يعتبر قطاع الصناعات البتروكيماوية بوجه عام من القطاعات الحيوية والاستراتيجية المهمة بالاقتصاد السعودي فهو ذو تأثير هام وجوهري على مستوى الناتج المحلي فصادرات هذا القطاع تحتل المرتبة الثانية بعد الصادرات النفطية للمملكة خلال السنوات الماضية، أما فيما يخص شركات هذا القطاع المدرجة تحديداً فتبرز أهميتها من حيث التأثير النسبي الكبير لحجمها بالسوق سواء كان ذلك من حيث حجم رأس المال المصدر الذي يعادل 21,35% من السوق أو سواء كان ذلك للقيمة السوقية القابلة للتداول والتي تعادل 21,81% من القيمة السوقية القابلة للتداول للسوق ككل أو حتى من حيث الربحية المحققة مقارنة بربحية السوق والتي تعتبر ذات حساسية عالية تبعاً للتغير في أسعار منتجات الشركات المكونة لهذا القطاع بالسوق العالمية والتي تمثل 31.20% من أرباح الربع الثاني للسوق هذا العام . صافي الدخل يعادل 11% من حجم المبيعات .. و«سافكو» تحقق أعلى عائد على حقوق المساهمين وبعد المقدمة البسيطة عن القطاع نستعرض بشكل مختصر نتائج الشركات المدرجة بقطاع الصناعات البتروكيماوية بالسوق المالية السعودية (تداول) حيث حققت شركات القطاع أرباح تبلع حوالي 7,957 مليون ريال خلال الربع الثاني من هذا العام وبما يعادل 31,20% من أرباح السوق الكلية مقابل حوالي 7,225 مليون ريال للربع المماثل من العام الماضي أي بنسبة ارتفاع بحدود 10%. في حين أنها تراجعت 1% مقارنة بالربع السابق والتي بلغت فيه أرباحها حوالي 8,044 مليون ريال. أما على الأساس النصف سنوي فقد حققت شركات القطاع أرباحا تبلغ حوالي 16 بليون ريال مقارنة بحوالي 17,03 بليون ريال أي بنسبة انخفاض عند حدود 6%. ومن ناحية أخرى فقد كانت التوزيعات النقدية عن النصف الأول من هذا العام بشركات القطاع تبلغ حوالي 8,946 مليون ريال وبما يعادل حدود 56 % من الأرباح المحققة بالنصف الأول . وبعد هذه المقدمة البسيطة نستعرض أهم ملامح قائمة الدخل للشركات المدرجة بهذا القطاع خلال الربع الثاني من عام 2013م والتي يوضحها الجدول. نلاحظ من الجدول أن شركات قطاع الصناعات البروكيماوية المدرجة بالسوق المالية السعودية قد حققت مبيعات تبلغ حوالي 74,6 بليون ريال خلال الربع الثاني من عام 2013م وقد بلغت تكلفة هذه المبيعات حوالي 57,8 بليون ريال مما يعني أن هامش الدخل المحقق يبلغ حوالي 16,8 بليون ريال وهو ما يعني أن هامش الدخل لها يبلغ 23% من حجم مبيعاتها. كما أنها حققت أرباحا تشغيلية تبلغ حوالي 12,5 بليون ريال وهو ما يعادل 17% من حجم مبيعاتها. وبعد أن نأخذ المصاريف والإيرادات غير التشغيلية ومخصص الزكاة والضرائب وحقوق الأقلية المحمل على الربع نجد أنها استطاعت تحقيق صافي ربح يبلغ حوالي 7.96 بلايين ريال وهو ما يعادل 11% من حجم مبيعاتها. وحتى نحقق الاستفادة القصوى من المعلومات المدرجة بالجدول السابق نستعرضه بطريقة أخرى كي يتسنى لنا معرفة أداء شركات هذا القطاع بعمق أكبر. والآن يمكن استخلاص النتائج التالية : أن تكلفة المبيعات تعادل 77% من حجم مبيعات شركات قطاع الصناعات البروكيماوية المدرجة وأن سافكو قد حققت أدنى معدل تكلفة لمبيعاتها عند 34% من حجم المبيعات بينما نجد كيان قد حققت أعلى معدل تكلفة لمبيعاتها عند 101% من حجم المبيعات ولهذا انعكاس مباشرة على هامش الدخل حيث حققت الشركات هامش دخل يبلغ 23% من حجم المبيعات وقد احتلت سافكو أعلى معدل هامش دخل عند 66% من حجم مبيعاتها بينما حققت كيان هامش دخل سلبيا عند 14% من حجم مبيعاتها. أن الدخل التشغيلي يعادل 17% من حجم مبيعات شركات قطاع الصناعات البروكيماوية المدرجة وأن سافكو قد حققت أعلى معدل دخل تشغيلي عند 64% من حجم المبيعات بينما نجد أن نماء قد حققت أدنى معدل دخل تشغيلي عند 5% من حجم المبيعات بينما حققت كل من كيان وبترورابغ هامش دخل تشغيلي سلبي كما يوضح الجدول. أن صافي الدخل يعادل 11% من حجم مبيعات شركات قطاع الصناعات البروكيماوية المدرجة وأن سافكو قد حققت أعلى معدل صافي دخل عند 70% من حجم المبيعات بينما نجد أن كيمانول قد حققت أدنى معدل صاف دخل عند أقل من عشرين بالمئة من حجم المبيعات بينما حققت كل من كيان وبترو رابغ هامش صافي دخل سلبيا كما يوضح الجدول. إن ربح السهم الصافي للربع الثاني يبلغ 0,87 ريال لقطاع الصناعات البتروكيماوية المدرجة وأن شركة سافكو قد حققت أعلى ربح للسهم الواحد عند 2,08 ريال لكل سهم من أسهم الشركة بينما نجد أن كيمانول قد حققت أدنى ربح للسهم الواحد عند أقل من واحد بالألف ريال لكل سهم من أسهم الشركة في حين أن كل من كيان وبترورابغ قد حققت صافي خسارة للسهم الواحد كما يوضح الجدول. إن العائد على حقوق المساهمين أول الربع للربع الثاني يبلغ 3,4% بقطاع الصناعات البتروكيماوية المدرجة وأن شركة سافكو قد حققت أعلى عائد على حقوق المساهمين أول الربع عند 7% بينما نجد أن كيمانول قد حققت أدنى عائد على حقوق المساهمين أول الربع بنسبة هامشية تكاد لا تذكر. في حين أن كل من كيان وبترورابغ قد حققت حققت عائد سلبي على حقوق المساهمين أول الربع كما يوضح الجدول. أن القيمة الدفترية للسهم الواحد بنهاية الربع الثاني تبلغ 25,26 ريالا لقطاع الصناعات البتروكيماوية وأن السهم الواحد لشركة سابك الأعلى في شركات القطاع من حيث القيمة الدفترية عند 49,81 ريالا بينما نجد أن السهم الواحد لبتروكيم الأدنى في القطاع من حيث القيمة الدفترية عند 8,74 ريالات. وخلاصة القول .... يعتبر هذا القطاع من القطاعت الاستراتيجية وهذا يحتم علينا مراقبة الظروف المواتية وغير المواتية لهذا القطاع كي نتمكن من تمييز الفرص السانحة بانتقائية أكثر والبحث عن شركات القطاع التي تحقق نسب إجمالي ربحية إيجابية وعالية ونسب دخل تشغيلي إيجابية وعالية ونسب صافي أرباح إيجابية وعالية وكذلك البحث عن المشاريع الجديدة التي سوف تحقق عوائد مجزية لربحية الشركات والتي حتماً ستنعكس على أسعار أسهمها عند تحسن عمليات التشغيل لتحقق الاهداف الاستثمارية في تنمية المدخرات ولحد من التعرض لمخاطر تقلبات السوق. إخلاء المسؤولية .... أود لفت الانتباه بأن هذا التحليل يعتبر تثقيفيا وتوعويا فقط لا غير ولا يعتد به كتوصية تعامل في أي ورقة مالية أو اتخاذ أي قرار استثماري. كما يعتبر أي تعامل في أي ورقة مالية يتخذه القارئ بناء على هذا التحليل سواء كان كلياً أو جزئياً هو مسؤوليته الكاملة وحده فليس الهدف من هذا التحليل أن يستخدم أو يعتبر مشورة أو خيار أو أي إجراء آخر يمكن أن يتحقق مستقبلا. لذلك فأنا أنصح بالرجوع إلى مستشار استثماري مؤهل قبل الاستثمار في أي ورقة مالية. كما أن شركات القطاع التي وردت بهذا التحليل بناء على دراسة نتائجها المالية الأولية للربع الثاني من عام 2013م تدخل ضمن إطار إخلاء المسؤولية. محلل مالي*