله وانا اليه راجعون} وخالص الدعاء لله تعالى بأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وان يعينه على تحمل المسؤولية ويسدد على طريق الخير والحق خطاهم. كما تحدث الدكتور حسن بن علي الأهدل مدير عام الإعلام والنشر برابطة العالم الإسلامي فقال لاشك بأن وفاة خادم الحرمين الشريفين لها وقع نفسي شديد على الجميع لماعرف عنه من إخلاص وعمل دؤوب لكي تكون المملكة في مقدمة دول العالم رقيا وحضارة ولقد خطت المملكة العربية السعودية في عهده خطوات واسعة في شتى المجالات التعليمية والاجتماعية والسياسية والحضارية وأولى الكثير من الجهد والعطاء لمواضيع بناء الإنسان السعودي والاهتمام بالتعليم الأكاديمي والتعليم النظامي والقضاء على الأمية ومحاربة الجهل حتى غدت فصول ومدارس التعليم منتشرة في كل مكان من انحاء هذه البلاد وستظل انجازات الملك فهد في شتى المجالات شاهدة على عطاء الرجال فرحم الله الفهد واسكنه فسيح جناته والهم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأسرة المالكة والشعب السعودي الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون. كما تحدث الدكتور محمد شكري زمزمي عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى قائلاً: رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي أعطى الكثير من العطاء لشعبه وأمته الإسلامية والعربية والذي سطره التاريخ بمداد من الفخر والإعجاب فدعم كل القضايا الإسلامية والعربية والإنسانية في العالم اجمع و امتدت يد الخير والعطاء السعودية تقدم العون والمساعدة لكل بني الإنسان مجسدة القيم العالية والعظيمة للدين الإسلامي الحنيف القائمة على التسامح والمحبة بين شعوب العالم اجمع وقد حظيت الجامعات السعودية بالاهتمام الكبير من قبل الملك فهد وحظيت جامعة ام القرى بدعم خاص منه فقد وضع بيده الكريمة - يرحمه الله - حجر الاساس لمدينتها الجامعية الجديدة وهاهو البناء يكتمل شامخاً فرحم الله الملك فهد وبارك الله لنا في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.