أظهرت بيانات صدرت الأربعاء الماضي أن عدد العاطلين عن العمل في منطقة اليورو تراجع في يونيو للمرة الأولى منذ أكثر من عامين في الوقت الذي استقر فيه معدل التضخم خلال تموز/يوليو الحالي عند مستوى 6ر1% دون تغيير. وتعطي هذه البيانات مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي فرصة لالتقاط الأنفاس لمراجعة السياسة النقدية في ظل استبعاد اتخاذه أي قرار بشأن تغيير سعر الفائدة. في الوقت نفسه يتوقع المحللون اتخاذ البنك مزيدا من الخطوات خلال الفترة المقبلة لتعزيز الثقة في منطقة اليورو. وقال المحلل في مجموعة كابيتال إيكونوميكس للأبحاث الاقتصادية جوناثان لوينز: مع استمرار معدل البطالة مرتفعا في أماكن عديدة بمنطقة اليورو واستمرار ضغوط التضخم ضعيفة بشكل عام فإن هناك مبررا قويا أمام البنك المركزي الأوروبي لتبني سياسات تحفيزية لكي يحافظ على المؤشرات البسيطة للتعافي في المنطقة. أما كليمينت دي لوشيا من بنك بي.إن.بي باريبا الفرنسي، فقال: التعافي لم يقف بعد على أقدام ثابتة ولا نتوقع أن يتخلى البنك المركزي الأوروبي عن سياسة الموائمة النقدية. يذكر أن منطقة اليورو التي تضم 17 دولة من دول الاتحاد الأوروبي تخوض معركة ضد أزمة الديون الطاحنة منذ أكثر من 3 سنوات، وأن معدل البطالة في منطقة اليورو يرتفع بصورة مطردة منذ منتصف 2011 حتى وصل إلى مستوى قياسي قدره 1ر12%. في الوقت نفسه استقر معدل البطالة خلال يونيو الماضي عند نفس مستواه منذ أربعة أشهر بحسب البيانات الصادرة عن وكالة الإحصاء الأوروبية. وبلغ عدد العاطلين 27ر19 مليون عاطل في منطقة العملة الموحدة التي تضم 17 دولة بما يقل بمقدار 24 ألف شخص مقارنة بشهر مايو، وفقا لمكتب الإحصاء الأوروبي. وقال المكتب إن المرة الأخيرة التي انخفض فيها الرقم كانت في أبريل عام 2011، وظل عدد العاطلين يتزايد بشكل ثابت منذ ذلك الحين. وظل معدل البطالة لشهر يونيو عند مستوى مرتفع بشكل قياسي عند 1ر12% للشهر الرابع على التوالي. وكان "يوروستات" يتوقع الشهر الماضي أن يرتفع المعدل إلى 2ر12% في مايو، لكن عدل ذلك الرقم بالتراجع. وفي يونيو، كان هناك 53ر3 ملايين عاطل ممن تقل أعمارهم عن الخامسة والعشرين في منطقة اليورو، ليصل معدل البطالة بين الشباب إلى 9ر23%، وفقا ليوروستات. وسجلت النمسا وألمانيا أدنى معدل بطالة في المنطقة، بينما واصلت اليونان وإسبانيا تسجيل أسوأ معدل. وفي الاتحاد الأوروبي الأوسع الذي يضم 28 دولة، تراجع معدل البطالة إلى 9ر10% مقارنة مع قراءة معدلة عند 11% في مايو، وبلغ عدد العاطلين عن العمل في الاتحاد الأوروبي حوالي 42ر26 مليون عاطل خلال يونيو، بتراجع قدره 32 ألف شخص عن الشهر السابق عليه. وقال بيتر فاندين هوته المحلل الاقتصادي في آي.إن.جي بنك: مستوى البطالة الحالي ما زال يمثل تهديدا لاستقرار منطقة اليورو حيث تواجه الأسر صعوبة في سداد أقساط قروضها العقارية. ويتوقع محللون آخرون أن يعود معدل البطالة إلى الارتفاع قريبا حيث يقول خبراء بنك باركليز إنهم يتوقعون استمرار ارتفاع معدل البطالة في منطقة اليورو حتى منتصف 2014. وقال المحللون: نعتقد أن توفير وظائف جديدة سيظل جامدا بشكل عام لأن الشركات الخاصة ستتجه إلى الاستفادة من التعافي التدريجي للاقتصاد بتحسين قدرتها الإنتاجية وزيادة هامش أرباحها، وبالتالي لن تقوم بتعيين عمالة جديدة حتى مع تحسن الطلب عليها. في الوقت نفسه كشفت بيانات صدرت امس الاول أن معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو ظل ثابتا في يوليو على الرغم من زيادة أسعار الأغذية. وقال مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات" إن ارتفاع تكاليف المعيشة ظلت عند 6ر1% هذا الشهر في تكتل العملة الموحدة الذي يضم 17 دولة، وجاء معدل التضخم هذا الشهر متفقا وتوقعات المحللين. وتسبب المعدل في بقاء أسعار المستهلكين بشكل مريح في إطار النطاق المستهدف للتضخم السنوي في منطقة اليورو بأن يكون أقل قليلا من 2%. وكنتيجة لذلك، قال محللون إن البنك المركزي الأوروبي لديه هامش لتقليص أسعار الفائدة مجددا هذا العام ما لم تتجسد توقعاته بحدوث تحسن اقتصادي بمنطقة اليورو على أرض الواقع. وأظهرت البيانات الأولية ارتفاع أسعار الأغذية بنسبة 5ر3% على أساس سنوي في يوليو، بينما ارتفعت تكاليف الطاقة بنسبة 6ر1% وهي نفس النسبة المسجلة في يونيو الماضي.